"اسمع وشوف" يناقش قضايا عمانية

مسقط - بعد غياب بسبب جائحة كورونا عاد تلفزيون عمان الرسمي لإنتاج المسلسلات الرمضانية، ومنها هذا العام المسلسل الاجتماعي “اسمع وشوف” الذي بدأ عرضه منذ مطلع شهر رمضان لكنه أثار جدلا واسعا في المجتمع العماني الذي انقسم إلى معجب وناقد بسبب القضايا التي تطرقت إليها بعض الحلقات والمشاهد الجريئة.
وينتمي المسلسل إلى الدراما الاجتماعية الكوميدية التي تتطرق إلى قضايا متعددة في حلقات منفصلة مدة الواحدة منها 40 دقيقة، وهو من إخراج عارف الطويل، وتأليف يوسف الحاج، وبطولة عدد من الممثلين الخليجيين منهم صالح زعل وجابر نغموش وفخرية خميس والراحلة شمعة محمد.
ومن أبرز القضايا الاجتماعية التي ناقشها العمل التحرش بالعاملات المنزليات، والتمسك بالموروثات الاجتماعية غير الملائمة للعصر والضارة مثل المهور، وتسريح العمال، وكذلك بعض الممارسات الاجتماعية التي ظهرت مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ومن بينها استغلال بعض المدونين لأساليب مبتذلة لكسب الشهرة والمتابعات والربح المادي عبر السوشيال ميديا، وخطورة تفشّي الواسطة والمحسوبية في المجتمع.

دراما اجتماعية كوميدية تتطرق إلى قضايا متعددة في حلقات منفصلة
وانتقد حقوقيون ونشطاء العمل الدرامي حيث اعتبره البعض مسيئا لصورة العمانيين؛ بسبب بعض المشاهد منذ الحلقة الأولى التي ركزت على التحرش بالعاملات المنزليات الأجنبيات، وخاصة بسبب مشهد من حلقة حملت عنوان “زهرة اللوتس”، حيث تناولت الحلقة قضية مشاهير مواقع التواصل واستخدامهم لصفحاتهم وقنواتهم الخاصة للاستفادة من هذه المواقع للكسب المادي عن طريق مساومة المسيئين لهم عبر هذه المنصات.
وأظهر المشهد إحدى الفتيات وهي تحدث صديقتها وتطالبها بنشر صور بهدف تنشيط حسابها على موقع إنستغرام وزيادة عدد المتابعين، لتشير في معرض حديثها إلى أن بعض الفتيات ينشرن صورا “للباسهن الداخلي” بقصد الإعلان لكسب التفاعل والشتائم ما يعود عليهنَ بنفع مادي جراء القضايا التي يرفعنها على من يسيء لهن.
ولم تقتصر الآراء على انتقاد مواضيع حلقات المسلسل التي يرى العمانيون أنها غريبة عنهم وعن تقاليدهم وعاداتهم، لكنها ذهبت إلى حد انتقاد الجوانب الفنية للمسلسل المتعلقة بالسيناريو والإخراج وملابس الشخصيات وحتى الحوار بين الشخصيات.
ورفض البعض الحديث عن المجتمع العماني في مسلسل أبطاله معظمهم ممثلون خليجيون وليسوا عمانيين، كما أن مخرج العمل ليس له أعمال حديثة وليس مواكبا للتقدم في التقنيات الفنية، بينما اعتبر آخرون أنه ليس من المعقول أن يتحول مؤلف العمل من صحافي إلى كاتب مسلسلات في يوم وليلة.
لكن كاتب المسلسل والمشرف الفني يوسف الحاج له رأي مغاير حيث قال في تصريحات سابقة خلال تصوير المسلسل إنه “لا شك أن هذه التجربة هي امتداد للتجارب الفنية السابقة التي قمت بتقديمها للتلفزيون في السلطنة وفي المنطقة الخليجية ككل، فمسلسل ‘اسمع وشوف’ عبارة عن قضايا مجتمعية تلامس واقع الإنسان المعيش، وقد قمت بكتابة حلقات المسلسل وأنا على يقين من أن الطاقم التمثيلي ذا الخبرة الكبيرة سيقوم بتأدية أدواره بكل احترافية واقتدار، كما أن المخرج عارف الطويل صاحب الخبرة الواسعة سيتفاعل بصورة كبيرة مع ما تقدّمه حلقات المسلسل والممثلون في الوقت ذاته”.
وعارف الطويل هو مخرج سوري يحمل سجله الإخراجي حوالي عشرين مسلسلاً في سوريا والخليج، ومنها “زمان الوصل” عام 2002، “مال وأحلام” 2004، “جمرة غضى” 2006، “الخراز” 2007، “أبلة نورة” 2008، “طماشة” و”أم البنات” 2009، “بين الماضي والحب” 2012، “يا مالكاً قلبي” 2013، “قبل الأوان” 2014 و”روزنا” 2018.
والطويل صاحب تجربة واسعة في إخراج المسلسلات الدرامية في منطقة الخليج على وجه الخصوص، حيث عاش هناك نحو عشرين سنة.