استهلاك الطلاب التونسيين للمخدرات تضاعف خمس مرات خلال العشرية الأخيرة

تونس ـ خلصت المؤشرات المسجّلة ضمن نتائج المسح الوطني الثالث حول المخدرات والإدمان للمعهد الوطني للصحة في تونس إلى تضاعف استهلاك الطلاب التونسيين للمخدرات خمس مرات خلال السنوات العشر الأخيرة.
وكان المعهد الوطني للصحة قد نشر سنة 2023 مؤشرات كشفت أن 16.2 في المئة من التلاميذ المستجوبين ضمن عينة مسح تعاطي المخدرات يجدون سهولة في الحصول على مادة القنب الهندي (الزطلة) لاستهلاكها، في حين تقدّر نسبة استهلاك الطلاب ولو مرّة واحدة للأقراص المخدرة بـ8 في المئة.
وحذر رئيس الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات عبدالمجيد الزحاف من تنامي استهلاك المخدرات في الوسط المدرسي، مشيرا إلى ارتفاع مفزع لهذه الظاهرة في ظلّ الإهمال الذي تعاني منه شريحة واسعة من الأطفال والذي يتحمّل مسؤوليته العائلة بدرجة أولى والمجتمع بدرجة ثانية.
وقدّم الزحاف، في نوفمبر 2023، تصريحا لإذاعة خاصة ضمّنه جملة من الأرقام والمؤشّرات التي تكشف خطورة الوضع.
وقال الزحاف إنّ 10 في المئة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 سنة استهلكوا المخدرات ولو مرّة واحدة على الأقل، مضيفا أنّ 16 في المئة منهم لم يجدوا أيّ صعوبة في الوصول إلى المواد المخدّرة.
وأشار إلى أنّ ثلث الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 15 و17 سنة تعاطوا المخدرات لمرة واحدة على الأقل.
10
في المئة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 سنة استهلكوا المخدرات ولو مرة واحدة على الأقل
ولفت إلى بروز ظاهرة خطيرة تتمثل في استعمال المخدرات عن طريق الحقن مع ما يمثّله ذلك من إمكانية الإصابة بأمراض خطيرة على غرار الإيدز وغيره من الأمراض.
ومؤخرا أبرم وزير التربية محمد علي البوغديري اتفاقية شراكة وتعاون مع الجمعية التونسية لطب الإدمان ممثلة في رئيسها نبيل بن صالح، تهدف إلى تحصين الناشئة من مخاطر المخدرات، حسب بلاغ نشر على الصفحة الرسمية لوزارة التربية على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تمكين المربين من وسائل تحسيس الأطفال واليافعين ووقايتهم من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر فضلا عن المساهمة في بعث نواد علمية داخل المؤسسات التربوية.
وتندرج الاتفاقية، حسب البلاغ، في إطار حرص الوزارة على تعزيز التعاون مع مختلف شركاء المدرسة من أجل تحصين الناشئة من مخاطر المخدرات بسبب تنوع أشكالها وسهولة ترويجها والحصول عليها.
وفي حاجب العيون من محافظة القيروان (وسط) أطلق مشروع تركيز خلايا الإنصات بالمؤسسات التربوية لمكافحة الإدمان والمخدرات في الوسط المدرسي الذي يندرج في إطار شراكة بين وزارة التربية وجمعية الاجتهاد والتنمية بحاحب العيون وجمعية “متطوعون تونسيون”.
وأفاد المندوب الجهوي للتربية بالقيروان علي المسعدي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء بأن هذه المبادرة تأتي في إطار مكافحة تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان في الوسط المدرسي، وهي تهدف إلى “الوقاية من هذه الآفة عبر تركيز خلايا الإنصات داخل المؤسسات التربوية للاستماع إلى مشاغل التلاميذ ونصحهم وإرشادهم قبل الوقوع فريسة هذه الظاهرة واستقطابهم من قبل مروّجي هذه السموم”.
وأضاف المسعدي تم الانطلاق بالمؤسسات التربوية بحاحب العيون كبادرة أولى لتركيز خلايا إنصات في انتظار تعميم هذه التجربة بداية من السنة الدراسية القادمة على كافة المؤسسات التربوية بكافة محافظات الجمهورية.
من جهتها أفادت رئيسة جمعية الاجتهاد والتنمية وريدة بوعلاقي بأنه تم إمضاء اتفاقية شراكة مع وزارة التربية خلال سنة 2022 تنص على وضع برنامج مشترك بين الوزارة والمجتمع المدني لمكافحة الإدمان والمخدرات ينطلق من خلال تركيز خلايا للإنصات هدفها إرشاد الطلاب وتوجيههم وتوفير الإحاطة التربوية والنفسية لهم، والوقاية المبكرة قبل الوصول إلى مرحلة تعاطي المخدرات أو الإدمان.
وأوضحت أن عمل هذه الخلايا سيرتكز بالأساس على حماية السلامة الذهنية والنفسية للطلاب وتعزيز الثقة لديهم وتمكينهم من أساليب مواجهة هذه الظاهرة في الوسط المدرسي .
بدورها أكدت رئيسة جمعية “متطوعون تونسيون” تهاني القطي أن خلايا الإنصات ستلعب دورا فعالا وإيجابيا في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي للتلميذ وذلك من خلال ما ستعتمده من أسس وتقنيات ومناهج في الإحاطة بالحانب الوقائي والعلاجي لمشكلة تعاطي المخدرات في الوسط المدرسي.