استمرار إيقاف إيراني ينذر بتحوله إلى أزمة جديدة بين طهران والرياض

الحج لا يزال أحد مجالات التعاون القليلة بين الخصمين الإقليميين إيران والسعودية.
الجمعة 2022/08/19
حسين أمير عبداللهيان: نطالب بالإفراج فورا عن مواطننا

طهران - حمل الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الخميس، مع نظيره العماني بدر البوسعيدي لهجة لا تخلو من تهديد للمملكة العربية السعودية في حال لم يجر الإفراج عن مواطن لها قالت إنه احتجز في المملكة أثناء أداء فريضة الحج.

وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن أمير عبداللهيان قال خلال الاتصال الهاتفي مع نظيره العماني إن على المملكة الإفراج فورا عن مواطنها.

ولا يزال الحج أحد مجالات التعاون القليلة بين الخصمين الإقليميين إيران والسعودية، اللذين قطعا العلاقات في العام 2016.

ونقلت وكالة فارس عن مجتبى ذوالنور عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني قوله “إذا لم يظهر السعوديون حسن النية ويطلقوا سراح الحاج، فمن الطبيعي أن تتخذ إيران إجراءات مضادة”.

مجتبى ذوالنور: إذا لم تظهر السعودية حسن النية سنتخذ إجراءات مضادة

وبدت نبرة المسؤولين الإيرانيين مختلفة عن تلك الصادرة عنهم حينما تم الكشف للمرة الأولى عن إيقاف المواطن الإيراني في وقت سابق من الشهر الجاري.

وكان ذلك في بيان صدر عقب اتصال هاتفي بين الوزير أمير عبداللهيان ونظيره العراقي فؤاد حسين، وبدا الأمر حينها التماسا أكثر منه أمرا بإطلاق سراح المواطن.

ويعتقد مراقبون أن اللهجة التصعيدية للمسؤولين الإيرانيين، تعود إلى عدم استجابة السعودية للوساطة العراقية للإفراج عن الموقوف، غير مستبعدين أن تكون طهران قد طلبت من مسقط المساعدة في هذا الملف.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الرجل اعتقل بسبب حمله صورة لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني الذي قُتل في غارة أميركية بطائرة مسيرة في يناير من العام 2020.

وتفرض السعودية قواعد صارمة بشأن رفع أيّ شعارات أو صور ذات خلفيات سياسية أو طائفية أثناء أداء فريضة الحج.

وكان المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ توجه إلى الحجاج خلال موسم الحج الماضي بالابتعاد عن “رفع الشعارات السياسية والحزبية والنعرات القومية والتعصبات المذهبية”.

وحذر المفتي حينها من “استغلال المناسك لإحداث الفوضى أو إيذاء الحجاج أو تعمد التدافع، أو رفع الشعارات السياسية والحزبية والنعرات القومية والتعصبات المذهبية”، مؤكداً أن “كل هذه الأمور مخالفة لمقاصد شعيرة الحج وغايتها الأساسية، التي أمرنا الله فيها بالخضوع والتذلل له جل جلاله”.

ويرجّح المراقبون أن تؤثر أزمة المواطن الإيراني، في حال استمرت، على المفاوضات الجارية بين الطرفين، برعاية عراقية.

وأجرت إيران والسعودية، اللتان تخوضان صراعات بالوكالة في أنحاء المنطقة، حتى الآن خمس جولات من المحادثات في العراق سعيا لتطبيع العلاقات.

وسبق وأن شهدت المحادثات بين الجانبين جمودا في وقت سابق من العام الجاري على خلفية إعدام السلطات السعودية للعشرات من المتهمين بقضايا إرهاب بينهم أشخاص مرتبطون بميليشيات موالية لإيران.

3