استغاثات في ولاية القيروان التونسية مع تصاعد خطورة الوضع الوبائي

تونس - أمر الرئيس التونسي قيس سعيّد، السبت، بإنشاء مستشفى عسكري ميداني بمحافظة القيروان (وسط) إثر الانتشار السريع فيها لفايروس كورونا.
ويأتي ذلك على إثر إطلاق أطباء وسكان في القيروان بوسط تونس نداءات استغاثة من أجل تدخل أكثر فعالية من الحكومة والسلطات الصحية في ظل زيادات متسارعة للإصابات والوفيات بالفايروس.
وقال بيان عن الرئاسة التونسية "تنفيذا لتعليمات رئيس الدولة ستتحول وحدات من الإدارة العامة للصحة العسكرية في الساعات القليلة القادمة إلى القيروان للشروع في تركيز مستشفى عسكري ميداني بمدينة القيروان التابعة للمحافظة".
ووصل وفد حكومي ، يضم أعضاء من اللجنة العلمية لمكافحة كورونا ومدير الصحة الأساسية ومتحدثة باسم وزارة الصحة السبت إلى مدينة القيروان التي تشهد أكثر نسبة تفشي للوباء مقابل وضع متردي للبنية التحتية للقطاع الصحي.
ولا يتوفر في الولاية التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من نصف مليون سوى 180 سريرا للأكسجين وخمسة أسرة في أقسام الإنعاش، وفق بيانات السلطات الصحية.
ومنذ صعوده إلى السلطة يسعى الرئيس سعيد إلى جلب استثمارات خارجية لبناء مدينة صحية في القيروان، هي في أمس الحاجة إليها.
ووضع الواقع الصحي والاقتصادي المأزوم الحكومة التونسية أمام امتحان عسير لإيجاد صيغة شاملة تهدف إلى كبح انتشار الوباء وضرورة امتصاص الغضب الشعبي المتنامي من القرارات الحكومية.
وحملت أوساط سياسية مسؤولية تدهور الوضع الصحي إلى الطبقة الحاكمة المنهمكة في الصراعات، فيما يقتضي أن يكون الملف الصحي على رأس أولويات السلطات.
ومع تسارع وتيرة تفشي فايروس كورونا والسلالة البريطانية، باتت أغلب أقسام مرضى كوفيد – 19 في المستشفيات في مستوى طاقة استيعابها القصوى في ظل مخاوف من انهيار النظام الصحي، وفق ما أعلن عنه مسؤولون في لجنة مكافحة فايروس كورونا.
وصرخت طبيبة وسط محتجين في مستشفى ابن الجزار في الجهة، وقالت إن الوضع ليس تحت السيطرة كما تدعي السلطات وأنها اليوم شهدت حالتي وفاة من بين مرضاها بالفيروس.
وقال طبيب آخر في المستشفى "أطلقنا صيحة فزع، الوضع في القيروان حرج جدا، استنفدنا طاقة استيعاب المستشفى بالكامل ونشهد حاليا ما بين ست وسبع حالات وفاة يوميا".
وقال مدير عام الصحة الأساسية فيصل بن صالح إن السلالة البريطانية المتحورة لفايروس كورونا هي الأكثر تفشيا في الولاية، ووصف الوضع الصحي بـ "الصعب".
ووضع محتجون من المجتمع المدني مجسم لتابوت أمام مقر الولاية وطالبوا في وقفة احتجاجية اليوم بفرض حجر صحي شامل لاحتواء الوضع الوبائي الخطير.
وتسعى تونس إلى التعويل أكثر على تسريع حملة التطعيم لاحتواء موجة جديدة للوباء ولكن عدد اللقاحات المتوفر ما يزال محدودا.
ووفق آخر الإحصاءات الرسمية، فإن عدد الإصابات بالفايروس في القيروان بلغ الجمعة، 304 إصابات إضافة إلى 6 وفيات. فيما بلغ إجمالي إصابات كورونا في تونس 378 ألفا و982 منها 13 ألفا و874 وفاة، و330 ألفا و331 متعاف.
وبحسب آخر تحديث لوزارة الصحة، تلقى مليون و517 ألفا و895 شخصا اللقاح من بين حوالي 11 مليون نسمة، ولم يتجاوز عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية قرابة 391 ألفا.