استعادة المنتجات اللبنانية لثقة الخليجيين تبدأ بمواجهة شبكات الكبتاغون

هل يقدر لبنان على ضمان عدم استخدام صناديق الفواكه كواجهة لتهريب الكبتاغون أم أن شبكات حزب الله ما زالت مسيطرة.
الخميس 2025/04/03
لبنان مطالب بقطع الطريق على قنوات التهريب

بيروت – أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون الأربعاء أهمية اتخاذ بلاده إجراءات ضرورية من شأنها أن تعيد ثقة الدول العربية بها، في إشارة إلى مقاطعة دول الخليج للمنتجات اللبنانية بعد ضبط عمليات تهريب الكبتاغون في صناديق الفواكه واتخاذ قرار حظر استيراد المنتجات اللبنانية.

وربما يجد الرئيس اللبناني أن الوضع صار ملائما لتجاوز الحظر الخليجي لمنتجات بلاده في ظل تراجع نفوذ حزب الله وسقوط نظام بشار الأسد اللذين كانا ينظمان عمليات التهريب ويحميانها بهدف إغراق الخليج بهذا المخدر وتحقيق عائدات مالية كبرى.

وقال عون، خلال استقباله الأربعاء وفد نقابة مستوردي ومصدّري الخضروات والفواكه في لبنان، إنه “يقوم بجهود لمعالجة موضوع الصادرات اللبنانية ككل بشكل جذري،” لافتا إلى أنه “لقي تجاوبا عندما طرح موضوع رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية.”

15.8

مليون دولار قيمة شحنة تحتوي على أكثر من مليون قرص كبتاغون نجحت شرطة طبي في إحباط عملية تهريبها

لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل تقدر مؤسسة الرئاسة اللبنانية وكذلك حكومة نواف سلام على ضمان ألا يتم استخدام صناديق الفواكه كواجهة لتهريب الكبتاغون، أم أن شبكات حزب الله ما زالت مسيطرة وقادرة على التهرب من الرقابة؟ ومرد هذا السؤال أن الأرقام، التي تم الكشف عنها في 2021 تاريخ بدء الحظر الخليجي على المنتجات اللبنانية، تشير إلى أن الأمر لا يتعلق بعمليات محدودة وفترات متباعدة، وإنما يمثل توجها ثابتا.

ورغم أن الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله قد قال في أحد خطاباته “أي تورط في تجارة المخدرات محظور من قِبَل علماء الدين، حتى لو كانت الخطة هي نقلها إلى العدو،” أثبتت تقارير كثيرة ومن جهات مختلفة علاقة الحزب بالتهريب واستفادته منه.

وكان وزير الداخلية اللبناني آنذاك بسام مولوي قد كشف في ديسمبر 2021 أن كمية حبوب الكبتاغون بلغت 9 ملايين حبة، وذلك في مسعى لطمأنة السعودية بأن الحكومة جادة في تعقب عمليات التهريب.

ويتعرض لبنان باستمرار لانتقادات من دول الخليج بسبب ما تعتبره عدم تعاون في مكافحة تهريب المخدرات، وخصوصا الكبتاغون الذي يوجه أساسا نحو السعودية.

وقررت السعودية في أبريل 2021 حظر دخول الفواكه والخضروات اللبنانية أو نقلها عبر أراضيها على خلفية تواتر عمليات بدت ممنهجة لتهريب مخدرات من لبنان إلى المملكة.

وفي ذلك الوقت ذكر متحدث باسم مديرية مكافحة المخدرات في السعودية أنه تم “إحباط محاولات تهريب قدرت بأكثر من 60 مليون قرص إمفيتامين مخدر، كانت مخبأة في الشحنات والبضائع القادمة من لبنان، وهذا الرقم كبير جدًا ويكشف مدى الاستهداف المتعمد لأمن المملكة ويتجاوز مفهوم الحالات الفردية، فهو جريمة منظمة تستهدف الأمن الوطني السعودي.”

وأعلنت الجمارك السعودية في ميناء جدة آنذاك عن إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون بلغت أكثر من 3.5 مليون حبة، مُخبأة ضمن إرسالية فاكهة رمان.

حح

وبشكل متزامن قالت شرطة دبي إنها أحبطت تهريب أكثر من مليون قرص كبتاغون بقيمة 15.8 مليون دولار في شحنة استيراد ليمون واعتقلت أربعة أشخاص من جنسية عربية. وأعادت الكويت وقطر صناديق فواكه لبنانية بعد اكتشاف الكبتاغون في أكثر من حادثة.

وتجعل كل هذه المعطيات مهمة الرئيس اللبناني في مواجهة آفة التهريب وطمأنة الدول العربية أمرا معقدا على الأقل في الوقت الحالي.

وشدد جوزيف عون على “أهمية أن يتخذ لبنان إجراءات ضرورية من شأنها أن تسهل هذا الأمر وتعيد الثقة مع الدول العربية،” مشيرا إلى أن “العالم العربي يشكل رئة ومتنفسا للبنان اقتصاديا، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية.”

ولفت إلى أن “الأمور بدأت تتخذ منحى إيجابيا مع سوريا،” وقال “سنباشر اتخاذ خطوات لتطوير العلاقات وبحث القضايا المشتركة ومن بينها ترسيم الحدود والترانزيت وغيرها على أمل أن نستفيد من الفرصة التي لدينا مع العالم العربي لما فيه مصلحة لبنان.”

وأضاف الرئيس عون “ستكون هناك لقاءات متتابعة مع المسؤولين في السعودية في الزيارة المرتقبة إليها، والتي ستشهد درس اتفاقيات متبادلة تفسح المجال أمام اللبنانيين والسعوديين لإعادة العلاقات المتجذرة في التاريخ إلى سابق عهدها.”

حح

1