اشتباكات بين العشائر العربية وقوات قسد شرقي سوريا

دير الزور (سوريا) - شهدت مناطق شمال وشرق سوريا، الاثنين، استنفارا أمنيا وتوترات، عقب اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل “أبوخولة”، مع قادة آخرين، من قبل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” الكردية.
وأكد القيادي بالمجلس التابع لقسد جلال الخبيل، في تسجيل مصور، أن قسد اعتقلت “أبوخولة” بعد استدراجه مع قياديين آخرين إلى استراحة الوزير، مقر قائد قسد مظلوم عبدي، بمحافظة الحسكة، حيث كان من المقرر عقد اجتماع الأحد.
وتوعد أدهم الخبيل، شقيق “أبوخولة”، عناصر قسد بقلب الأوضاع على رؤوسهم، في حال لم يتم إطلاق سراح المعتقلين.
وتزامنا مع الاعتقالات، فرضت قسد حظر تجول في مدينة الحسكة وناحيتي الشدادي والهول، كما أعلنت إطلاق حملة أمنية تحت شعار “تعزيز الأمن” في دير الزور بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وبالمقابل، هاجم العشرات من عناصر المجلس ومسلحي عشيرة العكيدات، مقرات قسد بمناطق عدة في دير الزور، ودارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
العشرات من عناصر المجلس ومسلحي عشيرة العكيدات هاجموا مقرات قسد بمناطق عدة في دير الزور
ورفض “مجلس شورى عشائر البكير”، التي ينتمي إليها “أبوخولة”، إطلاق الحملة الأمنية في دير الزور، وطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين، الذين “تم استدراجهم لاجتماع بالحسكة والغدر بهم على طريقة مخابرات النظام السوري”.
واعتبر مجلس الشورى في بيان أن الخلافات بين قيادات قسد هي خلافات “سلطة ونفوذ”، داعيا إلى حلها بعيدا عن دير الزور.
ويأتي تصعيد قسد ضد مجلس دير الزور العسكري بعد نحو شهر على توترات جرى حلّها بوساطة أميركية.
ويقول مراقبون إن “فساد” إدارة قسد، وتحديدا في الشأن المالي، يؤسس لحالة شبه دائمة من الاعتراض لدى الأهالي، إلى جانب حالة الفلتان الأمني.
وتشير الناشطة الحقوقية ياسمين مشعان إلى أن “حالة الفلتان الأمني والاغتيالات والتصفيات لوجهاء العشائر تتسبب في استدامة التوتر والاحتجاجات في مناطق دير الزور”.
وتتهم مشعان قسد بالتمييز بين أبناء المنطقة، مبينة أن ذلك أدى إلى الفساد المالي الذي منح مناطق خدمات على حساب مناطق أخرى.
في المقابل، يرى عضو المجلس الوطني الكردي في سوريا علي تمي أن حالة التصعيد في شرق الفرات ستستمر وخاصة في دير الزور، ويرجع ذلك إلى أن “الجهة التي تحكم المنطقة هي خارجها”، في إشارة إلى هيمنة المكون الكردي على قرار قسد السياسي والاقتصادي والعسكري.
ويؤكد تمي أن “الأهالي ضاقوا ذرعا بحالة التمييز ضدهم، حيث يتم حرمانهم من أبسط مقومات الحياة، ولهذا السبب فإن هناك حالة غليان دائمة، لا تسكن في منطقة إلا وتعود في أخرى”.
وحول الحلول، يقترح تمي أن يشرف التحالف الدولي على عقد مؤتمر للقوى الوطنية المعارضة في شرق الفرات تشارك فيه كافة المكونات، مضيفا “عندها يمكن أن يحدث الاستقرار، بدلا من أن تبقى المنطقة عرضة للانفجار”.
وفي أواخر مارس الماضي، شهد ريف دير الزور احتجاجات شعبية واسعة ضد قسد، وسط اتهامات بتهميش العشائر العربية على الصعيدين الإداري والعسكري.