استطلاع للرأي حول أداء السوداني يثير سخرية العراقيين: ليش ما تسووها 99.99 بالمية ونرتاح

هيئة المستشارين: رئيس الوزراء يحظى بثقة 78 في المئة من الشارع العراقي.
الثلاثاء 2023/09/12
إنجازات على الورق

اندهش العراقيون لاستطلاع للرأي أعدته هيئة المستشارين الحكومية، ويظهر تمتع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بنسبة ثقة شعبية تصل إلى 78 في المئة، لاسيما في صفوف الباحثين عن عمل، وتساءل معلقون عن الإنجازات التي تحققت في عهده الذي شارف إتمام عامه الأول.

بغداد - أثار استطلاع للرأي أجرته هيئة المستشارين التابعة لرئاسة الوزراء العراقية لقياس مدى رضاء الناس عن الأداء الحكومي والإنجازات المحققة، موجة تهكم واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال معلقون عراقيون “الآن على الأقل عرفنا شنو عمل هيئة المستشارين”، وتساءل آخرون “ليش نسبة التأييد ضعيفة، ليش ما تسووها 99.99 في المئة؟”.

وخلص استطلاع الرأي الذي نشرته الهيئة الحكومية مساء الأحد إلى أن ثمانية وسبعين في المئة من الشعب العراقي يثقون بحكومة محمد شياع السوداني، وإن بشكل متفاوت.

وذكر الاستطلاع أن “38 في المئة من العراقيين يثقون تماما بالأداء السياسي والخدمي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فيما أجاب 40 في المئة أنهم يثقون بأدائه إلى حد ما، مقابل 22 في المئة أجابوا بـ’لا أثق'”.

واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الهدف من الاستطلاع تلميع صورة حكومة السوداني، مع اقتراب إتمام عامها الأول، متسائلين عن الإنجازات التي تحققت للعراق منذ تسلم هذه الحكومة لمهامها في أكتوبر الماضي.

وقال مازن الأشيقر في تعليق عبر حسابه على منصة “إكس”:

MazinAlEshaiker@

في أول وهلة اكتشفت أن هيئة المستشارين في رئاسة الوزراء أجرت استطلاعا للرأي لتقييم أداء رئاسة الوزراء، مما يعني أنها ليست مؤسسة محايدة، وبهذه المعلومة فهمت أن الاستطلاع ليس سوى تلميع لصورة الحكومة.

وغرد عمار الحديثي عبر صفحته على “إكس”:

Ammar_alhadithy@

هيئة المستشارين بمجلس الوزراء مسوين استطلاع: هل تثق بحكومة السوداني أم لا.. وكانت النتيجة أن 78 في المئة من العراقيين يثقون بالسوداني..

الآن على الأقل عرفنا شنو عمل هيئة المستشارين

بس ليش ما سووها 99.99 في المئة؟

وعلقت صفحة “نافذة على الأخبار” في منشور على منصة “إكس”:

NEWSDailyArabic@

مطورين وصايرين أحوال ويسوون استطلاع رأي!

بس رحمة لوالديه اللي يسوي استطلاع، خلي يسوي واحد يبين بيه:

1- مدى رضا حكومة إيران عن رئاسة الوزراء.

2- مدى رضا الشعب الإيراني عن الدعم المقدم لهم من حكومة العراق.

أتوقع يطلع أكثر من مدى قبول الشعب العراقي! خيلى خوب أقاى.

وقام عدد من رواد مواقع التواصل بإنشاء استبيانات على صفحاتهم عبر منصة “إكس” لاستطلاع أراء العراقيين بشأن الأداء السياسي والخدماتي لحكومة السوداني، وعما إذا كانت تتوافق وصحة الأرقام التي عرضتها هيئة المستشارين.

وكانت الهيئة الحكومية قالت إن “الاستطلاع الذي اُعتمد، تم وفق الضوابط العلمية، أسلوب العينة العشوائية الذي بلغ عددها حوالي 9 آلاف شخص من كافة الفئات العمرية والاجتماعية والوظيفية موزعين بين محافظات العراق كافة بما فيها محافظات إقليم كردستان”.

منقذ داغر: ما نشر لا يرتقي إلى مصاف استطلاعات الرأي العلمية
منقذ داغر: ما نشر لا يرتقي إلى مصاف استطلاعات الرأي العلمية

وتابعت أنه “قد وجه إليهم سؤال واحد حول ‘مدى ثقتهم بالأداء الحكومي والخدمي لرئيس الوزراء’، وكانت خيارات الإجابة هي ‘أثق تماما’، ‘أثق إلى حد ما’، ‘لا أثق’، وجاءت محافظة القادسية في الدرجة الأولى إذ بلغت 18 في المئة من المصوتين توزعت غالبية إجاباتهم بين ‘أثق تماما’ و’أثق إلى حد ما’، تليها محافظة بغداد بنسبة مشاركة بلغت 16 في المئة، وحلت محافظة السليمانية في المرتبة الأخيرة بنسبة مشاركة بلغت 1 في المئة”.

وكشفت النتائج التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية “ضعفا باهتمام النساء في موضوع الاستطلاع إذ بلغت نسبة المشاركات 16 في المئة فقط للنساء، مقابل 84 في المئة من الرجال”.

كما بينت نتائج الاستطلاع أن “نسبة الباحثين عن عمل هي الأعلى بين المصوتين إذ بلغت 36 في المئة، توزعت إجابات غالبيتهم بين ‘أثق تماما’ و’أثق إلى حد ما’، فيما كانت النسبة الأقل هي لمن إجابتهم بـ’لا أثق”’.

ودخل منقذ داغر، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعضو مجلس إدارة مؤسسة جالوب الدولية، وباحث غير مقيم في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، على خط الجدل المثار بشأن استطلاع الرأي، مؤكدا أنه لا يستند إلى أسس علمية.

وأوضح داغر، الذي أجرى أول استطلاع للرأي العام في العراق عام 2003، وكثيرا ما يتم الاستشهاد بأعماله والإشارة إليه في الدراسات المتعلقة بالرأي العام في العراق والعالم العربي الأوسع، في منشور عبر منصة “إكس”:

38

في المئة يثقون تماما بالأداء السياسي والخدمي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني

MUNQITHDAGHER@

نشرت هيئة المستشارين في رئاسة الوزراء نتائج ما أسمته باستطلاع للرأي العام العراقي بخصوص الثقة برئيس الوزراء. جميل أن تهتم رئاسة الوزراء برأي العراقيين لكن يجب أن يبنى ذلك على أسس علمية.

كمختص أمضى أكثر من 20 سنة في هذا المجال ومدير الشرق الأوسط في جالوب الدولية، وكعراقي أشعر أن ما نشر لا يرتقي إلى مصاف استطلاعات الرأي العلمية. للأسف فإن من أطلق التقرير وقع في أخطاء علمية فادحة. سأضرب لكم بعض الأمثلة عسى من عمل الاستطلاع ينتبه لها. أهم قاعدة لكي يمكن ضمان التمثيل الصحيح للمجتمع المستهدف من قبل عينة البحث أن تكون نسب العينة مشابهة لنسب المجتمع الحقيقية. مثلا:

1- نسبة النساء في العينة 16 في المئة، في حين أن نسبتهن في المجتمع حسب تعداد وزارة التخطيط حوالي 50 في المئة. يعني أن تمثيل النساء في العينة أقل بأكثر من ثلاث مرات من نسبتهن في المجتمع العراقي وبالتالي لا يمكن اعتماد إجاباتهن لأنهن ظُلمن في التمثيل قياسا بالرجال.

2- نسبة الخريجين الجامعيين في العينة بحدود 40 في المئة، في حين نسبتهم في الواقع بحدود 10 في المئة، مما يعني أننا ضاعفنا وزن آراء الخريجين أربع مرات.

3- الاستطلاع إلكتروني، بمعنى أنه وصل إلى من يمتلكون إنترنت فقط. هؤلاء نسبتهم بحدود 80 في المئة بمعنى أن 20 في المئة من المجتمع تم إهماله. كما أن الاستطلاع الإلكتروني يهمل الأميين الذين لا يقرأون ويكتبون وهؤلاء نسبتهم بحدود 24 في المئة حسب وزارة التخطيط.

هناك أخطاء فادحة أخرى سأشير إليها في مقال قادم.

من الجيد أن يهتم الفريق الحكومي بالرأي العام، ولكن هذا ليس رأيا عاما وإنما هو رأي خاص منحاز.

وتشكلت حكومة محمد شياع السوداني بعد اتفاق جرى بين القوى السياسية الشيعية والسنية والكردية، على إثر أزمة سياسية خانقة شهدها العراق على مدار عام وكادت أن تتسبب في اندلاع حرب أهلية جديدة.

وأعرب العديد من العراقيين عن تطلعهم إلى عودة الاستقرار السياسي للبلد، وأن توفي الحكومة بالبرنامج التنموي والاقتصادي الذي عرضته لنيل الثقة، لكن لا شيء عمليا تحقق على الرغم من مصادقة البرلمان على موازنة ثلاثية هي الأضخم في تاريخ البلاد، إذ تبلغ قيمتها قرابة 153 مليار دولار لكل عام.

5