"اضغط للصلاة".. صلّ مع البابا افتراضيا

روما - حذر البابا فرانسيس من محاولة العيش في عالم الإنترنت الافتراضي. وصرح للشباب “لا يكفي أن نكون متصلين بالإنترنت طوال النهار لنشعر بأننا محبوبون. أن نشعر بأننا ننتمي إلى مجموعة أهم من البقاء على شبكة الإنترنت”.
والبابا المعروف بمتابعته التكنولوجيا الجديدة. أكد مؤخرا على ضرورة توظيف وسائل التواصل الاجتماعي بالشكل الصحيح، إذ نقل عنه قوله “الإنترنت والتواصل الاجتماعي يعدّان موارد في وقتنا الراهن، كما تشكل هذه التقنيات فرصة للتواصل المستمر مع الآخر، بهدف تشارك القيم والمشاريع، وكذلك التعبير عن ضرورة صقل جموع الناس”.
وللبابا أكثر من 44 مليون مشترك يتابعونه على تويتر في تسع لغات هي الإنكليزية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والعربية والفرنسية والبولندية واللاتينية والألمانية.
وقبل إطلاق الأيام العالمية للشبيبة التي تكون ما بين 22 و27 يناير الجاري دعا المرشد الروحي لـ1.3 مليار كاثوليكي في العالم الشباب إلى تحميل تطبيق “كليك تو براي” (اضغط للصلاة).
وكشف البابا أمام المصلين في ساحة القديس بطرس الأسبوع الماضي عن حسابه الشخصي على تطبيق “اضغط للصلاة”، الذي يمكن مستخدميه من مشاركة صلواتهم عبر الإنترنت.
ويعتبر “اضغط للصلاة” التطبيق الرسمي لشبكة “صلاة البابا في أنحاء العالم”، وهو جزء من منصة “اضغط للصلاة” التي “تدعو الرجال والنساء من أنحاء العالم إلى مرافقة البابا في مهمة الرحمة للعالم”، ولها أيضا شبكات اجتماعية بست لغات. ويمكن لأتباع الكنيسة الكاثولوكية التعرف من خلال التطبيق مواعيد الصلاة الشهرية للبابا.
ويوجد بالتطبيق قسم “صلوا مع الشبكة” الذي يمكن المصلين (ومن بينهم البابا) من مشاركة صلواتهم مع آخرين، بحسب موقع “فاتيكان نيوز”.
وقام البابا في الصلاة الأسبوعية بفتح كمبيوتر لوحي عارضا كيفية استخدام التطبيق. وقال “شبكة الإنترنت تمكننا من الصلاة كمجتمع وأن نصلي سويا”.
ويقول مراقبون إن التطبيق يسلط الضوء على لجوء الدين إلى التكنولوجيا بصورة متزايدة، كبديل للممارسات التقليدية. فبينما يفترض أن تقوم المشاعر الدينية على الروحانية والشعور الوجداني، فإن هذا التوسع التكنولوجي يثير القلق.
وإسلاميا، كشفت شبكة بلومبيرغ الأميركية، قيام شركة ماليزية، بإطلاق أول متصفح إنترنت “حلال” لخدمة المسلمين في العالم. وتراهن الشركة الناشئة على أن متصفحها الجديد سيلقى الكثير من القبول لأنه يتوافق مع القيم الإسلامية، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن الخصوصية والتحيز والانتهاك عبر الإنترنت.
وتم تصميم المتصفح الذي أطلق عليه اسم سلام ويب SalamWeb، ليكون مناسبًا لكافة الأجهزة.
كما دخلت تطبيقات الهاتف المحمول، مجال تعليم مناسك الحج والعمرة، لتكون بديلا محتملا أو منافسا على الأقل للوسائل التقليدية، التي استعملت في السنوات الماضية. فقد أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية “أكاديمية مناسك” على الإنترنت، لتقديم دورات تدريبية متقدمة في أعمال الحج والعمرة، بـ13 لغة، منها الإنكليزية والأوردية والبنغلاديشية والإندونيسية والتركية والسواحلية والهاوساوية.
كما تقدم دار الإفتاء المصرية خدمة الفتوى الإلكترونية منذ العام 2000. وتستقبل إدارة الفتوى الإلكترونية أسئلة المستفتين، عبر نافذة لها على موقع دار الإفتاء المصرية، حيث يقوم المستفتي بوضع سؤاله عبر نافذة (طلب فتوى)، وبعد أن يكتب سؤاله ويقوم بالضغط على زر (إرسال) يأخذ رقما سريا.
يقوم أمناء الفتوى داخل الإدارة باستقبال هذه الفتاوى، وتحرير أجوبة عنها ومراجعتها فقهيا، حيث لا تصدر فتوى إلا وقد مرت بمرحلتين من العمل، إحداهما تحرير الفتوى، والثانية مراجعتها.
تكون إجابة الأسئلة في سرية تامة، حيث لا يطلع على هذه الفتوى إلا مَن معه الرقم السري فقط، وفي نفس الوقت تعتبر إجابات المستفتين عبر هذه النافذة إجابات شخصية تخص السائل فقط.
كما تنتشر تطبيقات الحلال بشكل واسع في صفوف المسلمين المقيمين في الخارج ويسمح تطبيق يدعى Scan Halal، مثلا بإجراء مسح ضوئي للرمز الشريطي (الباركود) لأي طعام في أي متجرٍ كبير، بغرض تحديد ما إن كان يحتوي على مكوناتٍ غير حلال على الفور. وتحظى هذه الفكرة بانطباعات متباينة بين مرتادي الإنترنت.
وحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية فبدلا من القسيس، فإن تطبيق Confession (الإصدار 2.1) يوفر للمذنبين فرصة الاعتراف بخطاياهم بعد سماع الرنين.
كما بدأت الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية في المملكة المتحدة في استخدام قارئات بطاقات إلكترونية للتبرعات والمدفوعات الأخرى، على أمل جعل الحياة أسهل لأبناء الرعية الذين ربما لا يحملون نقودا.
وبات دعاة التلفزيون الأميركيون يميلون إلى التواجد بشكلٍ مستمر على الإنترنت، لاسيما أولئك الذين يتبنون “لاهوت الرفاهية”، الذي ينص على أنَّ الله يكافئ المتدينين بالثروة المادية.
ويقدم التطبيق المجاني للمُبشِّر التلفزيوني جويل أوستين رسائلَ ومواعظ يومية تعبدية، ويستعرض أحدث تطبيق للداعية التلفزيوني كريفلو دولار خاصية “امنحْ”، التي تجعل تسليم أموالك إلى منظمة A Dollar Ministries التي يديرها كريفلو بسهولة لعب القمار.
وباتت العديد من محارق الجثث في المملكة المتحدة الآن تقدم خدمة بث الجنازة لايف لأهل الميت، بصفتها جزءاً من الصفقة، حيثُ يتولى الحاخامات والقسيسون مهامهم الاعتيادية بشكلٍ روتيني في تلك الخدمات التي تُبَث مباشرة. ولا يشبه الأمر أن تكون حاضراً بنفسك تماماً، لكنَّ الناس يفضلونها في كثيرٍ من الأحيان.
كما تطرّق البابا، في عظته السبت الماضي إلى أزمة التراجع المستمر للدعوات الكهنوتية.
وإذ أثار مسألة “تراجع الإيمان”، رأى البابا أن المشكلة تعود إلى “عدم القدرة على التعامل مع حدّة وتعقيد التغييرات التي نمرّ بها كمجتمع”.
وتابع الحبر الأعظم البالغ من العمر 82 عاماً أن “تلك التغييرات تجعلنا نشكك في أشكال تعبيرنا والتزامنا”.
وكان البابا فرانسيس تصدّر قائمة قادة الرأي الأكثر تأثيرا في الفضاء الإلكتروني العالمي، وفق مؤسسة غوتليب دويتلر للأبحاث السويسرية، عام 2017. واعتبرت المؤسسة التصنيف العالمي “مفاجأة” إذ حلت أربع شخصيات دينية ضمن الست الأوائل. وقال الموقع إن “أسئلة الدين تمثّل ظاهرة عالمية”.
وباستثناء الدين، لم تحلّ أي فكرة أو توجه كظاهرة عالمية، سواء كانت حقوق الإنسان أو المناخ أو الهجرة أو الحرب والسلام، فلم يكن هناك حضور موضوع واحد منها في القائمة العالمية. والهدف من القائمة، البحث عمن “يشكلون عالم الأفكار في المجتمعات”.