استهداف مقر للبيشمركة في كردستان العراق يعمق التوتر بين بغداد وأربيل

حكومة الإقليم المتمتّع بحكم ذاتي تحمّل بغداد مسؤولية الهجوم باعتبار أن الجماعات الخارجة عن القانون يتم تمويلها من قبلها وتتحرك بعلمها.
الأحد 2023/12/31
مقرات البيشمركة تحت نيران ميليشيات إيران

أربيل (العراق) - قالت حكومة إقليم كردستان العراق إن مقراً للقوات الأمنية الكردية في محافظة أربيل في شمال البلاد تعرّض ليل السبت "لهجوم بطائرتين مسيرتين" أسفر عن أضرار مادية، متهمةً "جماعات خارجة عن القانون يتم تمويلها من الحكومة الاتحادية" بتنفيذه. وهو اتهام من شأنه أن يعمق التوتر بين الحكومتين.

ويأتي هذا الهجوم الذي لم يتم تبنيه بعد، في وقت تعرّضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية لأكثر من مئة هجوم بصواريخ وطائرات مسيرة منذ منتصف أكتوبر، أي بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب في غزة بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وذكر بيان حكومة إقليم كردستان أن "أحد مقرات قوات البيشمركة في قضاء صلاح الدين بأربيل" تعرّض "في الليلة الماضية حوالي الساعة 11:45 مساء لهجوم بطائرتين مسيرتين". وأضاف أن الهجوم لم يسفر عن ضحايا، مخلفاً فقط أضراراً مادية.

واتهمت حكومة الإقليم المتمتّع بحكم ذاتي "عناصر خارجة عن القانون" بتنفيذ الهجوم "بمساعدة ودعم المرتزقة"، معتبرةً أنه "بادرة خطيرة".

وحمّلت أربيل "الحكومة الاتحادية" المسؤولية "لأن هذه الجماعات الخارجة عن القانون يتم تمويلها من قبل الحكومة الاتحادية".

وأضافت أن تلك المجموعات "تتحرك بعلم الحكومة العراقية وينقلون الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة وينفذون هجمات إرهابية ضد مواقع رسمية وعسكرية".

وبدوره، اعتبر رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني عبر منصبة إكس أنه "يجب على الحكومة الاتحادية أن تنظر إلى أي هجوم على إقليم كردستان على أنه هجوم على العراق بأكمله".

وحثّ بارزاني رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على "اتخاذ إجراءات عملية وفاعلة لردع هذه المجاميع ومحاسبتها"، فيما تجمع بغداد وأربيل علاقات متوترة أصلاً.

وتحظى حكومة السوداني بدعم أحزاب وتيارات موالية لإيران، بعض منها تابعة لفصائل مسلحة في الحشد الشعبي الذي يضمّ عدّة فصائل باتت منضوية في القوات الرسمية.

ومساء السبت، كان جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم قد أكد وقوع انفجار بقنبلة يدوية في أربيل. وقال في بيان إن "عددا من وسائل الإعلام نشرت أخبارا تفيد بإسقاط طائرة مسيّرة في أحد أحياء أربيل، إلا أن الانفجار كان بقنبلة يدوية"، مشيرا إلى أن "القوات الأمنية تجري التحقيقات في القضية".

وسبق أن أعلنت ما تسمى بـ"المقاومة الإسلامية" في العراق، الجمعة، استهداف "مركز للتجسس الفني تابع لإسرائيل شمال شرق أربيل"، بحسب بيان وزعته منصات قريبة من "المقاومة"، فيما نفت حكومة الإقليم، الجمعة، وجود أي مقر أو قاعدة إسرائيلية لديها.

وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم بيشوا هورماني إن "التقارير الصادرة عن المجموعات والقوات غير الشرعية التي تتحدث عن قصف موقع إسرائيلي في أربيل عارية من الصحة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة"، مشددا على عدم وجود أي مقر أو قاعدة إسرائيلية في الإقليم.

وتشهد الساحة العراقية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة تصعيدا ضد الوجود الأميركي في البلاد من قبل عدد من الفصائل المسلحة، التي وسعّت أخيرا هجماتها لتشمل مواقع أميركية داخل الأراضي السورية المجاورة للعراق.

وتسعى الحكومة وأطراف في التحالف الحاكم "الإطار التنسيقي" إلى وقف الهجمات ومنع التصعيد، خاصة بعد عدة ضربات جوية نفذتها واشنطن داخل العراق ضد مواقع الفصائل المسلحة، وتهديدها باتخاذ إجراءات تصعيدية أكبر.

وأحصت واشنطن حتى الآن أكثر من 106 هجمات ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر، أي بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب في غزة، وفق حصيلة أفاد بها مسؤول عسكري أميركي.

وتبنّت معظم تلك الهجمات "المقاومة الاسلامية في العراق" التي تضمّ فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي.

وتعترض تلك الفصائل على الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة التي انطلقت بهجوم غير مسبوق لحماس في إسرائيل في 7 أكتوبر.