اضطراب تبدد الشخصية مرض نفسي يحوّل الحقيقة إلى حلم

نيويورك- اضطراب تبدد الشخصية هو اضطراب نفسي يشعر فيه المريض بتبدد الشخصية أو الشعور بالغربة عن الواقع. أفاد موقع مايو كلينك الأميركي أن اضطراب الغربة عن الواقع وتبدد الشخصية يحدث عندما يشعر المريض، بشكل دائم أو متكرر، بأنه يراقب نفسه من خارج جسمه أو يشعر بأن الأشياء التي حوله ليست حقيقية، أو كلا هذين الشعورين. قد يكون الشعور بالغربة عن الواقع وتبدد الشخصية مزعج وقد يشعر الفرد بأنه يعيش حلما.
والكثير من الناس يمرون بتجربة الغربة عن الواقع أو تبدد الشخصية في فترة ما من حياتهم بشكل عابر. ولكن عندما تستمر مثل هذه الأحاسيس والمشاعر في الحدوث ولا تختفي، بشكل كامل وتتداخل مع القدرة على العمل وتأدية الأنشطة الحياتية، فمن المحتمل أن الشخص مصابٌ باضطراب الغربة عن الواقع وتبدد الشخصية. وهذا الاضطراب يشيع في الأشخاص الذين قد تعرضوا لتجارب صادمة في الماضي.
وقد يكون اضطراب الغربة عن الواقع وتبدد الشخصية شديدا وقد يتداخل مع العلاقات والعمل والأنشطة اليومية الأخرى. ويتمثل العلاج الرئيسي لاضطراب الغربة عن الواقع وتبدد الشخصية في العلاج بالتحدث (العلاج النفسي) ولكن أحيانا قد تستخدم الأدوية أيضا.
وتُسبب النوبات المتكررة والدائمة من تبدد الشخصية القلق والمشكلات خلال المهام اليومية في العمل أو المدرسة أو الأماكن المهمة الأخرى. في أثناء هذه النوبات، يدرك المريض أن إحساسه بالانفصال هو مجرد شعور وليس حقيقيًا. وقد يصعب وصف مشاعر الاضطراب وتجاربه.
نوبات تبدد الشخصية أو الاغتراب عن الواقع يمكن أن تكون مخيفة ومعوقة ويمكن أن تؤدي إلى صعوبة في التركيز على المهام أو تذكر الأمور والشعور بالقلق
وعادة ما تبدأ الأعراض منتصف فترة المراهقة حتى أواخر المراهقة أو في بداية البلوغ. ويُعد اضطراب الاغتراب عن الواقع أو تبدد الشخصية نادرا لدى الأطفال والبالغين الأكبر سنا.
وتتضمن أعراض تبدد الشخصية في الشعور بأن المصاب مراقب خارجي لأفكاره ومشاعره وجسمه أو أجزاء منه وقد يشعر بأنه يطفو في الهواء، على سبيل المثال. وقد يشعر أيضا أنه إنسان آلي، فقد القدرة على التحكم في كلامه وحركاته. وقد ينتابه إحساس بأن جسمه وساقيه وذراعيه في حالة تشوه أو تضخم أو تقلص أو أن رأسه مغلف بالقطن، مع الشعور بالتخدير العاطفي أو البدني لحواسه أو استجاباته للعالم حوله.
ويظل السبب الدقيق لاضطراب تبدد الشخصية أو الاغتراب ليس معروفا بشكل جيد. وقد يصبح بعض الناس أكثر تعرضا للإصابة بتبدد الشخصية والاغتراب من الآخرين، وربما كان ذلك بسبب عوامل وراثية أو بيئية. وقد تؤدي حالات التوتر والخوف الشديدة إلى بدء نوبات.
كما يمكن أن تكون نوبات تبدد الشخصية أو الاغتراب عن الواقع مخيفة ومعوقة ويمكن أن تؤدي إلى صعوبة في التركيز على المهام أو تذكر الأمور والشعور بالقلق أو الاكتئاب واليأس.