استعادة الجيش السوري سراقب تدفع تركيا للتقارب مع روسيا

أنقرة - لجأت تركيا إلى روسيا لوقف العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوري ضد الجماعات المقاتلة والمدعومة من أنقرة في محافظة إدلب، وذلك بعد وقت قصير من مهاجمة الدور الروسي الداعم للعملية في شمال غربي سوريا.
وقال مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية التركي الجمعة إن وفدا روسيا سيصل إلى تركيا السبت لإجراء محادثات تهدف لوقف الهجوم والحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية في محافظة إدلب، بحسب تعبيره.
وأضاف تشاووش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك، في أنقرة، الجمعة، "سنفعل كل ما نحتاج إلى فعله لوقف الدراما الإنسانية والكوارث في إدلب"، بحسب وكالة الأناضول للأنباء التركية الرسمية.
ويشن الجيش السوري، مدعوما بسلاح الجو، عملية لتطهير محافظة إدلب وريف حلب من المجموعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، ودخل مدينة سراقب على الطريق الدولي بين حلب وحماة، بعد أيام من سيطرته على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية.
وعلى وقع تقدم الجيش السوري، أرسلت تركيا الخميس تعزيزات عسكرية إضافية إلى نقاط المراقبة داخل محافظة إدلب، شمال غربي سوريا.
وقد أعلن مصدر أمني تركي أن بلاده لا تعتزم سحب قواتها من نقاط المراقبة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا رغم وجود ثلاث نقاط منها في مناطق تخضع حاليا لقوات الحكومة السورية. وانطلقت التعزيزات التركية من "ريحانلي"، باتجاه نقاط المراقبة التركية في الأراضي السورية، وسط إجراءات أمنية مشددة.
ويمتلك الجيش التركي 12 نقطة مراقبة عسكرية أقيمت في إطار اتفاق منطقة "خفض التصعيد" في إدلب.
اقرأ المزيد:
ويقول محللون إن المنطقة تشكّل مركز نفوذ لتركيا منذ العام 2015 ولا تريد التفويت فيها للنظام السوري وروسيا دون ثمن، ومن هنا تظهر استعدادا للسير بعيدا خاصة وأن موسكو إلى الآن لا تبدي تجاوبا معها.
بالمقابل يشي نسق العمليات في إدلب وريف حلب أن هناك إصرارا روسيّا سوريّا على المضيّ قُدما في أهداف العملية، أي استعادة السيطرة على طريقي “أم 4” الذي يربط بين حلب ودمشق و“أم 5” الذي يربط بين اللاذقية والعاصمة السورية، الأمر الذي ينذر بخروج الأمور عن السيطرة.
وأسفرت العمليات العسكرية في إدلب إلى مقتل أكثر من 370 مدنيا منذ ديسمبر 2019، بحسب الأمم المتحدة التي دعت إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 500 ألف مدني نزحوا من المنطقة ذاتها خلال الشهرين ونصف الشهر الماضيين.
ودعت دول عدة وخصوصا أوروبية، إلى "إسكات الأسلحة في إدلب" على حد تعبير السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير.
وخلال اجتماع في مجلس الأمن الدولي دعت إلى عقده بشكل عاجل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، عبرت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة كيلي كرافت عن صدمتها حيال تطورات الوضع في إدلب.