استهداف مقر حزب مسعود بارزاني ببغداد بعد تقاربه مع الصدر

بغداد - تعرض مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في العاصمة العراقية بغداد الخميس إلى انفجار بقنبلة، ما تسبب في أضرار مادية، وذلك عقب التقارب بين التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر والحزب الكردي بزعامة مسعود بارزاني.
وقال النقيب في شرطة بغداد حاتم الجابري إن مجهولين ألقوا قنبلة يدوية على مقر الحزب في منطقة "الكرادة" وسط المدينة.
وأضاف أن "القنبلة انفجرت في حديقة المقر، ما تسبب في أضرار مادية طفيفة في واجهته، دون وقوع إصابات بشرية"، مشيرا إلى أن السلطات المختصة فتحت تحقيقا في الحادث.
والحزب "الديمقراطي الكردستاني" هو أحد حزبين حاكمين في إقليم كردستان (شمال) إلى جانب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، وحل رابعا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة برصيد 31 مقعدا (من أصل 329).
وجاء هذا الهجوم على مقر حزب بارزاني، في ظل معطيات تشير إلى أن الحزب دخل في تحالف غير معلن مع "الكتلة الصدرية" التي تصدرت الانتخابات بـ73 مقعدا، وتحالف "تقدم" بزعامة الحلبوسي ثاني الترتيب بـ37 مقعدا، ضمن ما عُرف بـ"الاتفاق الثلاثي"، لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، وهو ما أثار غضب المجموعات المسلحة الموالية لإيران.
ويهدف هذا الاتفاق إلى منح رئاسة الوزراء للتيار الصدري، ورئاسة البرلمان لحزب تقدم، بزعامة محمد الحلبوسي، وهو ما حصل خلال الجلسة الأولى الأحد الماضي، فيما ستذهب رئاسة الجمهورية إلى مرشح الحزب الديمقراطي.
وهددت أحزاب سياسية وفصائل مسلحة باتخاذ إجراءات تصعيدية عقب هذا الاتفاق، وطالبت بالعدول عنه باعتباره يشق الصف الشيعي.
وقال أبوعلي العسكري، القيادي في كتائب حزب الله، "بُحّت الأصوات وهي تنادي بإرجاع الحقوق إلى أهلها، وحذرنا مرارا وتكرارا من خطورة مصادرة حق الأغلبية والسير وراء الإرادة الخارجية".
وأضاف "حسب المعطيات الميدانية والتقديرات الأمنية فإن أياما عصيبة ستمر على العراق يكون الجميع فيها خاسرا".
وعقب تلك التهديدات، رد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بأنه لن يسمح باستهداف شركائه، وأن حكومة الأغلبية الوطنية قادمة.
وقال الصدر في تغريدة عبر تويتر "إننا لن نسمح لأحد كائنا من كان أن يهدد شركاءنا أو يهدد السلم الأهلي"، لافتا إلى أن "الحكومة المقبلة حكومة قانون، لا مجال فيها للمخالفة أيّا كانت".
وأضاف "لا عودة إلى الاقتتال الطائفي أو العنف، فإن القانون سيكون هو الحاكم، ونحن ماضون بتشكيل حكومة أغلبية وطنية، وبابنا مفتوح للبعض ممن ما زلنا نحسن الظن بهم".
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها مقار الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد إلى هجمات، إذ أقدم المئات من أنصار الحشد الشعبي بمهاجمة مقر الحزب في بغداد نهاية العام 2020، وأضرموا النار فيه تنديدا بانتقادات هوشيار زيباري القيادي في الحزب للحشد الشعبي.
واقتحم أنصار الحشد الشعبي مقر الحزب وسط بغداد، ودمروا محتوياته، قبل إشعال النار فيه على الرغم من انتشار كبير للشرطة.
ويأتي الهجوم أيضا وسط توترات سياسية يعيشها العراق عقب الانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي، وسط اعتراض قوى وفصائل شيعية على النتائج بداعي أنها مزورة.
كما اعترضت تلك القوى والفصائل المنضوية ضمن "الإطار التنسيقي" على مخرجات الجلسة الأولى للبرلمان الأحد، والتي شهدت إعادة انتخاب محمد الحلبوسي رئيسا للمجلس، إضافة إلى انتخاب نائبين له.
وكان "الإطار التنسيقي" قد حذر عقب الانتخابات من أن المضي بنتائج الاقتراع قد يعرض السلم الأهلي للخطر.