استقالة مستشار لبوريس جونسون إثر تقرير مثير للجدل عن العنصرية

الحكومة البريطانية ترفض الربط بين استقالة صامويل كاسومو ونشر التقرير.
الخميس 2021/04/01
جونسون: بريطانيا في حاجة إلى المزيد من الجهد لمعالجة قضية العنصرية

لندن - أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أن كبير مستشاري رئيس الوزراء بوريس جونسون بخصوص الأقليات العرقية صامويل كاسومو استقال من منصبه، غداة نشر تقرير أثار استياء لأنه اعتبر أن لا وجود لعنصرية مؤسسية في بريطانيا.

نقلت شبكة "بي.بي.سي" في فبراير عن وزراء قولهم إن صمويل كاسومو ينوي الاستقالة نتيجة ضغوط "لا تحتمل" في داونينغ ستريت، مقر الحكومة، مؤكدين أن حزب المحافظين يواصل اتباع "سياسة مؤسسة على الانقسام".

وأكد متحدث باسم الحكومة أن صمويل كاسومو المستشار الخاص في مقر الحكومة المكلف بالمجتمع المدني والجاليات "سيغادر منصبه في مايو كما هو مخطط منذ عدة أشهر".

وأضاف أنه "من الخطأ تماما" الربط بين الاستقالة ونشر تقرير الأربعاء، وضعته لجنة شكلتها الحكومة إثر احتجاجات "حياة السود مهمّة".

وقال جونسون للصحافة إن كاسومو "فعل أشياء عظيمة" لتشجيع الأقليات الإثنية على التطعيم ضد كوفيد - 19.

وهوّن التقرير الحكومي من ضعف تطعيم الأقليات الإثنية باللقاح، معتبرا أنه لا توجد "عنصرية مؤسسية" في المملكة المتحدة.

واعتبر رئيس الوزراء أن التقرير يحتوي على "أفكار جديدة ومحفّزة"، وأنه سيساعد في صياغة السياسات حول "الطبيعة الحقيقية للحواجز والتمييز التي تشعر (الأقليات) بها بلا شكّ".

وأضاف أن "هناك قضايا خطيرة للغاية يواجهها مجتمعنا تتعلق بالعنصرية، يجب علينا معالجتها".

وأنشأ جونسون اللجنة إثر احتجاجات حركة "حياة السود مهمّة" العام الماضي، التي شملت إسقاط تمثال تاجر رقيق إنجليزي في مدينة بريستول.

ويرأس اللجنة الناشط الأسود توني سيويل الذي انحاز إلى الحكومة سابقا ضد حملات مناهضة للعنصرية.

وخلص أعضاء اللجنة إلى أن الكثير من متظاهري حركة "حياة السود مهمّة" مضلَلون.

وجاء في تقريرها الممتد على 264 صفحة أنه يمكن اعتبار بريطانيا "نموذجا لدول أخرى ذات غالبية بيضاء".

قدم التقرير 24 توصية، خاصة حول بناء الثقة بين الشرطة والأقليات، وتمديد دوام المدرسة في المناطق الفقيرة ومكافحة الإساءات العنصرية على منصات التواصل الاجتماعي.

كما اعتبر أن "أغلب الفوارق لا تعود جذورها إلى العنصرية"، وأشاد بالتقدّم المحرز في هذا المجال مع الإقرار بوجود العنصرية.

وجاء فيه أنه "توجد رواية جديدة عن التجربة الكاريبيّة تتحدث عن فترة العبودية لا فقط من منظور الربح والمعاناة، بل عن كيف أعاد الأفارقة خلق هويتهم ليصيروا أفارقة/بريطانيين".

لقي التقرير انتقادات من نشطاء ضد العنصرية ونواب من المعارضة أشاروا إلى وجود تباينات واسعة على أسس إثنية في مجالات الشرطة والصحة والتعليم والتوظيف.

وتركز النقد أيضا على ما قاله التقرير عن العبودية.

وقال الرئيس السابق للجنة الحكومية حول التباينات الإثنية سيمون وولي لصحيفة "التايمز" إن "الرواية الوحيدة الجيدة حول استعباد الأفارقة هي أننا نجونا".

وانتقد حزب العمال المعارض التقرير ووصفه بأنه "مخيب للآمال". وقالت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية في الحزب ليزا ناندي لشبكة سكاي نيوز، إن التقرير "يسعى إلى التقليل من أهمية" بعض أشكال الطبيعة الهيكلية للتحديات التي تواجه الأقليات العرقية في المملكة المتحدة.

واعتبرت المتحدثة في مجال المساواة بحزب العمال مارشا دي كوردوفا أن استقالة صمويل كاسومو تكشف الكثير، رغم إنكار الحكومة أنها مرتبطة بالتقرير.

وقالت "يبدو أن تقريرهم المثير للانقسام يمجد العبودية، ويشير إلى أن العنصرية المؤسسية لا وجود لها على الرغم من الأدلة التي تقول عكس ذلك".

وأضافت "لا عجب أنهم يخسرون الخبرات من فريقهم".

وصرّح توني سيويل بأن التصريحات القائلة بأن التقرير حاول التهوين من شرور العبودية "سخيفة ومسيئة".