استدارة من حكومة الدبيبة نحو جنوب ليبيا

مثل إقليم فزان خلال الأيام الماضية قبلة أعضاء حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة ما يعكس استدارة من الحكومة نحو جنوب ليبيا الذي واجه إهمالا كبيرا في عهد الحكومات السابقة.
سبها (ليبيا) - سرعت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا برئاسة عبدالحميد الدبيبة من وتيرة تحركاتها في سياق استدارتها للجنوب الليبي الذي كان يشكو إهمالا من الحكومات السابقة، وذلك وسط مساع من الدبيبة للإيفاء بالتزامات فريقه الحكومي التي على رأسها إيصال البلاد إلى انتخابات عامة في موعدها المُحدد بـ24 ديسمبر المُقبل.
وفي إطار هذه التحركات التقى عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني الذي يتحدر من الجنوب بالقادة العسكريين لإقليم فزان لبحث توحيد المؤسسة العسكرية.
وقال الكوني في تغريدة له بموقع “تويتر” إن “اجتماعنا مع قادة القوات المسلحة في فزان، وعلى طاولة واحدة، أسس لخطوة ذات أهمية خاصة باتجاه توحيد المؤسسة العسكرية الليبية”، موضحا أن “هذا الهدف يقف على قمة هرم أولوياتنا، وذلك لضمان وحدة وسيادة التراب الليبي، ولإنجاز الاستحقاق التاريخي الذي جئنا من أجله: إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر”.
وتعكس التحركات الأخيرة التي قادها ممثلون عن السلطة الانتقالية التي تسلمت مهامها قبل أشهر في ليبيا، وتصدرتها عدة ملفات على غرار المصالحة الوطنية وتوحيد المؤسسة العسكرية بما يضمن تنظيم انتخابات عامة في موعدها، استدارة نحو إقليم فزان الذي يواجه أصلا تهديدات متزايدة في ظل التوتر الذي تعرفه الجارة تشاد.
وبالرغم من الأهمية التي يكتسيها إقليم فزان باعتباره همزة وصل بين ليبيا ودول أفريقيا جنوب الصحراء، إضافة إلى كونه يُعد مركزا قبليا هاما، إلا أنه لا يزال يعاني إهمالا من السلطات، لكن ممثلي حكومة الدبيبة لا يُخفون أن المنطقة تستحق الإنصاف اليوم.
وشدد موسى الكوني على أن “الوقت قد حان لإنصاف أهل فزان من قسوة الحكومات والانتصار لهم إكبارا وإجلالا والتزاما”.
وتابع الكوني في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على “تويتر” مساء السبت “بين الوجع والفخر تحتار المشاعر في فزان والتي ما فتئت، رغم قسوة الطبيعة وقسوة الحكومات وعصف البعد عن المركز، تنتصر للوطن.. وما انفكت، بصبر، وتحمل شامخ، موحدة للأمة جامعة صمام أمان.. شددت لأهلي في فزان على أنه قد حان الوقت لإنصاف الجنوب، أن ننتصر له إكبارا وإجلالا والتزاما”.
وكان الدبيبة قد تعهد بأن يكون الجنوب الليبي من أولويات عمل حكومته، مشددا في فبراير الماضي أي قبل حتى أن تنال حكومته ثقة البرلمان على أن “الجنوب سيكون من أولويات عملنا خصوصا في مجالات الصحة والبنية التحتية والمنشآت النفطية”.
وأدت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش زيارة إلى بلدة القطرون جنوب البلاد واجهت خلالها تشويشا من قبل المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين في امتداد للحملة التي يقودها هؤلاء ضدها على خلفية تصريحاتها بشأن التدخل التركي.
وفي خطوة فريدة من نوعها لمسؤول ليبي أجرت المنقوش زيارة إلى معبر التوم في أقصى الجنوب على الحدود مع النيجر.
كما التقت المنقوش مقرر مجلس النواب صالح قلمة وعضو المجلس الأعلى للدولة الاستشاري الطاهر المكني وعضو المجلس البلدي عمر عمورة وعددا من المسؤولين المحليين وأعيان ونشطاء المدينة الذين رحبوا بخطوتها باعتبار أنها أول وزيرة تصل للقطرون منذ العهد الملكي الذي انتهى في ليبيا في العام 1969.
وتعهدت وزيرة الخارجية للمسؤولين المحليين في القطرون بـ”نقل الصورة الحقيقية عن الوضع في المنطقة والمذاكرات التي قدمت لها إلى مجلس رئاسة الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية”.
وجاءت هذه الزيارة في وقت تواجه فيه حكومة الدبيبة تحديات متزايدة يبقى أبرزها معالجة الملف الأمني واستكمال المصالحة الوطنية لتهيئة المناخ اللازم لتنظيم الانتخابات بشقيها الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر المُقبل.
ولكن، يبدو أن هذه التحديات لم تحجب على حكومة الوحدة الوطنية ضرورة الاهتمام بإقليم فزان الذي ظل لفترة كبيرة يواجه الإهمال رغم التحديات الأمنية التي واجهها وسط التوتر المتزايد الذي تعرفه تشاد والنيجر المجاورتان.
وأدى مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي في وقت سابق متأثرا بإصابته على الجبهة عقب فوزه بولاية رئاسية سادسة إلى ارتفاع الأصوات المنادية بضرورة إيلاء أهمية قصوى من حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي للجنوب الليبي.
وأجرى وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية محمد عون زيارة إلى الجنوب حيث التقى احميد حومة النائب الثاني لرئيس البرلمان، وعضوي المجلس الهادي الصغير وعبدالسلام محمد.
وبحث عون الإسراع بإنشاء مصفاة في الجنوب، وتوظيف الشباب الخريجين، خصوصا في تخصصات النفط والغاز.