اشتباكات عنيفة بين الفصائل وقوات الأمن الفلسطينية في مخيم جنين

رام الله - شهد مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة تبادلا لإطلاق النار بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلّحين وذلك بعد أيام من تعرض المخيم لاجتياح إسرائيلي وسط مخاوف من حدوث صراع داخلي بين الفصائل والسلطة. ولم يتّضح في الحال ما إذا كان هذا الاشتباك المسلّح قد أسفر عن خسائر بشرية.
وتمركز عناصر من الأمن الفلسطيني على سطح بناية تقع شمال شرقي المخيّم وهم يطلقون النار بين الفينة والأخرى على مسلّحين كانوا يبادلونهم بالمثل.
بدورهم قال شهود عبر الهاتف إنّ عناصر من الأمن الفلسطيني الذين تمركزوا فوق البناية "تبادلوا إطلاق النار مع مسلّحين فلسطينيين" ينتمون لفصائل لم يحدّدوها. وتزامن الاشتباك مع نصب قوات الأمن الفلسطيني حواجز عسكرية على الطرقات المؤدية الى مخيم جنين، بحسب الشهود.
وأكد سكّان أنّ المدينة شهدت منذ ساعات الصباح توترا عقب استيلاء مجموعة من المسلحين على مركبتين تابعتين للسلطة الفلسطينية، قبل أن يجوبوا بهما شوارع مخيم جنين وهم يرفعون رايات لحركة الجهاد الإسلامي.
من جهته، قال المتحدث باسم الأمن الفلسطيني أنور رجب في بيان إنّ "مجموعة من الخارجين عن القانون قامت بإطلاق النار على مقرّات الأجهزة الأمنية".
وأضاف أنّ المسلحين "قاموا بإرسال مجموعة من اللصوص المختصين بسرقة السيارات، وتمكنوا تحت جنح الظلام ومستغلين حالة الطقس من السطو على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري والأخرى لوزارة الزراعة كانتا مركونتين أمام مبان غير مؤمنة".
وأكد البيان أنّ "الأجهزة الأمنية ستقوم باستعادة المركبات ومحاسبة كلّ من قام بهذا الفعل".
وبحسب سكان في مدينة جنين فإن التوترات التي يشهدها المخيم بدأت في أعقاب قيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال قيادي ميداني من حركة الجهاد الاسلامي مساء الأربعاء، وقد وضع بعضهم ما جرى الخميس في خانة الردّ على "اعتقال القيادي".
وتسيطر مجموعات مسلحة فلسطينية من مختلف الفصائل على مخيم جنين، وخصوصا من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس.
ورفض متحدث باسم "غرفة العمليات المشتركة لمقاتلي جنين" ما تضمّنه بيان الأمن الفلسطيني، وخصوصا لجهة وصفه المسلحين بأنهم "خارجون عن القانون".
وقال محمود أبو طلال وقد وقف خلفه عدد من المسلحين إنّ "الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل منذ مدة بقوة ضد المقاومة".
وأضاف "تقوم الأجهزة الأمنية بعملية متواصلة من أجل النيل من الذين يحمون أبناء شعبهمفإذا كان القتال ضد الاحتلال لأكثر من ثلاث سنوات وتقديم مئات الشهداء والجرحى يسمى خروجا عن القانون فمرحبا بهذا الخروج".
وأضاف أنّ أجهزة السلطة الفلسطينية اعتقلت عددا من المسلّحين خلال الأيام الماضية.
من ناحيته، قال الناشط إياد عزمي "نعلم أنّ كلّ ما تفعله الأجهزة الأمنية من شيطنة وتشويه إنما هو من أجل الالتفاف على الحالة" التي يشكّلها المسلحون.
ويُعتبر مخيم جنين واحدا من المخيمات التي تستهدفها العمليات العسكرية الإسرائيلية بانتظام، إذ تتهم الدولة العبرية مسلّحين فيه بالتخطيط لتنفيذ هجمات.