#اسحبوا_فيلم_أميرة.. قضية النطف المهربة التابو الجديد

انتفاضة فلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الفيلم.
الخميس 2021/12/09
الحديث ممنوع

انتقادات أردنية وفلسطينية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لفيلم عربي يتناول قضية تهريب نطف الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، خاصة أن الحديث عن القضية خارج الإطار المحدد يعتبر من “التابوهات”.

عمان- أجبرت حملة إلكترونية الأردن على وقف عرض فيلم “أميرة” ومنعه من التداول بعد رفض وشجب واسعين لمضمونه “المسيء للأسرى”.

ويسلط الفيلم الضوء على قصة فتاة اسمها أميرة، ولدت عبر نُطفة مهرّبة لوالدها القابع في سجن “مجدو” الإسرائيلي، لتُفاجأ في فترة لاحقة أن النُطفة تعود لضابط إسرائيلي مسؤول عن التهريب من داخل السجن، والذي قام باستبدال العينة قبل أن يسلمها للعائلة.

وأثارت قصة الفيلم، الذي يمثّل الأردن في ترشيحات جوائز “الأوسكار” لعام 2022، غضب ورفض فلسطينيين وأردنيين رأوا فيه إساءة للأسرى داخل السجون الإسرائيلية وأبنائهم. وتصدر هاشتاغ #اسحبوا_فيلم_أميرة الترند.

ويُشكك الفيلم، بحسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى، في نسب أبناء الأسرى، الذين تم إنجابهم عبر “نطف مهرّبة” لآبائهم، الأمر الذي وصفه الفلسطينيون بـ”الخيال الهادف لتحقيق مكاسب فنية على حساب تضحيات الأسرى”.

وقالت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام (حكومية) إن “فيلم أميرة خيالي روائي وليس وثائقيا، واختيار أسلوب رواية القصة وسرد الأحداث يعود إلى طاقم العمل من الإخراج والتأليف والإنتاج”. وتم تصوير “أميرة” بشكل كامل في الأردن عام 2019 وهو من إنتاج مشترك بين الأردن ومصر وفلسطين.

واختار الأردن في الثاني عشر من نوفمبر فيلم “أميرة”، للمخرج محمد دياب، كي يمثّله رسميا في الدورة الـ94 لجوائز الأوسكار للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022؛ والتي سيتم الإعلان عن جوائزها في مارس القادم.

ومنذ سنوات لجأت نساء فلسطينيات إلى تهريب نطف أزواجهن من السجون الإسرائيلية، واستخدامها في عملية يتم خلالها دمج البويضة مع الحيوانات المنوية خارج الجسم، ثم الخضوع لعملية إخصاب بها بغية الحمل. ويطلق على الأطفال المولودين من نطف مهربة “سفراء الحرية”. ويعتبر الفلسطينيون تهريب النطف “خطوة نضالية”.

ونشرت زوجات الأسرى تدوينات ومقاطع فيديو وثّقن فيها تجاربهن. وعلقت ناشطة:

وغرد ناشط:

sariorabi@

(...) إثارة الجدل حول مصدر النطف ومن ثم نسب هؤلاء الأطفال، للوصول إلى الأوسكار دناءة خالصة.

وقال صحافي:

واعتبرت مؤسسات معنية بحقوق الأسرى أن أحداث الفيلم جاءت بطريقة “تتساوق بشكل مباشر مع الرواية الإسرائيلية، بتجنّ كامل على الحقيقة”.

وقالت المؤسسات وهي “هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية)، ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى”، في بيان مشترك نقلته وكالة “وفا” الرسمية “إن قضية النطف المُحرّرة شكّلت على مدار السنوات الماضية أبرز الإنجازات التي تمكّن من خلالها الأسرى كسر جدار السجن، وصناعة الأمل بالإرادة، وأصبحت محط اهتمام عالمي”.

وأعربت المؤسسات عن أسفها “من إنتاج هذا الفيلم بهذه الطريقة”، مضيفة “كان من الأجدر أن يسلط الضوء على إبداع وعبقرية الأسير الفلسطيني، وتحدي الجدران، والأسلاك الشائكة لصناعة الحياة”. وتابعت “في قضية الأسرى ما يكفي من تفاصيل لصناعة أهم الأفلام الناجحة، بدلا من اختراع الأكاذيب”. وعدّت المؤسسات “أي استمرار في التعاطي مع الفيلم أو الترويج له، خيانة”.

وقالت وزارة الثقافة الفلسطينية إن هذا الفيلم “يضرب روايتنا الوطنية والنضالية”.

وأضاف عاطف أبوسيف وزير الثقافة، في بيان “تم عقد اجتماع قبل أكثر من ثلاثة أسابيع حضرته مكونات الحركة الوطنية والأسيرة من أجل تداول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل التصدي للتداعيات السلبية لهذا الفيلم”. وأوضح أن الوزارة “خاطبت نظيرتها الأردنية بهذا الخصوص”، كما تواصلت مع “الهيئة المَلَكية للأفلام لتوضيح ما يشكله الفيلم من إساءة”.

وحذَّر أبوسيف من تداول هذا الفيلم، قائلا “ستكون له انعكاسات خطيرة على قضية الأسرى، وبخاصة أنها تسيء لِأُسَرِهم بعدَ إنجابهم الأطفالَ من عملية تهريب النطف”. ودعا الفنانين إلى “الانتصار للقيم والمُثل الإنسانية العُليا، وإرادة الأسير وهو يتحدى كل سياسيات إدارة السجون بالإصرار على الحياة عبر تهريب النطف”.

وطالب الصحافي خيرالدين الجابري، في تغريدة بـ”محاسبة كل من شارك في إنتاج الفيلم”، وغرد:

وغردت الناشطة سلمى النمس:

Salmanims@

شيء مخجل! المهم نلم شهرة! يا عيب الشوم عليهم. #تهريب_النطف من أشكال المقاومة التي تؤرق الاحتلال. بدل ما تعملوا فيلم لكشف أساليب الاحتلال البشعة مع الأسرى والأسيرات بتقوموا تساعدوا كيان الاحتلال بتشويه الرواية بقصة متصهينة وسخيفة ومن الخيال! #اسحبوا_فيلم_أميرة.

أما جاد قدومي فكتب أن “الفيلم يتعدى مرحلة الإساءة للأسرى وعائلاتهم إلى العداء والتشويه المتعمد”. وأضاف:

وقال مغرد:

 

ويذكر أن إعلان الأردن سحب الفيلم من التداول لم يوقف الحملة ويطالب مغردون بسحب ترشيحه إلى جائزة الأوسكار. ويقترح مغردون فلسطينيون وأردنيون إنتاج أعمال على غرار مسلسل “التغريبة الفلسطينية”، مؤكدين على قدرة الفن في تجاوز الحدود.

16