استقالة الكردي تثير تساؤلات حول مستقبل مشروع الناقل الوطني لتحلية المياه في الأردن

عمّان - أثارت استقالة مدير مشروع الناقل الوطني لتحلية المياه عثمان الكردي، جدلا واسعا في الأردن، وسط مخاوف بشأن مستقبل المشروع الضخم الذي يراهن عليه الأردنيون بشكل كبير، لاسيما بعد إيقاف السير في اتفاقية الكهرباء مقابل المياه مع إسرائيل.

ويهدف المشروع الذي يجري الإعداد له منذ سنوات إلى تحلية ونقل المياه من العقبة إلى كافة محافظات المملكة.

 وقال الكردي عبر موقع “لنكدين” إنه قرر التنحي اعتبارا من الشهر الجاري بسبب ما وصفه ببيئة العمل غير المهنية لمشروع بهذا الحجم والتعقيد.

وأضاف الكردي “أنا ممتن للتجارب والفرص التي أتت مع هذا المنصب”، معربا عن تقديره الصادق، وخاصة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية في عمان وكذلك لجميع من دعموه بـ”إخلاص” خلال فترة وجوده في هذا المنصب.

وقال “بينما نتنقل في مساراتنا المهنية، تظهر أحيانا تحولات غير متوقعة. وبعد دراسة متأنية، أعتقد أنه من مصلحتي الانتقال إلى فرص جديدة. أنا متحمس للاحتمالات التي تنتظرنا وأتطلع إلى المستقبل”.

وحملت مضامين رسالة الاستقالة الكثير من الدلالات لاسيما لجهة تجاهلها شكر وزارة المياه، وحديث الكردي عن تعقيدات طارئة، وهو ما فسح المجال للتأويلات، حيث لم يستبعد الكثيرون أن يكون سبب قرار التنحي وجود خلافات بينه والوزارة.

وتأتي استقالة مدير الناقل الوطني لتحلية المياه في الأردن بعد أسبوع فقط على إعلان وزارة المياه عن استلام عرض واحد من الائتلافات التي تأهلت للمشروع.

وأوضحت الوزارة في بيان أنه جرى فتح العرض المقدم من شركة ميريديام سويز، لتنفيذ مشروع الناقل الوطني، وبدأت اللجنة بدراسة العرض المقدم من الناحية الفنية ليصار إلى دراسة العرض المالي وإعلان النتائج خلال وقت قريب.

وبيّن ممثل الائتلاف جاد حريبي أنه تمت دراسة المشروع بجوانبه كافة، معربا عن ارتياحه لكافة الإجراءات المصاحبة لتقديم العروض. وأكد أهمية المشروع على مستوى المنطقة والعالم لتحلية المياه، وأن الائتلاف سيبذل كافة الجهود مع الجهات المعنية لإنجاحه.

وأوضحت الوزارة أن المشروع يهدف إلى تحلية ونقل 300 مليون متر مكعب من المياه المحلاة من خليج العقبة على البحر الأحمر إلى جميع مناطق المملكة كخيار وطني أردني لتأمين كميات مياه إضافية مستدامة.

وأكدت أن المشروع سيعتمد على الطاقة المتجددة ضمن الإستراتيجية الوطنية للطاقة الهادفة إلى توليد 31 في المئة من الكهرباء من مصادر طاقة متجددة بحلول العام 2030.

ويقول متابعون إن استقالة الكردي من شأنها أن تخفف من سقف التوقعات العالية للأردنيين، والتي تحرص الوزارة على إشاعتها، بالنظر لفشل مشاريع سابقة.

وسبق أن فشل مشروع ناقل البحرين الذي كان يقوم على نقل مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت وإقامة محطة لتحلية المياه بموجب اتفاق بين الأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل التي ماطلت في تنفيذه إلى أن أعلن عن انتهاء الفكرة من الجانب الأردني.

 ورصدت الحكومة الأردنية مبلغ 70 مليون دولار في موازنتها لعام 2024 لصالح مشروع الناقل الوطني للمياه.

ويعد الأردن من الدول الفقيرة مائيا، ويبلغ نصيب الفرد من استهلاك المياه في المملكة أقل من نحو 100 متر مكعب سنويا، وهو أقل من المعدل العالمي لفقر المياه.