استفزازت الجزائر تمنع المغرب من المشاركة في كأس أمم أفريقيا للمحليين

الرباط - اضطر المنتخب المغربي اليوم الجمعة إلى مغادرة مطار الرباط الدولي بعد الانتظار لساعات للحصول على ترخيص للمشاركة في كأس أفريقيا للأمم للمحليين، ما يكشف حجم المضايقات والاستفزازات التي تمارسها السلطات الجزائرية في إطار سياسة معهودة، تهدف إلى الإساءة  للمغرب في خضم توتر بين البلدين أدى إلى قطع العلاقات وإغلاق الجزائر لمجالها الجوي أمام المغرب بسبب ملف الصحراء المغربية.
وبقي لاعبو المنتخب المغربي في القاعة الشرفية لمطار الرباط الدولي ينتظرون لساعات طويلة للسماح لهم بالسفر إلى قسنطينة للمشاركة في نهائيات بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، لينتهي الأمر بمغادرتهم للمطار، إذ يتوقع أن السلطات الجزائرية رفضت السماح لطائرة المنتخب المغربي بدخول المجال الجوي.
وأكد موقع "هسبرس" المغربي خروج اللاعبين من مطار الرباط مؤكدين في تصريحات للصحافة عدم تمكن البعثة من السفر.
ونقل الموقع عن رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم فوزي لقجع قوله إن حرمان المنتخب الوطني من المشاركة في منافسات كأس أفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، التي تحتضنها الجزائر، "أمر مؤسف جدا".
وتستمر الجزائر في مساعيها  للإضرار بالمغرب في مختلف المجالات بما فيها المجال الرياضي، رغم جهود تبذلها السلطات المغربية لإنهاء حالة العداء والعمل على إعادة العلاقات الثنائية خدمة لمصالح الشعبين.
وتشير هذه الاستفزازت إلى حالة الغضب والحنق من الجزائر تجاه النجاحات الدبلوماسية التي حققها ويحققها المغرب في الاعتراف بمشروع الحكم الذاتي في ما يتعلق بملف الصحراء.
وكان يفترض أن يتوجه لاعبو المنتخب المغربي إلى الجزائر صباحا، وفق ما أفاد مصدر من وزارة الخارجية المغربية، فيما أكد فوزي لقجع مساء الخميس، وفق ما نقله موقع "هسبرس" المغربي، أنه "لا يزال ينتظر ترخيص الجهات المنظمة لكأس أفريقيا للمحليين للسفر".

وقرر المنتخب المغربي التوجه الجمعة إلى الجزائر للمشاركة في كأس أمم أفريقيا للمحليين، بعدما أعلن في وقت سابق الخميس غيابه بسبب إغلاق البلد المضيف مجاله الجوي أمام الطائرات المغربية.
وقال مصدر دبلوماسي مساء الخميس "يتوجه الفريق الوطني المغربي غدا إلى الجزائر للمشاركة في كأس أفريقيا للمحليين من مطار سلا"، المجاورة للعاصمة، في 10:00 ت.غ.
ولم يوضح ما إذا كانت طائرة المنتخب ستتوجه مباشرة إلى الجزائر أم ستمر عبر بلد آخر، حيث تغلق الأخيرة مجالها الجوي في وجه الطائرات المغربية منذ أكثر من عام في سياق أزمة دبلوماسية بين الجارين، لكن رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم أوضح أن الرحلة ستكون مباشرة إلى قسنطينة.
وصباح الخميس أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم غياب منتخبه عن البطولة "لعدم الترخيص لرحلته انطلاقا من مطار الرباط سلا في اتجاه مطار قسنطينة، بواسطة طائرة الخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية".
وقال المسؤول في الاتحاد محمد مقروف مساء الخميس "اللاعبون يتدربون وسوف نسافر حالما نحصل على ترخيص من الاتحاد الأفريقي 'كاف' للرحلة الجوية التي سوف تقل المنتخب".
لكنه أضاف "لم نتوصل إلى حد الساعة بأي ترخيص".
وكان الاتحاد المغربي أوضح في بيان أنه بعث بطلب للاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" في الثاني والعشرين من ديسمبر "باعتباره الجهاز المسؤول عن تنظيم بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، من أجل الحصول على ترخيص لرحلة جوية عبر الخطوط الملكية المغربية من الرباط إلى قسنطينة".
وأضاف "تم قبول الطلب من حيث المبدأ، من خلال مراسلة رسمية توصلت بها الجامعة من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم".
وبناء على ذلك كان المنتخب المغربي يستعد للتوجه إلى مدينة قسنطينة على متن طائرة مغربية انطلاقا من مطار الرباط سلا يوم العاشر من يناير، بحسب ما أكدت الجامعة في بيانها، بيد أنها "لم تتوصل للأسف، بالترخيص النهائي إلى حدود تحرير هذا البلاغ من طرف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم".
وتزامن وجود أعضاء المنتخب المغربي في القاعة الشرفية لمطار سلا مع وصول كل من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو ورئيس الاتحاد الأفريقي "كاف" باتريس موتسيبي للمشاركة في قرعة بطولة العالم للأندية، التي تقام في المغرب بين الأول والحادي عشر من فبراير.
وكانا قادمين من الجزائر، حيث حضرا الخميس افتتاح ملعب جديد يحتضن منافسات كأس أمم أفريقيا للمحليين.
وستقام البطولة المخصصة للاعبين المحليين في الفترة الممتدة بين الثالث عشر من يناير الجاري والرابع من فبراير المقبل في الجزائر. ووقع المغرب في مجموعة ثالثة تضم السودان ومدغشقر وغانا. وهو حامل لقب النسختين الأخيرتين عام 2018 على أرضه و2020 في الكاميرون.
وأغلقت الجزائر مجالها الجوي في الثاني والعشرين من سبتمبر 2021 أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط متهمة الأخيرة "بارتكاب أعمال عدائية"، فيما أعرب المغرب عن أسفه إزاء هذا القرار، ورفض "مبرراته الزائفة".