استهلاك الصين يحدد موعدا أبكر لذروة الطلب العالمي على النفط

وكالة الطاقة الدولية: الطلب العالمي سيستمر في النمو حتى نهاية هذا العقد تقريبًا رغم بلوغه ذروته في الصين.
الأربعاء 2025/06/18
إمدادات وفيرة

باريس - أظهرت تقييمات حديثة نشرت الثلاثاء أن وتيرة الاستهلاك الصيني ستحدد موعدا أبكر لذروة الطلب العالمي على النفط الخام رغم التقلبات التي يشهدها الاقتصاد الكلي وتصاعد الصراعات والتوترات الجيوسياسية والتجارية.

وذكرت وكالة الطاقة الدولية في أن الطلب العالمي سيستمر في النمو حتى نهاية هذا العقد تقريبًا رغم بلوغه ذروته في الصين، أكبر مستورد في عام 2027، حيث يدعم انخفاض أسعار البنزين وتباطؤ تبني السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة الاستهلاك.

ولم تُغيّر الوكالة، التي تُقدّم المشورة للدول الصناعية، توقعاتها بأن الطلب سيبلغ ذروته بحلول 2029، لكنها ترى أن الطلب الصيني سيبلغ ذروته في وقت أبكر بسبب نموّ السيارات الكهربائية.

ويتناقض رأيها بأن الطلب العالمي سيبلغ ذروته في غضون بضع سنوات بشكلٍ حاد مع رأي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تقول إن الاستهلاك سيستمر في النمو ولم تتوقع بلوغه ذروة.

ويُظهر جدول في التقرير السنوي للوكالة، ومقرها باريس، أن الطلب على النفط سيبلغ ذروته عند 105.6 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2029، ثم سينخفض قليلاً في عام 2030.

فاتح بيرول: الأسواق ستحظى بإمدادات كافية خلال السنوات المقبلة
فاتح بيرول: الأسواق ستحظى بإمدادات كافية خلال السنوات المقبلة

وبالتوازي مع ذلك، من المتوقع أن ترتفع الطاقة الإنتاجية العالمية بأكثر من 5 ملايين برميل يوميًا لتصل إلى 114.7 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030.

وسلط الصراع بين إسرائيل وإيران الضوء على المخاطر التي تُهدد إمدادات الشرق الأوسط، ما ساعد على ارتفاع أسعار النفط بنسبة 5 في المئة لتتجاوز 74 دولارًا للبرميل الجمعة الماضي.

ومع ذلك، أشارت الوكالة إلى أن أحدث التوقعات تشير إلى وفرة الإمدادات حتى عام 2030 في حال عدم حدوث أيّ انقطاعات كبيرة.

وصرح فاتح بيرول، المدير التنفيذي للوكالة في بيان “بناءً على العوامل الأساسية، يبدو أن أسواق النفط ستحظى بإمدادات كافية في السنوات المقبلة.” وأضاف “لكن الأحداث الأخيرة تُبرز بوضوح المخاطر الجيوسياسية الكبيرة التي تهدد أمن إمدادات النفط.”

وفي تقرير منفصل تضمن تعليقًا على تأثير الصراع الإسرائيلي – الإيراني على السوق، قالت الوكالة إن “السوق العالمية تبدو مزوّدة جيدًا هذا العام في ظل غياب أيّ انقطاع كبير، حيث يتجاوز نمو العرض نمو الطلب.”

وأشارت إلى أن الطلب العالمي سيرتفع بمقدار 720 ألف برميل يوميًا هذا العام، بانخفاض قدره 20 ألف برميل يوميًا عن توقعات الشهر الماضي.

وسيزداد العرض بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 200 ألف برميل يوميًا عن الشهر الماضي، ويعزى ذلك جزئيًا إلى زيادة إنتاج أوبك+.

وبعد عقود من ريادتها لنمو الطلب العالمي على النفط، تتضاءل مساهمة الصين في هذا النمو في ظل مواجهتها تحديات اقتصادية، بالإضافة إلى تحولها الكبير نحو السيارات الكهربائية.

وأفادت الوكالة بأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيشهد ذروة استهلاكه من النفط في عام 2027، عقب ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية وانتشار السكك الحديدية عالية السرعة والشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي.

وفي فبراير، توقعت الوكالة أن يكون طلب الصين على وقود النقل البري والجوي قد بلغ ذروته بالفعل.

وأشارت إلى أن إجمالي استهلاك الصين من النفط في 2030 قد يكون أعلى بشكل طفيف فقط ممّا كان عليه في 2024، مقارنةً بنمو قدره مليون برميل يوميًا متوقع في تقرير العام الماضي.

وفي المقابل، عزز انخفاض أسعار البنزين وتباطؤ اعتماد السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، توقعات الطلب على النفط لعام 2030 بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا مقارنةً بالتوقعات السابقة، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

الطلب على النفط سيبلغ ذروته عند 105.6 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2029، ثم سينخفض قليلاً في عام 2030

وفي فبراير، توقعت الوكالة أن يكون طلب الصين على وقود النقل البري والجوي قد بلغ ذروته بالفعل.

وأشارت إلى أن إجمالي استهلاك الصين من النفط في 2030 قد يكون أعلى بشكل طفيف فقط ممّا كان عليه في 2024، مقارنةً بنمو قدره مليون برميل يوميًا متوقع في تقرير العام الماضي.

وفي المقابل، عزز انخفاض أسعار البنزين وتباطؤ اعتماد السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، توقعات الطلب على النفط لعام 2030 بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا مقارنةً بالتوقعات السابقة، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

ومن المرجح أن تُشكّل السيارات الكهربائية الأميركية 20 في المئة من إجمالي مبيعات السيارات في الولايات المتحدة بحلول عام 2030، بانخفاض عن نسبة 55 في المئة المُفترضة العام الماضي، وفقًا للتقرير.

ومنذ عودته إلى منصبه، طالب الرئيس دونالد ترامب أوبك بخفض أسعار النفط، واستهدف السيارات الكهربائية بخطوات مثل توقيع قرارات وافق عليها المشرعون تُلغي تفويضات بيع السيارات الكهربائية في كاليفورنيا.

والاثنين حافظت أوبك على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2025 و2026، رغم التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية، وفقا لتقريرها الشهري، دون الإشارة إلى التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.

وتعول المنظمة على نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا في العام 2025، كما كان عليه الأمر الشهر الماضي.

وتقدّر أن الاستهلاك سيكون 105.1 مليون برميل يوميا، وفقا لتقريرها الذي يعيد تقييم توقعاته شهريا بناء على التطورات الاقتصادية.

وقال الأمين العام لأوبك هيثم الغيص الاثنين في مؤتمر طاقة آسيا في العاصمة الماليزية كوالالمبور “لقد وصل الطلب على النفط إلى مستويات قياسية جديدة كل عام.”

ولم يتطرق الغيص إلى مسألة تصاعد التوتر العسكري في الشرق الأوسط، بين إيران وإسرائيل كما رفض الإجابة عن أسئلة الصحافة حول التداعيات المحتملة على إمدادات الخام.

وتتوقع دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن ينمو الطلب على النفط بحوالي 200 ألف برميل يوميا في العام 2025، بينما يُتوقع أن ينمو الطلب خارجها بأكثر من 1.1 مليون برميل يوميا خلال العام 2025.

وسيرتفع الطلب خلال العام 2026 بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا، مع نمو أقوى من دول خارج منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا مقابل 100 ألف برميل يوميا لدول منظمة التعاون.

11