استنفار أمني في البصرة مع اختفاء 100 قنبلة عنقودية

بغداد - دخلت قوات الأمن في محافظة البصرة جنوبي العراق مساء الأربعاء، حالة الإنذار القصوى، إثر اختفاء حاوية تحتوي على 100 قنبلة عنقودية معدة للتفجير، ما يهدد المحافظة بكارثة غير مسبوقة.
وقال مصدر أمني، وهو ضابط برتبة نقيب في شرطة البصرة، إن "الشرطة تلقت بلاغا باختفاء حاوية تحتوي على 100 قنبلة عنقودية غير منفلقة في قضاء الزبير بمحافظة البصرة".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن "القنابل تم جمعها من قبل فرق إزالة الألغام في المناطق الصحراوية ووضعها في حاويات تمهيدا لتفجيرها".
وأشار إلى أن "الحاوية اختفت في ظروف غامضة، وهو ما يؤكد فرضية تعرضها للسرقة من قبل مجهولين".
ولفت إلى أن "السلطات المحلية إلى جانب القوات الأمنية دخلت في حالة الإنذار القصوى بحثا عن القنابل".
وأوضح المصدر أن "فرق إزالة الألغام تجمع الألغام وغيرها من القنابل والقذائف غير المنفلقة خارج المدن على بعد 60 كلم على الأقل، لتجنب تعريض المدنيين للخطر".
ونقلت شبكة "رووداو" الكردية عن عباس ماهر قائممقام قضاء الزبير، قوله إنه "في منطقة الرميلة الجنوبية هنالك ألغام من حرب الخليج الأولى، تعمل منظمتان نرويجية ودنماركية على إزالتها وتجميعها ومن ثم تفجيرها".
وأضاف أنه "تم اكتشاف سرقة 100 قنبلة عنقودية اليوم (الأربعاء) من إحدى الحاويات من ذلك المكان، من قبل أشخاص يعملون في جمع الخردة والسكراب، وتحميلها بواسطة عجلة من نوع بيك آب".
ولفت قائممقام قضاء الزبير إلى أن "هؤلاء الأشخاص لا يعلمون أنها قنابل عنقودية"، موضحا أن "السلطات عممت تحذيرا على المواطنين والمناطق الصناعية من التعامل مع الحاويات المشبوهة، وإبلاغ الأجهزة الأمنية عن أي شيء يثير الشبهات".
وحذّر من أن "انفجار هذه القنابل سيحدث ضررا كبيرا وكارثة في المدينة".
وتضم منطقة الرميلة مجموعة من آبار النفط المكتشفة والتي يتم فعليا استثمار نفطها، وتمتد من منتصف غرب البصرة حتى شمال دولة الكويت.
وتنقسم حقول الرميلة إلى قسمين: الرميلة الشمالي، والرميلة الجنوبي المحاذي للكويت، وهو تاسع أعظم حقل نفطي عالمي وبطبقاته أجود أنواع النفط.
ويعود تاريخ استغلاله إلى نوفمبر 1970، وفي سبعينات القرن الماضي كانت آباره أقل من عشرين وقد بلغت الآن المئات من الآبار المنتجة.
وبحسب مرصد الألغام الأرضية "لاند مين مونتور"، فإن العراق يعد من أكثر دول العالم تلوثا من حيث مساحة المنطقة الملغومة، بالإضافة إلى التلوث بالذخائر العنقودية ومخلفات حربية أخرى.
ويصنف التلوث في العراق إلى عدة أصناف: الأول هو حقول الألغام، والثاني الذخائر العنقودية، والثالث العبوات الناسفة، والرابع أراضي المواجهات العسكرية، والخامس المخلفات الحربية.
وتنتشر حقول الألغام على الشريط الحدودي العراقي مع إيران، في محافظات ديالى وواسط وميسان ووصولا إلى البصرة، جراء الحرب العراقية - الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، حيث تم وقتها زرع المناطق الحدودية بالألغام بمساحات كبيرة جدا.
ويأتي الحادث بعد يوم واحد على مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة أربعة آخرين بجروح في انفجار دراجة نارية مفخخة قرب مستشفى في وسط البصرة، كبرى مدن جنوب العراق، وفق ما ذكرت قوات الأمن. ولم تتبن حتى الساعة أي جهة التفجير.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأربعاء أن الانفجار كان يستهدف ضابطا في القوات الأمنية، "كان يبحث عن الجناة وفرق الموت".
ومنذ التظاهرات التي هزت العراق في أكتوبر 2019 ضد الفساد والبطالة، تعرض العشرات من الناشطين للاغتيال أو لمحاولات اغتيال، فيما اختطف آخرون ثم أطلق سراحهم.
ومطلع نوفمبر أصدرت محكمة في البصرة حكما بالإعدام شنقا بحق المتهم الرئيسي بقتل صحافيين معروفين بنشاطهما الداعم للاحتجاجات، قبل عامين في المدينة الواقعة في أقصى جنوب البلاد.
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد وتيرة هجمات داعش الإرهابي شمالي البلاد، ووسط توترات سياسية يعيشها البلد على خلفية رفض قوى سياسية وفصائل مقربة من إيران، نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر الماضي.