استرضاء إيران يزيدها جرأة وعدوانية

تقرير أميركي يؤكد أنه كلما كان يزيد عطاء المجتمع الدولي لطهران، كلما تزيد من تجارب إطلاق صواريخها الباليستية.
الاثنين 2020/09/07
سلوك إيران العدواني لن يتغير

واشنطن - حذّر تقرير أميركي المجتمع الدولي من التمادي في استرضاء طهران، منتقدا دفاع بعض الدول الأوروبية عن الاتفاق النووي مع النظام الإيراني "الذي يرتكب جرائم ضد الإنسانية بحق شعبه وحول العالم".

ويرى الباحث والمحلل السياسي الأميركي الدكتور مجيد رفيع زادة في تقرير نشره معهد "جيتستون" الأميركي للأبحاث أن أولئك الذين يطالبون بإتباع سياسة استرضاء تجاه حكام إيران كوسيلة لتغيير تصرفات النظام الإيراني، لا يدركون أنه كلما زاد ما يقدمه المجتمع الدولي لحكام إيران، كلما أصبحت طهران أكثر عدوانية وجرأة. وعلى سبيل المثال، فإنه بعد يوم واحد من تصويت مجلس الأمن الدولي على رفع الحظر على الأسلحة المفروض على إيران، كشف حكام طهران عن صاروخ باليستي تردد أنه يمكن أن يصل إلى الولايات المتحدة .

وقال رفيع زادة، رئيس المجلس الأميركي الدولي الخاص بالشرق الأوسط، إن صحيفة "أفكار نيوز" الإيرانية المملوكة للدولة نشرت تقريرا باللغة الفارسية بعنوان "الأراضي الأميركية في مرمى القنابل الإيرانية الآن"، وتفاخر التقرير بالأضرار التي يمكن أن يلحقها النظام الإيراني بالولايات المتحدة.

وجاء في التقرير أنه بإرسال قمر اصطناعي عسكري إلى الفضاء، أظهرت إيران الآن أنها تستطيع استهداف كل الأراضي، وكان البرلمان الإيراني حذر ( الولايات المتحدة) في وقت سابق من أنه من المحتمل أن يسفر أي هجوم نووي كهرومغنطيسي على الولايات المتحدة عن مقتل 90 بالمئة من الأميركيين.

كما هدد التقرير الاتحاد الأوروبي الذي صوت لصالح رفع حظر الأسلحة المفروض على إيران قائلا "إن نفس نوع تكنولوجيا الصواريخ الباليستية التي استخدمت لإطلاق القمر الاصطناعي يمكن أن تحمل أسلحة نووية، أو كيماوية أو حتى بيولوجية لمحو إسرائيل من على الخريطة، وضرب قواعد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة والمنشآت الأميركية، واستهداف الناتو حتى في أقصى غرب أوروبا".

يذكر أنه عندما حاولت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران بعد أن رفضت الأمم المتحدة مد أجل حظر الأسلحة، بعثت 13 دولة من الدول الـ15 أعضاء مجلس الأمن الدولي رسائل أعربت فيها عن معارضتها للطلب الأميركي. وكان من بين الدول المعارضة حلفاء وشركاء تقليديون للولايات المتحدة من بينها فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وبلجيكا.

وقال رفيع زادة إن هذه ليست المرة الأولى التي أصبح فيها النظام الإيراني أكثر عدوانية بعد إتباع المجتمع الدولي سياسات استرضاء تجاه حكام إيران.

وأضاف "يتعين أن نتذكر أنه لدى التوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، المعروفة بالاتفاق النووي الإيراني أوضح الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أنه واثق من أن رفع العقوبات والاتفاق النووي سوف يلبيان احتياجات الأمن القومي للولايات المتحدة ولحلفائنا". كما ورد في تمهيد الاتفاق أن جميع الدول الموقعة عليه " تتوقع أن يساهم التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق بصورة إيجابية في تحقيق السلام والأمن الإقليميين والدوليين ". وتساءل رفيع زادة قائلا "رغم ذلك، ماذا كانت النتيجة؟".

ولفت إلى أن المجتمع الدولي شهد إطلاق الحوثيين اليمنيين الصواريخ على الأهداف المدنية، ونشر حزب الله اللبناني عناصر له في سوريا وزادت حركة حماس من هجماتها على جنوب إسرائيل، وذلك بدعم من إيران.

ومع تدفق مليارات الدولارات من الإيرادات إلى جيوب المرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي والحرس الثوري، لم يتغير سلوك إيران إلى الأفضل، بل أصبحت أكثر قوة وجرأة و"أسوأ دولة راعية للإرهاب".

وقال إنه كلما كان يزيد عطاء المجتمع الدولي لطهران، كلما كانت تزيد من تجارب إطلاق صواريخها الباليستية، القادرة على حمل رؤوس نووية، وهو ما يمثل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن رقم 2231.

وأضاف أنه بعد كل محاولة استرضاء لحكام إيران، كان النظام يكثف من القمع وانتهاكات حقوق الإنسان في الداخل.

وذكرت منظمات حقوقية أنه بعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات، صعدت إيران من اعتقال وإعدام نشطاء حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين. وأصبحت إيران "أكثر الدول إعداما للنساء وصاحبة أكبر عدد من حالات الإعدام في العالم".