اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين ميليشيات الدبيبة قرب مطار طرابلس الدولي

طرابلس – اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في منطقة قصر بن غشير بالقرب من مطار طرابلس الدولي، صباح الخميس، بين ميليشيات مسلحة تابعة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية بالقرب من المطار الدولي، وفق وسائل إعلام ليبية.
وذكرت صحيفة المرصد الليبية أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين "الردع" و"اللواء 111" بقيادة عبدالسلام زوبي في محيط المطار "عقب أقل من 24 ساعة على انطلاق الأعمال التمهيدية لصيانته".
ونقل موقع "ليبيا 24" عن مسؤول أمني أن الاشتباكات اندلعت أثناء توجه رتل مسلح تابع للردع كان في مهمة رسمية إلى منطقة قصر بن غشير، وأوضح أن المواجهات المسلحة انتهت من دون أي تدخل رغم خروج رتل مسلح تابع للواء "444 قتال" التابع لقيادة أركان المنطقة الغربية إلى موقع الاشتباكات للسيطرة على الوضع.
ولم تتضح بعد الأسباب الحقيقية لهذه المواجهات المسلحة، لكن بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أشاروا إلى أنها بسبب رفض الميليشيات تسليم المطار للشركة القائمة على أعمال التنفيذ والصيانة به.
كما تأتي بعد لقاء جمع قائد القوات الجوية الأميركية في أفريقيا الجنرال جون دي لامونتاني مع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الأربعاء، ناقش "أهمية إعادة توحيد الجيش الليبي تحت قيادة مدنية منتخبة ديمقراطيا".
ورغم تركيز الإدارة الأميركية على توحيد المؤسسة العسكرية وإجراء انتخابات عامة خلال العام الجاري، إلا أن ميليشيات الغرب الليبي المتنفذة لا تزال تستغل الصراع السياسي لصالح تعزيز مواقع نفوذها في العاصمة ومحاورها الإستراتيجية، وباتت تهدد أي جهد لإعادة توحيد مؤسسات الدولة.
وتتقاتل الميليشيات المسلحة على مواقع النفوذ والمكاسب الشخصية لزعمائها، على الرغم من مشهد الانقسام بين الداعمين لحكومة فتحي باشاغا المعينة من مجلس النواب الليبي مقابل داعمي حكومة عبدالحميد الدبيبة، فضلا عن المجموعات التي تلتزم حتى الآن الحياد.
واللواء "111" (301 سابقا) وكذلك قوة الردع ذات التوجه السلفي بقيادة عبدالرؤوف كاره تابعان لمعسكر رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، وهي تسيطر على قاعدة معيتيقة، أكبر القواعد الجوية في البلاد، وعززت سيطرتها على طريق الشط ومنطقة سوق الثلاثاء، وسيطرت في المواجهات الأخيرة على مقرين للنواصي.
أما اللواء "444 قتال" بقيادة محمود حمزة فلا يزال يحافظ على حياده بين المعسكرين، رغم أنباء انضمامه للقتال في صفوف قوات الدبيبة، حسب الباحث الليبي في المجلس الأطلسي، عماد الدين بادي.
وشهدت طرابلس في أغسطس الماضي اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين فصائل مسلحة محسوبة على كل من الدبيبة وباشاغا، فيما تم تسجيل عدد من الضحايا والمصابين.
وأوقعت هذه الاشتباكات عددا من الضحايا والمصابين، قبل أن تعود الأوضاع إلى الاستقرار مجددا، وسط إدانة دولية واسعة.
ولم تنعم ليبيا بقدر يذكر من السلام منذ الإطاحة بالزعيم السابق معمر القدافي بدعم من حلف شمال الأطلسي "الناتو" في عام 2011. وانقسمت البلاد في عام 2014 بين فصائل متناحرة في الشرق والغرب.
وبعد وقف إطلاق النار في عام 2020، اتفق الطرفان المتنافسان في الشرق والغرب على إجراء انتخابات في الرابع والعشرين من ديسمبر 2021، وشكلا حكومة وحدة وطنية جديدة، كان من المفترض أن تعيد توحيد المؤسسات الوطنية المنقسمة، لكن العملية انهارت.
وكان من المقرر إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر 2021 في ليبيا، تتويجا لعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بعد المواجهات العسكرية التي شهدتها البلاد في عام 2020، لكن تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات القوية بين الخصوم السياسيين والتوترات على الأرض.
ولحل هذه الأزمة أطلقت الأمم المتحدة مبادرة قادت إلى تشكيل لجنة مشتركة من مجلسي النواب والأعلى للدولة (نيابي استشاري) للتوافق على قاعدة دستورية تقود إلى إجراء الانتخابات.
وتشهد هذه اللجنة تعثرا في ظل خلافات بين الطرفين حول مشاركة العسكريين ومزدوجي الجنسية.