اعتداءات الحوثيين تجبر شركتين على وقف الشحن عبر البحر الأحمر

كوبنهاغن - أعلنت كل من شركة ميرسك الدنماركية العملاقة للنقل البحري، وشركة هاباغ لويد الألمانية للحاويات، الجمعة، تعليق مرور سفنهما عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب غداة تعرّض سفن شحن لهجمات من قبل جماعة الحوثي التي تقول إنّ هجماتها مرتبطة بالحرب في غزة.
وقالت شركة ميرسك في بيان “في أعقاب الحادث الذي استهدف سفينة ميرسك جبل طارق والهجوم الجديد ضد حاملة حاويات الجمعة، طلبنا من كل سفن ميرسك في المنطقة التي يتوجب عليها عبور مضيق باب المندب، تعليق إبحارها حتى إشعار آخر”.
وتصنف ميرسك، بأنها ثاني أكبر شركة ملاحة بحرية وشحن بضائع في العالم، بعد شركة أم.أس.سي حيث تملك أسطولا تجاريا مؤلفا من 300 سفينة.
تصاعد حدة المخاوف العالمية من احتمالية إعلان شركات أخرى تعليق حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب ينعكس سلبا على سلاسل الإمدادات العالمية بين الشرق والغرب
ومن جهتها أعلنت شركة هاباغ لويد، الجمعة، على لسان متحدّثها أنها أوقفت جميع رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى الثامن عشر من ديسمبر الجاري وذلك بعد ساعات على الإبلاغ عن تعرض إحدى سفنها لهجوم قبالة اليمن. وأضاف المتحدث “بعد ذلك سنقرر ما سيحدث في الفترة التالية”.
ويعد مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا إستراتيجيا للنقل البحري حيث تسلك حوالي 20 ألف سفينة كل عام هذا المسار البحري الذي يربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي.
وبحسب بيانات منظمة التجارة العالمية، يمر نحو 12 في المئة من التجارة العالمية المنقولة بحرا عبر قناة السويس المصرية إلى الشمال وكلها تقريبا تمر أيضا عبر مضيق باب المندب.
وكان الحوثيون المقرّبون من إيران قد أعلنوا أنهم سيستهدفون أي سفن متوجّهة إلى إسرائيل بغض النظر عن بلدانها، ردا على الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وأعلنوا الجمعة أنّهم شنّوا “عملية عسكرية” استهدفت سفينتي حاويات تابعتين لشركة أم.أس.سي السويسرية قبالة سواحل اليمن كانتا متجهتين إلى إسرائيل، وذلك بعد إعلان مسؤوليتهم عن هجوم على سفينة الحاويات ميرسك.
وقالت ميرسك في بيان إنّ “الهجمات الأخيرة على السفن التجارية في المنطقة مثيرة للقلق وتشكّل تهديدا كبيرا لسلامة البحارة”.
وأضافت الشركة الدنماركية العملاقة أنّها تحاول ضمان استقرار سلاسل التوريد لعملائها على أفضل وجه والتقليل من تأثير هذا القرار.
ومن جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ردا على سؤال عن عواقب هذه الهجمات في البحر الأحمر، إنه قلق من خطر التصعيد في المنطقة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في أوسلو “منطقتنا معقّدة للغاية ولسنا بحاجة إلى اندلاع المزيد من النزاعات. ونأمل أن نتمكن من تجنّب أي تصعيد جديد في منطقتنا”.
كما أدانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الهجوم الذي شنته جماعة الحوثي على سفينة حاويات تابعة لشركة هاباغ لويد.
وقالت خلال لقائها، الجمعة، القائم بأعمال الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب في برلين إنّ “الحكومة الألمانية تدين بأشد العبارات كل الهجمات على السفن، وبالطبع الهجوم على سفينة هاباغ لويد”، مضيفة أنّ تلك الهجمات “على السفن التجارية المدنية يجب أن تتوقف فورا”، ومطالبة جماعة الحوثي بإطلاق سراح سفينة غالاكسي المحتجزة مع طاقمها لديها بدون إبطاء.
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تدين الهجوم الذي شنته جماعة الحوثي على سفينة حاويات تابعة لشركة هاباغ لويد
واعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان، الجمعة، أن الحوثيين يشكّلون، تهديدا ملموسا لحرية الملاحة.
وقال للصحفيين خلال زيارة لإسرائيل إنّ “الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي ومع شركاء من المنطقة ومن جميع أنحاء العالم للتعامل مع هذا التهديد”، مضيفا “الحوثيون يضغطون على الزناد، لكن إيران تسلمهم السلاح”.
ورشحت خلال الأيام الأخيرة أنباء عن نية واشنطن قيادة تحالف دولي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب. وحذّرت إيران من الخطوة قائلة إنّها ستزيد من رفع حالة التوتر.
وخلال الأسابيع الماضية نفذ الحوثيون عدة هجمات ضد سفن تبحر في البحر الأحمر بذريعة أنها متوجهة إلى إسرائيل، كان أبرزها في التاسع عشر من نوفمبر الماضي عندما أعلنت الاستيلاء على سفينة الشحن غالاكسي ليدر المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في البحر الأحمر واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وتتصاعد حدة المخاوف العالمية من احتمالية إعلان شركات أخرى تعليق حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب، ما يعني تذبذبا في سلاسل الإمدادات العالمية بين الشرق والغرب.