استعداد أميركي لمواجهة "وباء لا يرحم"

الكونغرس الأميركي يوافق على تخصيص 8.3 مليار دولار لمكافحة فايروس كورونا.
الجمعة 2020/03/06
وضع خطط لكل احتمال

واشنطن ـ قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن اقتصاد بلاده قد يتأثر سلبا من تفشي فايروس كورونا لكنه توقع تجاوزه في نهاية المطاف ودافع عن طريقة تعامله مع الأزمة.

فقد ظهر ترامب في مناسبة نظمتها فوكس نيوز في إطار حملته لانتخابات 2020 أمام جمهور من سكرانتون بولاية بنسيلفانيا، إحدى الولايات غير المحسومة والتي ساعدت الرئيس الجمهوري على الفوز بسباق البيت الأبيض في 2016.

وأفضى انتشار كورونا إلى انخفاضات حادة في سوق الأسهم وأجج المخاوف من تراجع اقتصادي في الوقت الذي يطلب فيه ترامب من الأميركيين انتخابه لفترة ثانية.

وقال ترامب ردا على سؤال إن كان فايروس كورونا قد أضر بالاقتصاد "لا ريب أنه قد يؤثر، وفي نفس الوقت، ينبغي أن أقول إن الناس الآن يمكثون في الولايات المتحدة وينفقون أموالهم فيها، ويعجبني هذا."

وأضاف "سيجد الأمر طريقه إلى الحل. حري بالجميع أن يهدأوا.. لدينا خطط لكل احتمال وأعتقد أن هذا هو الواجب علينا. نأمل ألا يطول الأمر كثيرا."

وأعاد ترامب تأكيده أن قيود السفر التي فرضتها الصين في بداية الأزمة قد ساعدت على الحد من التفشي في الولايات المتحدة.

وتأتي تصريحات ترامب بالتزامن مع مصادقة صادق الكونغرس الأميركي، الخميس، على مشروع قانون ينص على تخصيص 8.3 مليار دولار للجهود الرامية إلى وقف انتشار فايروس "كورونا الجديد" في الولايات المتحدة.

وصوت 96 سيناتورا في مجلس الشيوخ، الغرفة العليا للكونغرس، لصالح تبني الوثيقة، فيما رفضها مشرّع واحد، وذلك بعد أن لقي مشروع القانون تأييدا كبيرا في مجلس النواب.

وأرسل مجلس الشيوخ مشروع القانون إلى البيت الأبيض للتوقيع على الوثيقة من قبل الرئيس، دونالد ترامب.

وسبق أن وافق مجلس النواب، الأربعاء، على مشروع القانون الذي يشير إلى تخصيص أموال لمساعدة الولايات والحكومة الفدرالية في محاربة الفايروس، وتشخيص حالات الإصابة به، وعلى الأبحاث المتعلقة بتطوير لقاح، ومساعدة الأميركيين في الحصول عليه.

وفي وقت سابق طلب ترامب من الكونغرس تخصيص 2.5 مليار دولار فقط لمكافحة انتشار كورونا، معتبرا أن الجهود الأساسية في هذا المجال يجب أن تبذلها السلطات على المستوى المحلي، إلا أن المشرعين قرروا زيادة هذا المبلغ.

وحتى مساء الخميس سجلت في أراضي الولايات المتحدة 190 حالة للإصابة بالفايروس بشكل عام، بينها 11 وفاة.

وظهر الفايروس، أول مرة، في مدينة ووهان وسط الصين، 12 ديسمبر 2019، وانتشر حتى اليوم في 85 دولة، بينها 14 دولة عربية؛ ما تسبب في حالة رعب تسود العالم.

حالة رعب تسود العالم من الفايروس المستجد
حالة رعب تسود العالم من الفايروس المستجد

وأصاب قرابة 100 ألف حول العالم توفي منهم أكثر من 3300 غالبيتهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيران وايطاليا، وأدى إلى تعليق العمرة، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض.

فيما تحذر منظمة الصحة العالمية من أن بعض البلدان لا تتعامل بالجدية اللازمة مع إجراءات مكافحة الوباء.

وفي حين يبث الوباء الذعر في الأسواق المالية بسبب عواقبه الاقتصادية فإنه يتجه كذلك إلى توتير العلاقات بين الدول، بدءًا من اليابان وكوريا الجنوبية.

وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس "كما نعلم جميعنا (...) الوباء لا يرحم".

لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن "قائمة طويلة" من البلدان لا تفعل ما يكفي لمحاربة كورونا.

وقال مديرها العام تيدروس ادهانوم غيبريسوس "هذا ليس تمرينًا، هذا ليس وقت الاستسلام، ليس وقت البحث عن أعذار" لكنه لم يسم البلدان المستهدفة بكلامه.

ولا تزال الأسواق المالية الآسيوية متأثرة من جراء الأزمة والجمعة، بعد يوم من تعثر البورصات الأوروبية ثم بورصة وول ستريت، أغلقت طوكيو على انخفاض حاد بلغ -2.72 %.

وحذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) من أن الهبوط الحاد في حركة النقل الجوي حول العالم قد يؤدي إلى خسارة الشركات عائدات تصل إلى 113 مليار دولار.

وتوقفت شركة "فلايبي" البريطانية التي توظف ألفي شخص عن العمل ووضعت تحت الحراسة القضائية، بينما أعلنت شركة طيران "تاب" البرتغالية إلغاء حوالى 1000 رحلة.

ويتخذ العديد من البلدان إجراءات منع من الدخول أو فرض الحجر الصحي على المسافرين الآتين من بلدان متأثرة بالوباء. وقد فرضت 36 دولة بالفعل حظراً تاماً على دخول القادمين من كوريا الجنوبية، وفقًا لسيول، واتخذت 22 دولة أخرى إجراءات فرض الحجر الصحي.

وأعلنت سيول أنها ستستدعي السفير الياباني للاحتجاج على إجراءات الحجر الصحي "غير المنطقية" التي فرضتها اليابان على الآتين من كوريا الجنوبية.

وعبرت الرئاسة الكورية الجنوبية الجمعة عن "أسفها العميق" لقرار اليابان ووصفت استراتيجيتها لمكافحة فيروس كورونا المستجد بأنها "مبهمة وغير فعالة".

وقالت الرئاسة إن مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي يدرس "الإجراءات اللازمة بناءً على مبدأ المعاملة بالمثل".

وفي اليابان، ألغيت فعاليات الذكرى السنوية لتكريم ضحايا الزلزال والتسونامي الذي وقع في 11 مارس 2011، وفق ما أعلن مسؤولون.