استنفار إعلامي عالمي لتغطية جنازة الملكة إليزابيث الثانية

لندن - تعرض محطات البث الدولية أموالاً ضخمة على أي شخص يمكنه توفير موقع بث لتغطية جنازة الملكة إليزابيث الثانية، في الوقت الذي جرى فيه مدّ كابلات البث التلفزيوني لأميال، واستئجار كل شاحنة بث تعمل بالأقمار الصناعية داخل المملكة المتحدة تقريباً.
وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن جنازة الملكة إليزابيث الثانية المقررة الاثنين التاسع عشر من سبتمبر تمثل حدثاً تلفزيونياً عالمياً جرى التخطيط له منذ عقود، لكن إعداده لم يستغرق أكثر من 10 أيام.
ونقلت عن المذيع ديرموت مورناغان (64 عاماً) قوله “أعمل في هذا المجال منذ فترةٍ طويلة، لدرجة أنني بدأت البروفات على أحداث جسر لندن قبل 30 عاماً”، في إشارةٍ إلى الاسم الرمزي الذي يُستخدم داخلياً في حالة وفاة أحد أفراد العائلة الملكية البارزين.
وسيشارك المذيع في تقديم الحدث مع آنا بوتينغ ضمن تغطية قناة سكاي نيوز البريطانية، لافتاً إلى أن الإعدادات بدأ تكثيفها في صمت منذ بداية الصيف. وأردف “أسافر حاملاً معي ربطة عنق سوداء في جيبي منذ بضعة أسابيع. لقد رأينا صورها مع بوريس جونسون، ونعلم أنها كانت تعاني من صعوبات في الحركة، فضلاً عن أن عمرها بلغ 96 عاماً”.
وألغت جميع القنوات التلفزيونية البريطانية الكبرى تقريباً برامجها ليوم الاثنين من أجل التفرغ لتغطية الجنازة الملكية. وسيرى المشاهدون الصور نفسها للحدث الرئيسي على قنوات شبكات “بي.بي.سي” وITV وسكاي نيوز البريطانية، حيث وضعت المنافذ الإعلامية المذكورة خطةً لتنسيق مواردها معاً من أجل تقديم تغطية فيديو وطنية موحدة لمراسم الجنازة.
الجنازة تمثل حدثا تلفزيونيا عالميا جرى التخطيط له منذ عقود، لكن إعداده لم يستغرق أكثر من 10 أيام
وقال مايكل جيرمي مدير الأخبار في شبكة ITV “لا أعتقد أن هناك الكثير من أجهزة البث الخارجي التي لن تشارك في الحدث داخل بريطانيا”، حيث كان من المفترض ببعض الكاميرات أن تُصور وصول نجوم مسلسل Coronation Street إلى مهرجان جوائز التلفزيون الوطني الملغى، لكن هذه الكاميرات أُعيد نشرها لتغطية جنازة الملكة إليزابيث الثانية، بينما وصل كبار فنيي البث إلى أمستردام لحضور مؤتمرٍ صناعي قبل إعلان وفاتها، لكنهم عادوا أدراجهم إلى لندن على عجل للبدء في تركيب المعدات.
وأوضح جيرمي “سيكون من الممكن مشاهدة قناة ITV ومتابعة الأحداث أمامك دون تدخلٍ كبير من المعلقين أو المتحدثين، إذ سنترك المساحة للحدث حتى يستمع الناس إلى الموسيقى وما يقوله المتواجدون داخل الكاتدرائية”.
وبينما سيتواجد مورناغان داخل قلعة وندسور، أوضح أنه يأمل في البقاء خارج المشهد قدر الإمكان، حيث قال “تطور هذا الحفل الجنائزي على مدار عقود بإضافة الأزياء الرسمية والعصي السحرية. ويعتمد الأمر على ترك الصور تتكلم”، مضيفاً أنه وضع قاعدةً لنفسه حتى يعتمدها عندما يضطر للتدخل “تدخل بجدية، وبسرعة، ثم اصمت تماماً”.
ومن المرجح أن تكون أرقام المشاهدات التلفزيونية مرتفعة، حتى في عصر لا يشاهد خلاله الكثير منا الأخبار على قنوات البث التلفزيوني. ولهذا لم تقاطع قناة “بي.بي.سي” تغطيتها الملكية منذ وفاة الملكة إليزابيث الثانية إلا نادراً.
ومن المتوقع أن يشاهد الملايين الحدث عبر الإنترنت كذلك على تطبيقات مثل يوتيوب وتيك توك. لكن شبكة “بي.بي.سي” شهدت بعض التوترات بعد أن عانت خدمة iPlayer من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يحاولون بث أخبار وفاة الملكة إليزابيث الثانية عبر الإنترنت.
واضطرت القنوات البريطانية كذلك للتعامل مع طلبات المساعدة من شبكات البث الدولية، حيث نشرت الشبكات التلفزيونية الأميركية مجموعةً من أفضل مذيعيها في لندن، ومن بينهم مذيعة NBC Today سافانا غوثري التي سافرت إلى لندن لتقديم الحدث.
وربما اتفقت شبكات البث الدولية الكبرى على الخطط اللوجستية منذ فترةٍ طويلة، لكن قنوات الدول الأصغر اضطرت للتوسل من أجل الحصول على مكان لمذيعيها الإخباريين، بعد أن فشلت في الحجز المسبق لشرفات تنقل المشاهد المناسبة للحدث.
لكنك لن تجد أي حديثٍ عن الجمهورية أو مستقبل الملكية في أي تغطية للجنازة الملكية بالتلفزيون البريطاني، حسب الغارديان.
وقال جيرمي إن ITV غطّت في نشراتها أنباء القبض على بعض المحتجين المناهضين للملكية وبعض مشكلات حرية التعبير، لكن التغطية الآن “تدور حول الجنازة بشكلٍ أساسي”.
ووافقه الرأي مورناغان الذي قال إن الوقت سيحين لمناقشة “الأسئلة واسعة النطاق” حول الملكية مستقبلاً.
وأردف “هذه جنازة. وقبل أسبوعٍ من وفاة الملكة إليزابيث الثانية، كنت أقرأ تأبيناً في جنازة أمي. ويعتمد النظام اللائق للجنازات على التحلي بالاحترام. ونحن نعلم كيفية التصرف بطريقةٍ مهذبة”.