اشتباكات الفصائل الفلسطينية تزيد من معاناة اللاجئين في عين الحلوة

الاشتباكات تعود إلى مخيم عين الحلوة جنوب لبنان بعد ساعات من تثبيت قرار وقف إطلاق النار.
الجمعة 2023/08/04
بالأمس لجوء واليوم نزوح

بيروت - لليوم السادس على التوالي يستمر نزوح عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين من مخيم عين الحلوة جنوب لبنان إلى المناطق المجاورة بمدينة صيدا جراء الاشتباكات المستمرة بين مسلحين من فصائل إسلامية وآخرين من حركة فتح.

وعاد الهدوء صباح الخميس إلى المخيم بعد اشتباكات مسلحة وصفت بالأعنف منذ السبت الماضي، وجاءت خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تشرف على تنفيذه لجنة “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في لبنان.

وأسفرت اشتباكات الأربعاء عن سقوط قتيل يحسب على حركة فتح و4 جرحى، لترتفع حصيلة ضحايا الاشتباكات منذ السبت الماضي إلى 12 قتيلا وأكثر من 60 مصابا.

الوضع الإنساني داخل المخيم وخارجه يزداد صعوبة، فيما تتواصل مساعي الجمعيات المحلية لمساعدة النازحين

وتجدّدت الاشتباكات مساء الأربعاء بشكل مفاجئ بعد ساعات من تثبيت قرار وقف إطلاق النار، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة من خفيفة ومتوسطة وقذائف صاروخية ومدفعية.

واستقبل مسجد الموصلي على تخوم مخيم عين الحلوة والذي يبعد حوالي 300 متر عن منطقة الاشتباكات، ما يقارب 700 نازح.

وبينما يتواصل توافد النازحين إلى المسجد، يتم نقلهم إلى أماكن أخرى منها المدارس لإيوائهم، وذلك لعدم قدرته على استيعاب المزيد.

وبحسب مشاهدات، تظهر صعوبة الوضع الإنساني داخل المخيم وخارجه، فيما تتواصل مساعي الجمعيات المحلية اللبنانية والفلسطينية لمساعدة أكبر عدد من النازحين.

وقال مسؤول لجنة مسجد الموصلي أحمد النابلسي إن المسجد “استقبل في بداية الاشتباكات حوالي ألفي نازح من داخل المخيم مساء السبت الماضي ولكن بسبب عدم استيعاب هذا العدد قمنا بتوزيعهم على عدد من المدارس والأماكن الأخرى”.

وأضاف النابلسي “لم نترك أحدا وخاصة النساء والأطفال والعجزة، ونقوم بالتواصل مع الجمعيات الإغاثية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ومؤسسات الرعاية الإسلامية لتخفيف الأعباء عن النازحين ونقلهم إلى أماكن أكثر أمانا من المسجد كونه قريبا من منطقة الاشتباكات”.

وبدوره قال النازح معروف محمد شعبان إنهم “هجروا من منطقة تعمير عين الحلوة إلى مسجد الموصلي بعد القصف بالقذائف والرصاص الذي بدأ مساء السبت وخاصة أن لدينا أطفالا”.

وأضاف “بيتي يبعد عني 300 متر ولا يمكنني أن أراه، الجميع قالوا لي إنه دمر بالكامل كما الكثير من البيوت داخل المخيم التي تضررت جراء القصف بالقذائف والصواريخ”.

وأعرب شعبان (57 عاما) عن “الأسف لما يحصل”، مشيرا إلى أن “هذه المعارك تتكرر ونتيجتها أننا نتهجر”.

ومن جهتها قالت النازحة فاطمة الصيداوي “منازلنا تدمرت، خرجنا ليل السبت حفاة مع أطفالنا فجرا ولجأنا إلى جامع الموصلي”.

200

ألف لاجئ يتوزعون على 12 مخيما يخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية

ولفتت إلى أن “هناك بعض النازحين لا يمتلكون المال لاستئجار منزل آخر وليس لديهم المال ليأكلوا (…) كنا نعيش بأمان وخير في منازلنا”.

وأضافت الصيداوي وهي تبكي “هذه ليست هجرة فلسطين في 1948 نحن لسنا بغزة ولا في القدس نحن في مخيم اللاجئين نريد العيش بأمان (…)”.

ومن جهته قال متحدث الهيئة الإسلامية للرعاية في صيدا إيهاب توتنجي “منذ اليوم الأول ونحن نقدم المساعدات للنازحين من داخل المخيم من خلال تقديم المواد الغذائية وفرش الإيواء إضافة إلى حليب الأطفال”.

وكان المخيم شهد حالة هدوء حذر صباح الأربعاء، بعدما أعلنت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” تشكيلها لجنة ميدانية لتثبيت وقف إطلاق النار، وتكليف لجنة تحقيق في اغتيال اللواء أبوأشرف العرموشي ورفع الغطاء عن مرتكبي العملية.

ويعد مخيم عين الحلوة الذي تأسس عام 1948، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تقدر إحصاءات غير رسمية عدد سكان المخيم بما يزيد عن 70 ألف نسمة على مساحة محدودة.

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيما يخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية.

2