استهلاك الطلاب التونسيين للمخدرات تضاعف خمس مرات

صفاقس (تونس) - تضاعف استهلاك الطلاب التونسيين للمخدرات خمس مرات خلال العقد الأخير، وذلك وفق مسح وطني قام به المعهد الوطني للصحة بتونس.

وأكد رئيس مصلحة الصحة المدرسية والجامعية بالإدارة الجهوية للصحة بصفاقس (جنوب) الدكتور فتحي بشة أن المسح الوطني الذي قام به المعهد الوطني للصحة عام 2021 وتم نشره سنة 2023 أظهر أن استهلاك المخدرات انتشر بصفة كبيرة في صفوف التلاميذ المتراوحة أعمارهم بين 16 و18 عاما على غرار الماريخوانا (القنب الهندي) وتضاعف خمس مرات من 2013 إلى 2023، أي من 1.3 في المئة عام 2013 إلى 8.9 في المئة سنة 2023.

وأشار إلى إعداد دليل موجه لأولياء الأمور والعائلات، وهو في طور المراجعة قبل صدوره قريبا، يتضمن علامات مبكرة للتعرف على استهلاك المخدرات وكيفية الوقاية منها وكيفية التعامل مع الأطفال الذين يستهلكونها.

ودعا الدكتور بشة على هامش يوم تحسيسي بمخاطر استهلاك المخدرات إلى ضرورة تظافر كل جهود المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والجمعيات والكشافة التونسية والهلال الأحمر لمقاومة استهلاك المخدرات، فضلا عن التثقيف الصحي والتوعية اللذين تقوم بهما وزارة الصحة والإدارة الجهوية للصحة بصفاقس ومصلحة الصحة المدرسية والجامعية.

كما أكدت الأخصائية النفسية ورئيسة الجمعية التونسية لاضطرابات التعلم والإرشاد الأسري فائزة العباسي على ضرورة أن ينتبه أولياء الأمور إلى العلامات الجسدية والسلوكية لدى أبنائهم، على غرار التغيير المفاجئ في السلوك لديهم، فضلا عن الانتباه إلى العلامات الاجتماعية والنفسية لديهم مثل الميل إلى العزلة والرغبة في الانقطاع عن الدراسة والاكتئاب والقلق، والاستماع إلى الأطفال المستهلكين لمختلف أنواع المخدّرات بالوسط المدرسي، لمعرفة سبب استهلاكهم للمخدرات، وذلك قبل عرضهم على الطبيب المختص.

وتحت عنوان “لا للمخدرات.. نعم للحياة “، انتظم مؤخرا بشارعي الهادي شاكر والحبيب بورقيبة أمام قصر بلدية صفاقس يوم تحسيسي بمخاطر استهلاك المخدرات، وذلك ببادرة من بلدية صفاقس بالشراكة مع العديد من الجمعيات والمنظمات والهياكل والأخصائيين والدكاترة احتفاء باليوم العالمي لمقاومة استهلاك المخدرات.

وأفاد المكلف بتسيير شؤون بلدية صفاقس والكاتب العام بها يوسف ولها في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن “هذا اليوم التحسيسي الذي يندرج في إطار انفتاح بلدية صفاقس على المجتمع، يهدف من خلال العديد من الورشات التحسيسية والفضاءات الرياضية وتظاهرة لعبة الشطرنج الفكرية التي تضمنها، إلى تبليغ رسالة إلى الناشئة مفادها أنه بفضل الثقافة والرياضة والعلم يمكن القضاء على ظاهرة استهلاك المخدرات داخل المجتمع”.

وكشفت دراسة قامت بها وزارة التربية في شهر أبريل 2019 أن نسبة استهلاك المخدرات بالوسط المدرسي بلغت 9.2 في المئة، مؤكدة أن 1.7 في المئة من جملة المستهلكين وصلوا إلى مرحلة الإدمان.

وأظهرت الدراسة التي شملت عينة مكونة من 12500 طالبا بـ188 مؤسسة تربوية أن 77 في المئة من الطلاب الذين يستهلكون المخدرات بالوسط المدرسي ينتمون إلى الفئة العمرية 16 – 18 سنة، وأن 78 في المئة منهم هم من فئة الذكور، مشيرة إلى أن 90 في المئة من هؤلاء الطلاب ينتمون إلى أوساط اجتماعية متوسطة وميسورة.

ويتعرض 45 في المئة من المستهلكين إلى العنف اللفظي والمادي خاصة بالوسط المدرسي، حسب ذات الدراسة التي خلصت إلى أن 86.3 في المئة منهم تغيبوا عن الدراسة أكثر من مرة، كما أن 77.6 في المئة منهم لا يمارسون أي نشاط ثقافي أو رياضي خلال أوقات الفراغ.