استياء أميركي حيال فشل العراق في كبح ميليشيات إيران

بومبيو: الهجمات المتكررة على المصالح الأميركية، محاولة لتحويل الانتباه العراقي والدولي عن القمع الوحشي من قبل إيران وعملائها للمتظاهرين العراقيين السلميين.
الثلاثاء 2020/01/28
صبر واشنطن بدأ ينفذ حيال تجاوزات طهران

واشنطن - أعربت الولايات المتحدة عن استيائها من الهجمات المتكررة لميليشيات تابعة لإيران على المنشآت الأميركية في العراق، داعية إلى الحفاظ على سيادة الدولة ووضع حد لتجاوزات هذه الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون.

وشدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في اتصال هاتفي، رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي على العمل من أجل "الحفاظ على سيادة العراق" في مواجهة "الهجمات" الإيرانية، وذلك غداة هجوم صاروخي استهدف سفارة الولايات المتحدة في بغداد.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان إنّ بومبيو عبّر خلال الاتّصال عن "استيائه إزاء الهجمات المتكرّرة للجماعات المسلّحة التابعة لإيران على المنشآت الأميركية في العراق".

واعتبر بومبيو أنّ الصواريخ التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد وأصابتها مباشرة للمرة الأولى، مما أدّى إلى وقوع جريح، كانت "محاولة لتحويل الانتباه العراقي والدولي عن القمع الوحشي من قبل إيران وعملائها للمتظاهرين العراقيين السلميين".

وكتب الوزير الأميركي تغريدة على تويتر "يجب على الحكومة العراقية اتخاذ إجراءات فورية لحماية منشآتنا الدبلوماسية كما ينصّ عليه القانون الدولي".

ويأتي التحذير الأميركي على وقع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن على خلفية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.

وتعكس الهجمات المتكررة للميليشيات العراقية الموالية لإيران على منشآت أميركية، مدى عجز سلطات بغداد في وضع حد لهذه التجاوزات التي تقود العراق نحو منعرج خطير، حيث بات ساحة تصفية حسابات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.

من جانبه، اكتفى رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي بالدعوة إلى التهدئة في المنطقة واحترام الجميع لسيادة الدولة، دون الإشارة إلى تورط وكلاء إيران في إقحام العراق بمواجهات في غنا عنها.

وقال مراقبون إن واشنطن تعي تماما مدى عجز عبدالمهدي على السيطرة على هذه الميليشيات التي تأتمر بإمرة طهران، وكان التحذير الأميركي بمثابة إعطاء فرصة للنظام في طهران لكف يد جماعاتها عن المصالح الأميركية في العراق.

وتعد الميليشيات المدعومة من قبل إيران جماعات فوق القانون في العراق لا تخضع لأي سلطة وتنفذ أجندة تهدف إلى الإبقاء على النفوذ الإيراني.

وشكل الهجوم الصاروخي الأخير الذي استهدف مبنى السفارة الأميركية، تطور غير مسبوق من شأنه أن يزيد من حدة التوتر بين البلدين. وتعرضت البعثة الدبلوماسية الأميركية في بغداد لهجمات صاروخية عدة خلال الأشهر الأخيرة، وهذا هو الهجوم الثاني خلال أسبوع.

وتأتي هذه التحركات الإيرانية بعد فشل وكلائها بالعراق في إصدار قانون من البرلمان يقضي بإنهاء التواجد الأميركي.

ويشكل العراق إحدى ساحات الصراع الأميركي الإيراني في المنطقة، حيث تنتهج إدارة الرئيس دونالد ترامب سياسة حازمة تجاه تصاعد نفوذ نظام ولاية الفقيه في المنطقة عبر أذرعه المسلحة في أكثر من عاصمة عربية.

استفزازات إيرانية لصرف نظر المجتمع الدولي على انتفاضة العراق
استفزازات إيرانية لصرف نظر المجتمع الدولي على انتفاضة العراق