استعداد روسي لاستئناف ضخ الغاز عبر خط يامال إلى أوروبا
موسكو- كشفت روسيا الاثنين عن موقف مغاير لسياستها المتعلقة بضخ إمدادات الغاز إلى أوروبا بعدما أظهرت ليونة على غير العادة في خضم أزمة متفاقمة مع الغرب بسبب غزوها لأوكرانيا.
وقال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك إن بلاده “مستعدة لاستئناف إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب يامال – أوروبا”.
وأضاف في مقابلة واسعة النطاق مع وكالة تاس الروسية، نُشرت أجزاء منها طوال عطلة نهاية الأسبوع “تظل السوق الأوروبية ذات صلة، حيث يستمر نقص الغاز، ولدينا كل الفرص لاستئناف الإمدادات”.
وأوضح أنه “على سبيل المثال، لا يزال خط أنابيب يامال – أوروبا، الذي تم إيقافه لأسباب سياسية، غير مستخدم”.
وينقل خط أنابيب يامال – أوروبا الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بولندا، على الرغم من أنه كان يعمل في معظم الوقت بصورة عكسية هذا العام.
وعادة ما تتدفق إمدادات هذا الأنبوب غربا، ولكن تم عكسه في الغالب منذ ديسمبر من عام 2021 حيث ابتعدت بولندا عن الشراء من روسيا لصالح الاعتماد على الغاز المخزن في ألمانيا.
ويربط الخط الذي دُشن في العام 1994 مدينة تورزوك في وسط روسيا على امتداد أكثر من ألفي كيلومتر. وتعد بلغاريا بلد عبور إمدادات الغاز من هذا الأنبوب إلى كل من صربيا والمجر.
وبنقله لحوالي ثلاثين مليار متر مكعب من الغاز سنويا، يعتبر هذا الخط واحدا من أهم وسائل إمداد أوروبا بالغاز الروسي.
وفي مايو الماضي، أنهت الحكومة البولندية اتفاقها مع نظيرتها الروسية، بعد أن رفضت في وقت سابق مطالبة موسكو بالدفع بالروبل.
وردت شركة غازبروم الروسية العملاقة بقطع الإمدادات وقالت أيضا إنها لن تتمكن بعد الآن من تصدير الغاز عبر بولندا بعد أن فرضت موسكو عقوبات على الشركة التي تمتلك القسم البولندي من خط أنابيب يامال – أوروبا.
وتنظر موسكو إلى مجموعة من الدول المحيطة بها على أنها ستكون نقاطا مهمة في تسويق غازها لتعويض تداعيات تقلص الواردات إلى السوق الأوروبية.
21
مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال من المتوقع شحنه إلى أوروبا
وأكد نوفاك مجددا أن موسكو تناقش إمدادات غاز إضافية عبر تركيا بعد إنشاء مركز هناك. وقال إن بلاده “تتوقع أنها ستشحن 21 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا في عام 2022”.
وأضاف “هذا العام تمكنا من زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بشكل كبير وفي الأشهر الأحد عشر الأولى من هذا العام، ارتفعت إلى 19.4 مليار متر مكعب، وبحلول نهاية العام من المتوقع 21 مليار متر مكعب”.
وإلى جانب ذلك، اتفقت روسيا مع أذربيجان على زيادة إمدادات الغاز لاستهلاكها المحلي. وقال نوفاك “في المستقبل، عندما يزيدون إنتاج الغاز، سنتمكن من مناقشة المقايضات”.
وتناقش موسكو أيضا زيادة إمداداتها من الغاز إلى سوقي كازاخستان وأوزبكستان.
وقال نوفاك إنه “على المدى الطويل، يمكن لروسيا إرسال غازها الطبيعي إلى أسواق أفغانستان وباكستان، إما باستخدام البنية التحتية لآسيا الوسطى، أو في مبادلة من الأراضي الإيرانية”.
