استعراض إيراني في ذكرى مقتل سليماني: تهديدات تكشف ضعف النظام

طهران - توعد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي السبت بالرد على "أي خطوة" تستهدف إيران، وذلك خلال زيارته جزيرة أبو موسى ، في ظل توتر متصاعد مع الولايات المتحدة.
وتفقد سلامي قوات عسكرية في جزيرة أبو موسى التي احتلتها إيران عام1971، عشية الذكرى الأولى لاغتيال اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، بغارة أميركية في العراق في الثالث من يناير 2020.
وقال سلامي "نحن هنا اليوم لنجري تقييما ونكون متأكدين من قدراتنا القوية في البحر وضد الأعداء الذين يفاخرون أحيانا ويهددون"، بحسب الموقع الرسمي للحرس "سباه نيوز".
وأضاف "سنرد بضربة متكافئة، حاسمة، وقوية، على أي خطوة قد يقدم عليها العدو ضدنا".
وتستعرض طهران من حين لآخر قدراتها العسكرية وتطلق تهديدات ضد أمن دول الجوار، فيما يتحدث قادتها بشكل روتيني عن إنجازات عسكرية، في المقابل يؤكد خبراء أن إيران كثيرا ما تبالغ في قدرات أسلحتها رغم وجود مخاوف بشأن صواريخها الباليستية طويلة المدى.
وتفقد سلامي برفقة قائد القوات البحرية للحرس الأميرال علي رضا تنكسيري، قوات في جزيرة أبو موسى الواقعة غرب مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو خمس انتاج النفط في العالم.
وتلي هذه الزيارة أخرى قام بها تنكسيري الى جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى حيث شدد على أهمية "الجاهزية القتالية والتيقظ" للقوات العسكرية، وفق ما أفادت وكالة "إيسنا" الإيرانية.
وتقع طنب الكبرى وطنب الصغرى الى الشمال من أبو موسى، وتتهم دولة الإمارات إيران باحتلال هذه الجزر.
ويأتي ذلك وسط توتر متصاعد بين طهران وواشنطن مع اقتراب ذكرى مقتل سليماني.
واتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الخميس الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالسعي إلى اختلاق "ذريعة" لشن "حرب" على الجمهورية الإسلامية.
وأتى ذلك في أعقاب تحركات عسكرية أميركية في المنطقة، شملت توجه حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس نيميتز" وقطع بحرية مرتبطة بها الى مياه الخليج في الأسابيع الماضية، وتحليق قاذفات استراتيجية من طراز "بي-52" فوق الخليج مرتين في الآونة الأخيرة.
لكن تقارير صحافية أميركية أفادت هذا الأسبوع أن وزير الدفاع الأميركي بالإنابة كريستوفر ميلر أمر بعودة حاملة الطائرات الى بلادها.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الخطوة كانت بمثابة إشارة "خفض تصعيد" حيال طهران، بعد الخشية المتنامية من وقوع مواجهة بين الطرفين في الأيام المتبقية لترامب في البيت الأبيض.
وشهدت العلاقات المقطوعة منذ عقود بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة، توترا إضافيا في عهد ترامب الذي اعتمد سياسة "ضغوط قصوى" حيال طهران.
وانسحب ترامب عام 2018 بشكل أحادي من الاتفاق المبرم بين طهران وبين والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على الجمهورية الإسلامية.
ووصل البلدان الى شفير مواجهة عسكرية مباشرة مرتين منذ حزيران/يونيو 2019، لا سيما بعد اغتيال سليماني بضربة من طائرة أميركية مسيّرة قرب مطار بغداد.
وبعد أيام من هذا الاغتيال، ردت طهران بقصف صاروخي طال قواعد عسكرية في العراق يتواجد فيها جنود أميركيون.
ويؤكد مسؤولون إيرانيون أن "الانتقام" من الضالعين في الاغتيال لم يطوَ بعد.