اشتباكات الزاوية تضع شعارات الدبيبة على المحك

حالة الفلتان الأمني في مدينة الزاوية تضع مسألة الأمن والاستقرار في غرب البلاد على المحك وتكشف خطر ظاهرة الميليشيات على البلاد.
الاثنين 2024/03/04
توتر أمني مرشح للمزيد من الاحتقان

الزاوية (ليبيا)- عاد الهدوء الحذر إلى مدينة الزاوية الليبية، الواقعة إلى الغرب من العاصمة طرابلس بـ50 كلم، بعد اشتباكات دامية بين جماعتين مسلحتين اندلعت مساء السبت وأدت إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.

وتدخل المجلس الرئاسي لفك فتيل المواجهة من خلال جهود العضو عن المنطقة الغربية عبدالله اللافي المتحدر من مدينة الزاوية، فيما اكتفت حكومة الوحدة الوطنية بالصمت، وهو ما أثار تعجب الشارع الليبي مع سخرية أبداها بعض الناشطين من الحديث عن مبادرة أطلقها رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة لحلحلة الأزمة في السودان فيما لا تزال المواجهات المفتوحة بين الميليشيات النشطة في مناطق نفوذه تحصد الأرواح وتعبث بالسلم الأهلي.

وترى أوساط ليبية أن اشتباكات الزاوية جاءت بعد أسبوعين على مذبحة أبوسليم بوسط العاصمة طرابلس لتضع مسألة الأمن والاستقرار في غرب البلاد على المحك، ولتكشف من جديد أن ظاهرة الميليشيات لا تزال تمثل الخطر الأهم على البلاد.

أسامة حماد: نهيب بالجميع الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب لغة العقل
أسامة حماد: نهيب بالجميع الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب لغة العقل

وكانت المحلات العامة والخاصة في غرب الزاوية قد أغلقت، وأجلت كليات عدة في جامعة الزاوية الدراسة والامتحانات، وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ تأمين خط سير لعودة العالقين من المدينة نحو العاصمة طرابلس بالتعاون مع المجلس البلدي، مع دعوتهم إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر بسبب توتر الوضع الأمني بالمنطقة.

ودعا رئيس الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب الليبي أسامة حماد إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في مدينة الزاوية، وأعرب عن شعوره بالأسف والقلق للاشتباكات المسلحة، مطالبا بضرورة حقن الدماء واللجوء إلى أجهزة الدولة الرسمية.

وقال حماد “بكل أسف وقلق تابعنا ما يجري من اشتباكات مسلحة بمدينة الزاوية، استعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وخلفت عددا من القتلى والجرحى”.

وأضاف “في الوقت الذي ندعو الله أن يحقن دماء الليبيين من جميع الأطراف، فإننا نهيب بالجميع الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب لغة العقل واللجوء إلى أجهزة الدولة الرسمية الأمنية منها والقضائية”، مناديا شيوخ القبائل والحكماء بالتدخل سريعا والسعي إلى التهدئة بين الطرفين، حفاظا على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وفق تقديره.

وطالب حراك تصحيح المسار الزاوية الكبرى، مسؤولي المنطقة العسكرية للساحل الغربي، بالتدخل كطرف محايد لإنهاء التوتر الأمني في المدينة، ووصف الاشتباكات التي تشهدها المدينة بالمهزلة، بعدما بدأت الأوضاع الأمنية تهدأ في المدينة، منتقدا مواقف الحكومة والزعماء القبليين إزاء ما يحدث.

وقالت “كتيبة 103” إنها تعمل على إيجاد حل جذري لاشتباكات الزاوية، وأوضحت في بيان “اندلعت اشتباكات مسلحة إثر خلاف بين مجموعتين في منطقة الحرشة بالزاوية، واشتدت الاشتباكات في الطريق الساحلي الرئيسي بالمدينة بين جسر مصفاة الزاوية وتقاطع منطقة الحرشة”.

وأضافت “نعمل حاليا على التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة لوقف إطلاق النار دون قيد أو شرط، والمنطقة تشهد انتشار أفراد الكتيبة 103 مشاة، لتثبيت وقف إطلاق النار لضمان التهدئة وإيجاد حل جذري بين طرفي النزاع”.

وبحسب مراقبين، فإن حالة الفلتان الأمني في مدينة الزاوية لا تزال مستمرة منذ سنوات نتيجة سيطرة الميليشيات على مفاصل المدينة والمناطق المجاورة، وعلى المؤسسات الحيوية وفي صدارتها مصفاة النفط التي تعتبر ثاني أكبر مصفاة في البلاد بعد مصفاة راس لانوف، والطريق الساحلية الرابطة بين العاصمة طرابلس ومعبر راس جدير الحدودي مع تونس.

4