اشتباكات بين ميليشيات الدبيبة توقع قتلى وجرحى غرب ليبيا

طرابلس - اندلعت اشتباكات بين مجموعات مسلحة السبت في مدينة الزاوية شمال غرب البلاد بعد مقتل شخصين تابعين لإحدى الميليشيات، لكن التوتر الأمني مرشح لمزيد من الاحتقان مع سقوط العديد بين قتيل وجريح، وذلك في ظل الصراع المستمر على النفوذ والسلطة.
واستخدمت أسلحة متوسطة وخفيفة في القتال الذي نشب بين فصيلين يتبعان لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، على خلفية شجار بين مسلحيهما تصاعد بانضمام مسلحين من الطرفين، وفقا لمصدر أمني تابع لمديرية أمن الزاوية.
وذكرت صحيفة "الشمس الليبية" صباح الأحد أن محمد حسن البشت توفي متأثرًا بجراحه التي أصيب بها أثناء تعرضه ورفيقه أحمد محمود عاشور الذي قتل هو الآخر في هجوم المسلح في منطقة الحرشة بالزاوية.
وتعرض الشابان لإطلاق نار على يد مسلحين، السبت، بالقرب من مصحة النوران بمنطقة الحرشة في مدينة الزاوية.
ووفق الصحيفة فإن القتيل هو أحد عناصر "مليشيا محمد بحرون" الملقب بـ"الفار". فيما لم تعرف هوية المسلحين الذين هاجموا الشابين وأردوهما قتيلين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها، إنّ "بوابة الحرشة" أغلقت على خلفية الاقتتال المسلح، وتجمعت عدد من السيارات المسلحة وأشعلت النار في الإطارات بالمنطقة. وهذا ما قد يؤدي إلى اشتعال أعمال عنف واشتباكات بالمدينة.
كما نقلت الصحيفة نقلا عن شهود عيان، مساء السبت عن سقوط قذيفة هاون على "مقر جهاز دعم الاستقرار" برئاسة غنيوة الككلي في الزاوية وإصابة 6 جرحى من عناصره بالقرب من كوبري المصفاة.
وفي ظل التوترات الأمنية التي استمرت طوال السبت بمدينة الزاوية، دعا رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حماد اليوم الأحد، الجميع إلى الوقف الفوري لإطلاق النار واللجوء لأجهزة الدولة الرسمية،
وأكد عبر منصة "إكس"، أنه يتابع بقلق ما يجري حاليا من اشتباكات مسلحة بمدينة الزاوية، والتي استعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وخلفت عددا من القتلى والجرحى".
كما دعا حماد كل الجماعات المسلحة لوقف فوري لإطلاق النار واللجوء لأجهزة الدولة الرسمية.
وأعلنت عدة كليات بجامعة الزاوية تأجيل الدراسة والامتحانات اليوم الأحد، وذلك في بيانات منفصلة عبر صفحاتها على فيسبوك، وهو ما أكدته الصفحة الرسمية للجامعة أيضًا من خلال إعادة منشور لكلية هندسة النفط والغاز بالخصوص.
وفي وقت سابق ناشد الهلال الأحمر فرع الزاوية الأطراف المتنازعة بمنطقة الحرشة بوقف إطلاق النار وفتح ممر آمن حتى يتسنى إخراج العائلات العالقة في مواقع الاشتباكات.
كما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ تأمين خط سير لعودة المواطنين من الزاوية الغرب نحو طرابلس بالتعاون مع المجلس البلدي، مطالبا أيضا مرتادي الطريق الساحلي الزاوية بضرورة توخي الحيطة والحذر، بسبب التوتر الوضع الأمني بالمنطقة.
كما دعا "حراك تصحيح المسار الزاوية الكبرى"، مساء السبت المنطقة العسكرية الساحل الغربي، بالتدخل طرف محايد لإنهاء التوتر الأمني في المدينة.
ووصف الحراك، في منشور عبر صفحته على فيسبوك، ما يحدث بـ"المهزلة"، بعدما بدأت الأوضاع الأمنية تهدأ في المدينة، منتقدًا موقف الحكومة وشيوخ القبائل إزاء ما يحدث.
ودائما ما تشهد مدينة الزاوية التي تعجّ بالمجموعات المسلحة، اشتباكات متكررّة، حيث شهدت الشهر الماضي، مواجهات مماثلة بين ميليشيات "أبوراس" وميليشيات "القصب"، وهما من أكبر الميليشيات المسيطرة على المدينة والمتمركزة داخلها.
ويقدّم هذا التوتر العسكري دليلا حيا على وجود علامات للتصعيد المسلح في أي وقت ممكن بين الفصائل المتنافسة، في ظل استمرار حالة الجمود السياسي وتعثر الوصول إلى حل ينهي أزمة وانقسام البلاد.
كما تعكس غياب القدرة على السيطرة على مختلف الأجهزة الأمنية والمجموعات المسلّحة غرب البلاد.
ومن شأن هذه الفوضى الأمنية، أن تقوّض الجهود الجارية لتهيئة بيئة أمنية مواتية لإجراء الانتخابات، كما تؤكدّ الحاجة الملحة لتركيز مؤسسات عسكرية وأمنية موحدة في البلاد.
إلى ذلك، لم يتوصل قادة ليبيا حتى الآن إلى تفاهمات تؤدي إلى إجراء الانتخابات وتركيز سلطة شرعية، بسبب خلافات حول خارطة الطريق المؤدية للحل، وأساس القواعد الدستورية التي تنظم العملية الانتخابية وشروط الترشح للرئاسة، وذلك بسبب الانقسام الحكومي والإداري والصراع المستمر على السلطة والثرو