استراتيجية أوبك+ تكسب الوقت قبل الخيارات الصعبة

أسعار النفط تسجل مكاسب قوية بفضل مؤشرات على نمو اقتصادي في الولايات المتحدة.
السبت 2021/02/06
آمال جديدة بالتحسن

لندن – يمكن لمنظمة أوبك وحلفائها الاحتفال بنجاحهم في انتعاش أسواق النفط العالمية بعدما اجتمع المنتجون في وقت سابق هذا الأسبوع، لكن التحالف الذي تقوده السعودية وروسيا سيواجه قريبا بعض الخيارات الصعبة لتعديل البوصلة مرة أخرى وهذا يتوقف على نمو الطلب.

وأدى تعهد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الشهر الماضي بخفض الإنتاج بمقدار مليون برميل إضافي يوميا إلى دعم الأسواق العالمية ضد الموجة الثانية من جائحة كورونا.

وارتفعت أسعار النفط الجمعة إلى أعلى مستوياتها في عام، لتواصل تسجيل مكاسب قوية بفضل مؤشرات على نمو اقتصادي في الولايات المتحدة واستمرار تعهد منتجين بكبح إمدادات الخام.

وفي الوقت الذي صعدت فيه العقود الآجلة لخام برنت إلى مستوى تجاوز 59 دولارا للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ فبراير العام الماضي، بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 56.5 دولار للبرميل.

وترى فاندانا هاري محللة الطاقة لدى فاندا إنسايتس أن زيادة الثقة في تحسن الاقتصاد والتعافي الوشيك للطلب على النفط كانا حافزين كبيرين لصعود أسعار الخام.

حليمة كروفت: قد نحصل على ملامح أوضح عن القطاع الشهر المقبل
حليمة كروفت: قد نحصل على ملامح أوضح عن القطاع الشهر المقبل

وأبقت أوبك+ على سياستها لإنتاج النفط في اجتماع الأربعاء الماضي، وذلك في مؤشر على رضا المنتجين حيال إسهام تخفيضاتهم الكبيرة في تقليص المخزونات، رغم عدم وضوح توقعات تعافي الطلب مع استمرار الجائحة.

وفي حين أن هذا الارتفاع قد يخفف على أوبك+ من أي حاجة لتعديل سياساتها الشهر المقبل، إلا أن التحالف سيحتاج إلى البدء في التفكير في المدة التي يجب خلالها تقييد الإنتاج، وهو حساب خيم عليه العائد المحتمل للإمدادات من إيران العضو في منظمة أوبك.

لكن في قلب المعضلة يوجد توتر أساسي بين السعوديين وشريكهم الأكثر أهمية في التحالف، روسيا، ففي الوقت الذي سعت فيه الرياض إلى رفع الأسعار لتغطية الإنفاق الحكومي، فإن موسكو تحركت لاستعادة حصتها في السوق.

وتقول حليمة كروفت، كبيرة استراتيجيي السلع في شركة آر.بي.سي كابيتال ماركت، إن “عقيدة وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز تتمثل في تجنب الخطأ عند الحذر وقد نحصل على ملامح الحجج التي سيتم طرحها الشهر المقبل”.

وقررت أوبك وشركاؤها هذا العام استعادة 7.2 مليون برميل من الإنتاج اليومي، أي ما يقرب من 7 في المئة من الإمدادات العالمية واستمروا في التوقف عن العمل بعد إجراء تخفيضات كبيرة في الإنتاج عندما تفشى الوباء الربيع الماضي.

وقد أثبتت قيود الإغلاق فعاليتها، حيث قلبت سوق النفط التي شهدت في أبريل الماضي انخفاض الأسعار لفترة وجيزة إلى ما دون الصفر في نيويورك، وألقت شريان الحياة المالي للمنتجين في جميع أنحاء العالم من الدول الأفريقية الصغيرة إلى الشركات العملاقة.

ومع ذلك، فإن استعادة الإنتاج المتوقف عملية دقيقة، وعلى الرغم من أنه من المقرر أن تقوم أوبك+ بإحياء ما مجموعه مليوني برميل يوميا هذا العام، إلا أنها وافقت على وقف لمدة شهرين بعد الدفعة الأولى البالغة نصف مليون برميل في يناير الماضي.

ويعتقد مايكل مكارثي كبير استراتيجي السوق لدى سي.أم.سي ماركتس أن امتثال أوبك وحلفائها إيجابي، ولكنه قال “علينا بعد ذلك حين نرى مؤشرات على نمو اقتصادي أفضل، وبالتالي فإن الأسعار سترتفع وتنطلق”.

11