اشتباكات في أريحا وبن غفير يقود مسيرة الاستيطان بنابلس

مقتل فلسطيني في عملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، تزامنا مع تصعيد في مخيم العين غربي بمدينة نابلس واقتحام مئات المستوطنين المسجد الأقصى.
الاثنين 2023/04/10
تصعيد إسرائيلي على أكثر من جبهة

رام الله - قتل فتى فلسطيني خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في حين اقتحم مئات المستوطنين ساحات المسجد الأقصى المبارك، تزامنا مع انطلاق مسيرة لتعزيز الاستيطان جنوبي نابلس على وقع اشتباكات مسلحة شهدتها المدينة.

وقالت الوزارة في بيان مقتضب "شهيد برصاص الاحتلال في أريحا". وأضافت في بيان لاحق "استشهاد الطفل محمد فايز بلهان (15 عاما) برصاص الاحتلال الحي في الرأس والبطن".

وكانت الوزارة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق عن إصابتين في الأطراف السفلية قالت إنهما وصلتا إلى مستشفى أريحا الحكومي.

ومن جانبها، ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومية) في بيان، إن طواقمها نقلت "إصابة بالرصاص الحي في الرأس إلى مستشفى أريحا".

بدوره، قال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب، إن قواته تعمل في مخيم عَقْبة جبر، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقال شهود عيان، إن قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت الإثنين مخيم عقبة جبر وأغلقت مداخله، فاندلعت مواجهات مع السكان الفلسطينيين.

وشهد النزاع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني تصعيدًا كبيرا خلال الأشهر القليلة الماضية.

منذ بداية يناير، أودى التصعيد بحياة 94 فلسطينيا على الأقل، و18 إسرائيليا، وامرأة أوكرانية، ومواطن إيطالي، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادًا إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.

وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين من بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني، ومن الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى مدنيون بينهم قصّر وثلاثة أفراد من عرب إسرائيل.

وتعتبر مدينة أريحا التي ازدهرت اقتصاديا في السنوات القليلة الماضية مقصدا سياحيا وخصوصا في فصل الشتاء بفضل مناخها الدافئ.

ونادرا ما تشهد المدينة التي تعتبر البقعة الأكثر انخفاضا في العالم مواجهات.

لكنها تحولت مؤخرا نقطة اشتعال وشهدت عدة عمليات عسكرية إسرائيلية دامية.

7 وزراء إسرائيليين يتقدمون مسيرة المستوطنين إلى مستوطنة "أفيتار"
7 وزراء إسرائيليين يتقدمون مسيرة المستوطنين إلى مستوطنة "أفيتار"

وفي فبراير الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية خمسة فلسطينيين خلال عملية نفذتها في أريحا لتوقيف "خلية إرهابية تابعة لحماس". وقالت إسرائيل حينها إن إثنين منهما حاولا تنفيذ هجوم قرب مفترق "ألموغ" قرب أريحا.

ونفذت القوات الإسرائيلية عدة عمليات دهم لمخيم عقبة جبر لاعتقال فلسطينيين قالت إنهم مسلحون كما فرضت إغلاقا محكما على المدينة استمر أيامًا عدة.

وفي نابلس، أصيب اليوم الإثنين 3 فلسطينيين بشظايا رصاص حي و10 بحالات اختناق إثر اقتحام قوة إسرائيلية مخيم العين غربي المدينة، في حين أعلنت مجموعات "عرين الأسود" المسلحة الاشتباك مع القوة المقتحمة.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومية) في بيان، إن طواقمها تعاملت مع 13 إصابة "3 إصابات بشظايا رصاص حي و10حالات اختناق بالغاز عولجت ميدانيا"

ووفق تلفزيون فلسطين (حكومي)، فإن "قوة إسرائيلية اقتحمت مخيم العين غربي مدينة نابلس، في حين اقتحمت قوة أخرى الجبل الشمالي بالمدينة وحاصرت منزلا" دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقال شاهد عيان إن القوة الإسرائيلية فجرت باب أحد المنازل في مخيم العين "لكنها فشلت في اعتقال أي فلسطيني خلال الاقتحام، بينما أعطبت مركبة عسكرية".

وبدورها، قالت مجموعات "عرين الأسود" الفلسطينية المسلحة على قناتها في منصة "تلغرام" إنها تصدت "لاقتحام قوات الاحتلال مخيم العين في مدينة نابلس".

وذكرت أنها اشتبكت "بصليات من الرصاص المبارك والعبوات محلية الصنع" مع القوة المقتحمة.

وفي الأثناء، شارك آلاف المستوطنين، يتقدمهم 7 وزراء إسرائيليين على الأقل وأكثر من 20 عضو كنيست، بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، في مسيرة من مفرق زعترة باتجاه موقع البؤرة الاستيطانية العشوائية "أفيتار" المقامة على قمة جبل صبيح جنوب نابلس.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينة (وفا) أن المستوطنين يخططون لإقامة مهرجان كبير في هذه البؤرة الاستيطانية، وذلك للمطالبة بشرعنتها.

كما نقلت "وفا" عن وسائل إعلام إسرائيلية أن عددا من المستوطنين سيبقَون فيها، بهدف "فرض واقع على الأرض". وتشدد القوات الإسرائيلية -اليوم الاثنين- من إجراءاتها العسكرية وسط وشمال الضفة الغربية المحتلة.

المستوطنزن أدوا طقوسا تلمودية عند باب السلسلة
مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة أمنية مشددة

واقتحم أكثر من 1500 مستوطن إسرائيلي، الإثنين، المسجد الأقصى في القدس بحراسة شرطية مشددة، وذلك بمناسبة عيد الفصح اليهودي.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عبر بيان مقتضب، إن "1532 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم".

وذكرت أن "المستوطنين اقتحموا المسجد ضمن 21 مجموعة بحماية الشرطة الإسرائيلية".

والأحد، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية، إن 912 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى، لكن أرقام اقتحام الإثنين تمثل أضعاف كثيرة لعدد المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى في الأيام العادية والتي تتراوح بين 100-120 مقتحم.

والأسبوع الماضي، دعت جماعات استيطانية لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي المستمر حتى 12 أبريل المقبل.

وصباح الإثنين، قال شهود عيان إن الشرطة الإسرائيلية منعت منذ ما قبل صلاة الفجر الفلسطينيين دون سن 50 عاما من دخول المسجد الأقصى لأداء الصلاة.

وذكر الشهود أن قوات من الشرطة انتشرت في ساحات الأقصى قبل السماح لمجموعات من عشرات المستوطنين باقتحامه عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد.

وأشاروا إلى أن المصلين الموجودين في المسجد احتجوا على الاقتحامات عبر هتاف "الله أكبر"، بينما أدى عدد من الفلسطينيين صلاة الضحى قبالة المصلى القبلي المسقوف.

ومن جانب آخر، قال شهود العيان إن الشرطة أخرجت عددا من المصلين من ساحات المسجد الأقصى خلال اقتحامات المستوطنين، علما بأن عشرات الفلسطينيين بدأوا الاعتكاف بالمسجد الأقصى خلال الليلة الماضية.

وتشهد مدينة القدس توترا منذ بداية الأسبوع الماضي، في أعقاب إقدام الشرطة الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى ليلاً، ومنع المصلين من الاعتكاف فيه.

وأدت الاقتحامات المتكررة للأقصى إلى توتر واشتباكات في أنحاء الأراضي الفلسطينية والمناطق العربية في إسرائيل، بالإضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وغزة وسوريا.