استخدام تلغرام جريمة يعاقب عليها القانون في إيران

طهران - دعا المتحدث باسم القضاء الإيراني إلى انسحاب المواطنين الإيرانيين من تطبيق تلغرام الآمن، مهددا بمحاسبة من ينتهك القرار “جنائيا”، وذلك بينما تستمر الاحتجاجات والإضرابات العمالية في مختلف المحافظات الإيرانية.
وقال غلام حسين محسني ايجئي في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين (إيسنا)، إنه في أول تعميم لنائب الرئيس الإيراني حول تلغرام، تم الإعلان عن “قيود” بحيث يعد عدم الامتثال لها بمثابة “ارتكاب جريمة”.
وأصدر إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني حسن روحاني، في أبريل الماضي، تعميما لجميع الأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة ينص على الانتقال إلى شبكات التواصل الاجتماعي المحلية بعد قرار حظر التطبيقات ومواقع التواصل الأجنبية.
بدوره أعلن القضاء الإيراني في نفس الشهر، حجب تلغرام بتهمة “تحريض الناس على أعمال الشغب” في إشارة إلى الدور الذي لعبه هذا التطبيق أثناء الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، لكن ملايين الإيرانيين مازالوا يستخدمون التطبيق من خلال برامج كسر الحجب (البروكسي) وكذلك الـ”في.بي.إن”.
ويستخدم الصحافيون تطبيق تلغرام من ضمن حوالي 45 مليون شخص في إيران، باعتباره آمن ويحميهم من القرصنة، لكن المتحدث باسم القضاء الإيراني لم يستثنيهم من القرار وقال “بعض التعليمات، إذا انتهكها الشخص، فقد يؤدي ذلك أيضا إلى جريمة”.
ملايين الإيرانيين تجاهلوا حظر تلغرام ومازالوا يستخدمون التطبيق من خلال برامج كسر الحجب "البروكسي"
وكان نائب المدعي العام الإيراني عبدالصمد خورام أبادي، الذي يرأس لجنة التحقيق في جرائم الإنترنت، أعلن أن الحظر على تلغرام يشمل القطاع الصناعي والنقابات أيضا، وذلك مع استمرار الإضرابات العمالية.
وكانت العقوبات الأميركية، الخميس الماضي، صنفت عبدالصمد خورام أبادي، مع شخصيات إيرانية رفيعة أخرى بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وفرض الحجب والرقابة على الإنترنت، ومن بينهم أبوالحسن فيروز آبادي، رئيس المجلس الأعلى للفضاء السيبراني، وعبد علي عسكري، رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون.
وأعلن خُورّام آبادي، في وقت سابق عن إشراك حوالي 18 ألفا من منتسبي ميليشيات التعبئة الشعبية (الباسيج) التابعة للحرس الثوري، في مراقبة محتوى الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي انتقدته منظمات حقوقية وقالت إن السلطات تقمع حرية التعبير وتخشى توثيق ونقل ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان إلى الخارج أو تغطية الاحتجاجات الشعبية.
وأطلق ناشطون إيرانيون حملة في العاصمة طهران، الشهر الماضي، قاموا خلالها بإلقاء طائرات ورقية مصممة على شكل شعار تطبيق “تلغرام” الشهير الذي حجبته السلطات، وهي طريقة جديدة من الاحتجاج على حجب تطبيق تلغرام بدأ في روسيا.
وتداول الإيرانيون عبر مواقع التواصل، مقطعا يظهر مجموعة من الشبان والفتيات تجمعوا في إحدى ساحات العاصمة طهران، وهم يطلقون عددا كبيرا من الطائرات الورقية التي تحمل شعار تلغرام احتجاجا على قرار السلطات الأخير بإغلاق التطبيق الذي يستخدمه أكثر من 45 مليون مواطن.
وتريد السلطات الإيرانية استبدال التطبيقات الأجنبية بالتطبيقات المحلية الإيرانية مثل “سروش” و”كب” الداخليتين، لكن نوابا وناشطين احتجوا على ذلك قائلين إن المواطنين لا يثقون بالتطبيقات الداخلية في ظل سيطرة أجهزة الاستخبارات والحرس الثوري عليها.
وكان إعلان مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، في خطوة رمزية إغلاق قناته عبر تلغرام، الشهر الماضي، بسبب ما قال إنه “من أجل حماية المصالح الوطنية وإلغاء احتكار الفضاء الإلكتروني من قبل التطبيقات الأجنبية” إيعازا مباشرا بحظر التطبيق.
كما أعلن الموقع الإعلامي للحكومة الإيرانية عن إغلاق الحساب الرسمي للرئيس حسن روحاني على تلغرام، وذلك دعما للشبكات المحلية البديلة.