اشتباكات بين حزب الله وقوات إسرائيلية وسط تحذير من تطور خطير

مقتل إسرائيليين اثنين جراء صواريخ أطلقت من لبنان على كريات شمونة، فيما يواصل حزب الله تصديه لتوغل الجيش الإسرائيلي بجنوب لبنان.
الأربعاء 2024/10/09
اشتباكات عنيفة على الأرض والجو

بيروت - أعلن حزب الله الأربعاء أنه قصف قوات اسرائيلية داخل بلدة حدودية في جنوب لبنان بعيد قوله إن مقاتليه يخوضون "اشتباكات" مع قوات حاولت التقدم إلى البلدة نفسها، وتصدّيه لمحاولات تسلل إلى بلدتين أخريين، غداة إعلان الدولة العبرية توسيع عملياتها البرية في الجنوب.

وقال الحزب في بيان، إن مقاتليه استهدفوا "بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية قوات العدو الإسرائيلي لدى محاولتها التقدم إلى ميس الجبل من عدة أماكن"، مشيرا إلى أن "الاشتباكات ما زالت مستمرة".

وبدأت إسرائيل في 23 سبتمبر حملة قصف جوي مكثفة في لبنان تقول إنها ضد أهداف لحزب الله، وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة ومركزة" عند الحدود. وأكدت الدولة العبرية الثلاثاء توسيع نطاق هذه العمليات لتشمل القطاع الغربي في جنوب لبنان.

وأدت عمليات القصف في الأسبوعين الأخيرين لمقتل أكثر من ألف شخص في أنحاء مختلفة من لبنان، بحسب السلطات اللبنانية. من جهته، يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ نحو شمال إسرائيل، ويعلن التصدّي لمحاولات تسلل حدودية.

وأعلن حزب الله "استهداف تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية" ، مشيرا في بيان صحافي إلى أن ذلك يأتي "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه".

وأكدت السلطات الإسرائيلية أن شخصين قُتلا في بلدة بشمال إسرائيل تعرضت لقصف بصواريخ جماعة حزب الله اللبنانية اليوم الأربعاء.

وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن رجلا وامرأة قُتلا في بلدة كريات شمونة.       وقال الجيش إن نحو 20 قذيفة أُطلقت من لبنان.

في وقت سابق، أعلن حزب الله الاربعاء أن مقاتليه قصفوا بالصواريخ قوات اسرائيلية حاولت التقدم باتجاه بلدات ميس الجبل ومحيبيب واللبونة الحدودية. كما استهدفوا "تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي جنوب مارون الراس بصلية صاروخية".

وأعلن حزب الله صباحا أن مقاتليه تصدوا لمحاولتي تسلل قوات إسرائيلية عند الحدود فجر الأربعاء. وأفاد الحزب في بيان بأن مقاتليه قاموا "بتفجير عبوة ناسفة بقوة من جنود العدو الإسرائيلي واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا".

وفي بيان منفصل، أشار إلى أن عناصره استهدفوا قوة إسرائيلية "بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية" لدى محاولتها التقدم فجر الأربعاء باتجاه منطقة اللبونة في جنوب غرب البلاد.

وبدوره قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن ثلاثة من عناصره أصيبوا بـ"جروح خطيرة" في معارك بجنوب لبنان، وفق القناة "12" العبرية مضيفا أنه "تم إخلاء العسكريين إلى مستشفى لتلقي العلاج الطبي، وجرى إبلاغ عائلاتهم".

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء اعتراض "مقذوفين" أطلقا من لبنان بعد دوي صفارات الانذار في مناطق ساحلية عدة جنوب مدينة حيفا.

كما أطلقت صفارات الانذار في مناطق أخرى بشمال الدولة العبرية الأربعاء. وأعلن الجيش الثلاثاء أنه رصد إطلاق حزب الله اللبناني "نحو 180 مقذوفا" لا سيما في اتجاه حيفا ومناطق شمال البلاد.

وكان الحزب أعلن الثلاثاء تصدّيه لقوة اسرائيلية "تسللت" خلف موقع لقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) داخل اللبونة، غداة قوله إنه أمر مقاتليه بـ"التريث" في استهداف تحرّكات لجنود اسرائيليين خلف موقع آخر للقوة الدولية.

وكانت اليونيفيل حذّرت الأحد من "تطور خطير للغاية" مع اقتراب عمليات الجيش الإسرائيلي من موقع لها.

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي نداف شوشاني الثلاثاء "إننا في محادثات مستمرة واتصال دائم مع اليونيفيل للتأكد من أنهم ليسوا في خط النار بيننا وبين حزب الله".

وحضّت اليونيفيل في بيان السبت لبنان وإسرائيل على "إعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701، من خلال الأفعال وليس الأقوال فقط، باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى المنطقة".

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمرة خاضاها صيف 2006. وتم تعزيز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان.

وبموجب القرار، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها.

قال الجيش الإسرائيلي إنه أرسل الفرقة 146 إلى جنوب لبنان، وهي أول فرقة جنود احتياط يتم نشرها عبر الحدود، وإنه وسع العمليات البرية ضد حزب الله من جنوب شرق لبنان إلى جنوب غربه.

ورفض متحدث عسكري الإفصاح عن عدد القوات التي كانت موجودة في لبنان في توقيت محدد. لكن الجيش أعلن في وقت سابق أن ثلاث فرق أخرى من الجيش تعمل هناك، وهو ما يعني أن الآلاف من الجنود على الأرجح على الأراضي اللبنانية.