اشتباكات الهرمل تتيح للجيش اللبناني استعادة المنافذ الحدودية من حزب الله

حزب الله يعرف أن خسارة مسالك التهريب على الحدود مع سوريا ستعني التسيلم بالعزلة وخسارة السلاح وشبكة المخدرات.
الثلاثاء 2025/02/11
سحب البساط من تحت حزب الله

بيروت – داهمت وحدات الجيش اللبناني، الاثنين، منازل مطلوبين في بلدتي القصر في الهرمل شرق لبنان، والعصفورية في عكار شمال لبنان، وضبطت كمية الأسلحة الحربية والذخائر، في خطوة تظهر عزم الجيش على الاستفادة من التصعيد على الحدود مع سوريا من أجل وضع اليد على المنافذ التي كان حزب الله يسيطر عليها.

ووفر حزب الله والمجموعات المسلحة المتحالفة معه، التي اشتبكت مع السوريين قبل أيام، فرصة مهمة لم تكن ممكنة قبل أشهر بالنسبة إلى الجيش الذي يبحث عن إثبات قدراته بدعم غربي وعربي، خاصة بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون وتشكيل حكومة غير حزبية وتمسك الولايات المتحدة بمنع حزب الله من السيطرة على أي مؤسسة من مؤسسات الدولة بشكل معلن أو غير معلن.

وفيما كان حزب الله يعتقد أن الجيش سيتولى مهمة تحجيم قدرات مسلحي الإدارة الجديدة في سوريا، ومواجهتهم إن استدعى الأمر، حصل العكس؛ فقد تولى الجيش مواجهة الميليشيات المرتبطة بحزب الله.

وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني أنه “في إطار التدابير الأمنية التي تقوم بها المؤسسة العسكرية في مختلف المناطق، داهمت وحدات من الجيش تؤازر كلا منها دورية من مديرية المخابرات منازل مطلوبين في بلدتي القصر – الهرمل والعصفورية – عكار، وضبطت كمية كبيرة من القذائف الصاروخية والرمانات اليدوية والأسلحة الحربية والذخائر.”

 وأعلنت الوكالة الوطنية اللبنانية أن الجيش اللبناني “يستكمل اليوم (الاثنين) انتشاره في المنطقة الحدودية الشمالية لمدينة الهرمل مع سوريا، بعد انسحاب مقاتلي أبناء العشائر خلف الحدود التي ينتشر فيها الجيش.”

ويوجه تحرك الجيش بقوة ضد المسلحين إشارة واضحة إلى حزب الله مفادها أن المرحلة المقبلة لن تكون كسابقاتها، وأن المؤسسة العسكرية تضع نفسها فوق الجميع ولا تتحرك إلا بأجندتها الخاصة بغض النظر عن وضع حزب الله ومصالحه.

كما أن الحزب بهذه الخطوة يظهر جدية واضحة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وأن السيطرة على الحدود لا تعني فقط الحدود مع إسرائيل، وإنما أيضا مع سوريا، وهي محور اهتمام إسرائيل واختبار لقدرة الجيش على أن يكون شريكا في التفاهمات الإقليمية والدولية.

ويسعى حزب الله من خلال إثارة التوتر على الحدود مع سوريا لتأمين استمرار أنشطته التي تتحدى الدولة ومواصلة تهريب الأسلحة من إيران مرورا بالعراق وسوريا، مستفيدا من المسالك والأنفاق التي جهزها للغرض بعد تدخله في سوريا بأوامر إيرانية لدعم نظام بشار الأسد.

ويعرف حزب الله أن خسارة مسالك التهريب على الحدود مع سوريا ستعني التسيلم بالعزلة وخسارة تهريب السلاح والأموال وشبكة المخدرات.

ويمكن أن يزداد الأمر سوءا إذا تعامل معه الجيش اللبناني كقوة خارجة عن القانون بات عليها تسليم سلاحها، وهو في وضع لا يسمح له بالحصول على دعم من إيران في شكل تهريب أموال أو أسلحة بعد سقوط نظام الأسد وسيطرة حكومة معادية للنفوذ الإيراني.

ويراهن حزب الله في إحياء هذه الشبكات على ضعف الإدارة الجديدة في سوريا وتحريك المخاوف الطائفية والعرقية، ويعوّل خاصة على التهديد الصادر عن مسؤولين إيرانيين بأن طهران لن تقبل بخسارة نفوذها في سوريا، وهي تراهن على الوقت لتحريك الشبكات التي بنتها وجهزتها.

pp

كما أن توقف أنشطة التهريب سيعني التسليم باستقرار الوضع في سوريا لصالح الإدارة الجديدة المناوئة للحزب وإيران، خاصة أن السلطات اللبنانية الجديدة لا تظهر تجاهها أي عداء.

والجمعة أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون الاتفاق مع نظيره السوري أحمد الشرع على التنسيق لضبط الوضع على الحدود بين البلدين. وفي يناير بحث رئيس أركان الجيش السوري الجديد علي النعسان، مع مدير مكتب التعاون والتنسيق بالجيش اللبناني ميشيل بطرس، آلية ضبط الحدود بين البلدين.

وكانت قد اندلعت اشتباكات قبل أيام على الحدود الشمالية الشرقية اللبنانية – السورية بين قوات الأمن السوري وأبناء عشائر لبنانية، وأدت إلى سقوط عدد من الضحايا وحدوث إصابات وعمليات خطف متبادلة.

واختطفت مجموعة من آل زعيتر وآل جعفر التابعة لحـزب الله عنصرين من وزارة الدفاع في بلدة حاويك قرب مدينة القصير ونشرت صور فيديو لهما وهما يتعرضان للضرب، وتم نقلهما إلى منطقة الهرمل داخل الأراضي اللبنانية ما دفع قوات إدارة العمليات إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة والاشتباك مع عناصر من آل زعيتر وآل جعفر وعناصر من النظام السابق واعتقال العشرات وتحرير العنصرين المختطفين.

1