استفتاء تاريخي على منح المسلمين الحكم الذاتي في الفلبين

توقعات بالتصويت لصالح الانفصال لكن من المحتمل أن ترفض الخطة بعض المناطق التي ستتم دعوتها للانضمام إلى منطقة الحكم الذاتي المقترحة.
الثلاثاء 2019/01/22
تصويت باتجاه السلام

مانيلا - نظمت الفلبين، الاثنين، استفتاء في المناطق التي يغلب عليها المسلمون في الدولة الكاثوليكية لحسم الرأي في منح الحكم الذاتي لواحدة من أكثر مناطق جنوب شرق آسيا تعرضا للصراع، حيث من المرجح أن تعلن النتيجة بحلول الجمعة، ومن المتوقع أن تكون الموافقة على الخطة بأغلبية كاسحة.

ويمثل الاستفتاء ذروة عملية مضطربة لإحلال السلام بين جبهة تحرير مورو الإسلامية والحكومات المتعاقبة بهدف وضع حدّ للصراع الذي أسفر عن مقتل 120 ألفا على الأقل منذ سبعينات القرن العشرين.

ويتعين على نحو 2.8 مليون ناخب في منطقتين في إقليم مينداناو بأقصى جنوب الفلبين الإجابة على سؤال عما إذا كانوا يؤيدون تشريعا لإقامة منطقة تخضع للحكم الذاتي وتسمى بانغسامورو، وهو ما يمثل توسيعا وتعميقا للقدر الحالي من الحكم الذي يرى الكثيرون أنه غير فعال.

والمناطق التي يعيش فيها المسلمون في مينداناو من أكثر المناطق اضطرابا وتعرضا للإهمال إذ تفتقر للبنية التحتية والوظائف والمدارس.

رودريغو دوتيرتي: بانغسامورو تشريع تاريخي لأنه سيصحح المظالم التي ارتكبت ضد شعب مورو
رودريغو دوتيرتي: بانغسامورو تشريع تاريخي لأنه سيصحح المظالم التي ارتكبت ضد شعب مورو

وتأمل السلطات أن تتيح الإدارة الذاتية للمنطقة مزيدا من السلطات والإرادة السياسية وزيادة الميزانية لمعالجة أوجه النقص وتوظيف أعداد أكبر في سلك الوظائف العامة وجذب المزيد من الاستثمارات لا سيما في الزراعة والتعدين.

وتظهر البيانات الحكومية أن أكثر من نصف الأسر في الإقليم تعيش في فقر بالمقارنة مع المتوسط العام على مستوى البلاد البالغ 21.6 في المئة.

وفي 2015-2016 سجل الإقليم أدنى مستوى لعدد الملتحقين بالمدارس وأعلى مستوى للتسرب منها، فيما بلغت نسبة الشباب في المدارس الثلث فقط مقارنة مع النسبة العامة البالغة 68 في المئة.

وتقول جماعات حقوقية إن ما يتردد عن الإهمال والظلم ونقص التعليم وغياب الفرص يجعل المنطقة أرضا خصبة لتجنيد الناس لحساب المتشددين الذين استلهموا فكر تنظيم الدولة الإسلامية مثل حركة مقاتلي الحرية في بانغسامورو الإسلامية وجماعة أبوسياف المعروفة بالتفجيرات وضرب الأعناق والخطف والقرصنة.

وسيجرى استفتاء على نطاق أصغر في السادس من فبراير القادم لاستطلاع الآراء في بعض المناطق الأخرى عما إذا كانت توافق على الانضمام للكيان الجديد عقب إقامته.

وستعين الحكومة المركزية سلطة بانغسامورو الانتقالية التي ستحكم حتى تجري انتخابات في عام 2022 لاختيار مجلس تشريعي يضم 80 مقعدا سيتولى تعيين رئيس للوزراء، فيما تتمتع جبهة تحرير مورو الإسلامية بتأييد واسع النطاق ومن المتوقع أن تلعب الدور الرئيسي في تلك العملية.

وسيكون لإقليم بانغسامورو مجلسه التشريعي وسلطات تنفيذية ومالية غير أن الحكومة المركزية في مانيلا ستظل تسيطر على الدفاع والأمن والسياسة الخارجية والسياسة النقدية، فيما ستؤدي الموافقة إلى تسليم ما يقدّر بنحو 40 ألف قطعة سلاح في أيدي ثوار الجبهة والمدنيين.

حسم الرأي في منح الحكم الذاتي
حسم الرأي في منح الحكم الذاتي

والمأمول أن يعمل الحكم الذاتي على معالجة أسباب عدم الاستقرار رغم أنه ليس من المتوقع أن يكون دواء شافيا بعد سنوات من السعي للانفصال والتمرد من جانب الإسلاميين والماويين وغياب القانون والصراع بين العشائر.

ويخضع إقليم مينداناو للأحكام العرفية منذ هاجم تحالف من متشددين محليين وأجانب يستلهمون فكر الدولة الإسلامية مدينة ماراوي في محاولة لإقامة دولة خلافة في مايو 2017.

واستغرق الجيش خمسة أشهر لاستعادة المدينة ودمر نصفها في تلك العملية. وثمة مخاوف أن يعيد من نجا من المتشددين وربما مقاتلون فارون من العراق وسوريا تجميع صفوفهم لشن هجوم آخر.

وتشير تفجيرات دامية العام الماضي في مركز تجاري بمدينة كوتاباتو ومهرجان في الهواء الطلق وتفجير قنبلة قبل الآوان في شاحنة بمدينة باسيلان، إلى أن عناصر ربما تحاول تخريب العملية السياسية.

ورغم استبعاد التصويت بالرفض فمن المحتمل أن ترفض الخطة بعض المناطق التي ستتم دعوتها للانضمام إلى منطقة الحكم الذاتي المقترحة. وتبين بعض استطلاعات الرأي أن من تلك المناطق مدينة كوتاباتو التي يمثل سكانها مزيجا من المسلمين والمسيحيين ولم تؤيد فكرة الانضمام وكوتاباتو هي المقر الأرجح لسلطة بانغسامورو الجديدة وربما تحتاج السلطة إلى البحث عن مقر آخر.

ولم يكن هذا هو الحال في ما سبق إلا أن هذه ربما تكون أفضل فرصة للتغيير في وجود الرئيس رودريغو دوتيرتي الذي أصبح أول رئيس للبلاد يزور مينداناو.

5