اشتداد المنافسة في صناعة السيارات يدفع هوندا ونيسان إلى الاندماج

من شأن الاندماج المحتمل بين الشركتين أن ينشئ ثالث أكبر مجموعة سيارات في العالم من حيث المبيعات بعد تويوتا وفولكسفاغن.
الثلاثاء 2024/12/24
لا تقلقوا سننافس ونفوز

طوكيو- كشف تحرك شركتي هوندا ونيسان للاندماج في كيان عملاق عن حجم التحديات التي يواجهها المصنعون بسبب الضغوط للتأقلم مع القواعد التنظيمية المتعلقة بالمحافظة على البيئة وتوظيف التكنولوجيا باهظة الكلفة في عمليات التصنيع.

وأعلنت الشركتان الاثنين أنهما بدأتا محادثات بشأن اندماج محتمل، وهو محور تاريخي لصناعة السيارات في اليابان يسلط الضوء على التهديد الذي يشكله صانعو السيارات الكهربائية الصينيون الآن على بعض أشهر شركات هذا القطاع في العالم.

ومن شأن التكامل أن ينشئ ثالث أكبر مجموعة سيارات في العالم من حيث المبيعات بعد تويوتا وفولكسفاغن. كما أنه سيمنح الشركتين نطاقًا وفرصة لتقاسم الموارد في مواجهة المنافسة الشديدة من شركة تسلا والمنافسين الصينيين الأكثر ذكاءً، مثل بي.واي.دي.

◄ شركة رينو الفرنسية، أكبر مساهم في نيسان، منفتحة من حيث المبدأ على صفقة وستدرس جميع الآثار المترتبة على التحالف

واندماج هوندا ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان ونيسان سيكون بمثابة أكبر إعادة تشكيل في صناعة السيارات العالمية منذ اندماج فيات كرايسلر الإيطالية وبي.أس.أي الفرنسية في عام 2021 لإنشاء ستيلانتيس في صفقة بقيمة 52 مليار دولار.

وأشارت الشركتان اليابانيتان إلى أن ميتسوبيشي موتورز الأصغر حجما، والتي تعد نيسان أكبر المساهمين فيها، تدرس أيضا الانضمام. وعقد الرؤساء التنفيذيون للشركات الثلاث مؤتمرا صحفيا مشتركا في طوكيو.

وقال توشيهيرو ميبي، الرئيس التنفيذي لهوندا، “لقد أدى ظهور شركات صناعة السيارات الصينية واللاعبين الجدد إلى تغيير صناعة السيارات بشكل كبير.” وأضاف “علينا أن نبني قدراتنا للقتال معهم بحلول عام 2030، وإلا فسوف نهزم.”

وأكدت الشركتان أنهما تهدفان إلى تحقيق مبيعات مجمعة تبلغ 30 تريليون ين (191 مليار دولار) وأرباح تشغيلية تزيد على 3 تريليونات ين من خلال الاندماج المحتمل.

كارلوس غصن: من منظور يتعلق بالصناعة، هناك ازدواجية في كل شيء

وتريد هوندا البالغ قيمتها 40 مليار دولار، ونيسان التي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، إنهاء المحادثات في شهر يونيو 2025 تقريبًا ثم إنشاء شركة قابضة بحلول أغسطس 2026،
وفي ذلك الوقت سيتم شطب أسهم الشركتين.

ومن شأن الاندماج مع ميتسوبيشي موتورز أن يرفع مبيعات المجموعة اليابانية العالمية إلى أكثر من 8 ملايين سيارة.

وفي مارس الماضي ذكرت الشركتان أنهما تدرسان التعاون في مجال الكهرباء وتطوير البرمجيات. واتفقتا على إجراء بحث مشترك وتوسيع التعاون ليشمل شركة ميتسوبيشي موتورز في أغسطس.

وفي الشهر الماضي أعلنت نيسان عن خطة لإلغاء 9 آلاف وظيفة و20 في المئة من طاقتها الإنتاجية العالمية بعد انخفاض المبيعات في الأسواق الرئيسية في الصين والولايات المتحدة. كما أعلنت هوندا عن أرباح أسوأ من المتوقع بسبب انخفاض المبيعات في الصين.

ومثل شركات صناعة السيارات الأجنبية الأخرى، خسرت هوندا ونيسان مكانتهما في الصين، أكبر سوق في العالم، لصالح شركة بي.واي.دي وغيرها من العلامات التجارية المحلية التي تصنع السيارات الكهربائية والهجينة المحملة بالبرمجيات المبتكرة.

وفي مؤتمر صحفي منفصل عبر الإنترنت مع نادي المراسلين الأجانب في اليابان الاثنين شكك كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي السابق لنيسان، في نجاح الاندماج مؤكدا أنه “لا معنى له.” وقال “من منظور يتعلق بالصناعة، هناك ازدواجية في كل شيء.”

50

مليارا قيمة المجموعة الجديدة التي سيتم إنشاؤها من الاندماج بحلول أغسطس 2026

وغصن هارب، مطلوب في اليابان بتهمة تجاوز الكفالة والفرار إلى لبنان. وأدى اعتقاله عام 2018 بتهمة ارتكاب مخالفات مالية إلى دخول شركة نيسان في أزمة.

وأكدت مصادر لرويترز أإن شركة رينو الفرنسية، أكبر مساهم في نيسان، منفتحة من حيث المبدأ على صفقة وستدرس جميع الآثار المترتبة على التحالف.

وأشارت المصادر إلى أن شركة فوكسكون التايوانية الساعية إلى توسيع أعمالها الناشئة في مجال تصنيع عقود السيارات الكهربائية، تواصلت مع نيسان بشأن عرض لكن الشركة اليابانية رفضته.

وذكرت وكالة بلومبيرغ يوم الجمعة الماضي أن فوكسكون قررت إيقاف هذا النهج مؤقتًا بعد أن أرسلت وفداً للقاء رينو في فرنسا.

وأنهت أسهم هوندا الاثنين التعاملات مرتفعة بنسبة 3.8 في المئة، وارتفع سهم نيسان 1.6 في المئة، وربح سهم ميتسوبيشي موتورز 5.3 في المئة بعد التقارير الإخبارية عن تفاصيل الاندماج المخطط له، في حين أغلق المؤشر نيكاي القياسي مرتفعا بنسبة 1.2 في المئة.

11