استثناء بلينكن للكويت في جولته الإقليمية يثير الجدل على مواقع التواصل

مغردون كويتيون ينتقدون تحول الدفاع عن القضية الفلسطينية إلى "هياط" داخلي وعدم تأثيره خارجيا.
الأربعاء 2023/10/18
"الهياط" يقسم الكويتيين

انتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ضعف السياسة الخارجية للحكومة الكويتية وعدم تأثيرها في القضايا الراهنة رغم مواقف السياسيين الكويتيين “القوية” نصرة للقضية الفلسطينية، معتبرين أن ما يحدث داخل الكويت صفر على الشمال لا يمنح الكويت أي دور، وهو السبب وراء استثناء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الكويت من جولته الإقليمية.

الكويت - عبر كويتيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن انزعاجهم بسبب استثناء بلادهم من زيارات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى دول المنطقة لحل الأزمة بين إسرائيل وحماس وتجاهل زعماء العالم الاتصال بالمسؤولين في بلادهم رغم مواقف الكويت القوية، متسائلين عن مدى تأثير السياسة الخارجية في ظل الحكومة الحالية وإن كانت “صفرا على الشمال”.

وانبرت وسائل إعلام كويتية عديدة للرد على الاتهامات الموجهة إلى الحكومة بشأن مدى تأثير وحضور السياسة الخارجية الكويتية في محيطها الإقليمي، خصوصا بالنسبة إلى القضية الفلسطينية التي يعتبرها الكثير من الكويتيين “قضيتهم الأولى” ويرفضون أي حديث يخالف ذلك. في المقابل انتقد معلقون “الهياط” (الاستعراض الفج) من فئة من الكويتيين كطريقة لإظهار الدعم للقضية الفلسطينية، حتى أنهم أطلقوا على ساحة الإرادة التي تحتضن التظاهرات المساندة للفلسطينيين عادة اسم “ساحة الهياط”.

وحاول الإعلام توجيه الرأي العام بشأن تجاهل الكويت في القضية الفلسطينية. وقالت صحيفة “الراي” الكويتية، نقلا عما قالت إنه مصادر دبلوماسية كويتية رفيعة، إن “عدم زيارة بلينكن للكويت ليست انتقاصاً من الدبلوماسية الكويتية على الإطلاق، لكنها تعود إلى أسباب، أولها أن لا علاقة للكويت مع الكيان الصهيوني وبالتالي لا يوجد أي دور يمكن أن تقوم به للوساطة، وثانيها أن لا علاقة رسمية للكويت مع منظمة حماس وبالتالي أيضاً لا يوجد أي دور يمكن أن تقوم به للوساطة من أجل إطلاق سراح الأسرى أو ما شابه، وثالث الأسباب وأهمها الموقف الكويتي الثابت والقوي منذ اليوم الأول للحرب والذي لم يدن دفاع الشعب الفلسطيني عن نفسه وحمّل إسرائيل كامل المسؤولية عن التصعيد الحاصل”.

وسائل إعلام كويتية ردت على الاتهامات الموجهة إلى الحكومة بشأن مدى تأثير السياسة الخارجية في محيطها الإقليمي

وأضافت أن الجهود الدبلوماسية العربية والإقليمية والدولية تتسارع مع انعقاد اجتماع في مسقط لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، واجتماع منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء في جدة، وقمة يوم السبت المقبل في القاهرة.

وجدد مجلس الوزراء رفض الكويت القاطع لدعوات إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين قسريا من قطاع غزة، مناشداً المجتمع الدولي ومجلس الأمن التدخل الفوري لإيقاف التصعيد الخطير ووضع حد لهذه الحرب الشعواء.

لكن البعض رأى أن هذه المواقف غير مؤثرة على الصعيد الإقليمي، وكتب مدون:

nwn312@

وانبرى ناشطون للرد على التساؤلات وعلى المنتقدين للحكومة ودورها في القضايا الراهنة، مستعينين بالروايات الرسمية في وسائل الإعلام المحلية، وكتب ناشط:

KHALID_ALRASHED@

وشرح آخر مسببات عدم الزيارة:

Abdulaziz_anjri@

وقال مغرد مظهرا مواقف الكويت:

docshayji@

وتستمر استثنائية #الكويت…

42 نائبا = 84 في المئة من نواب مجلس الأمة الكويتي المنتخبين الخمسين يطالبون بعقد جلسة طارئة رغم عطلته، للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفْض حرب إبادة غزة والتطهير العرقي…! أتعبتِ الآخرين يا كويت! #الكويت_بجانبكم.

وهلل البعض للموقف الرسمي الكويتي بشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي منذ عقود، قائلا إن الموقف لم يتغير ومستمر على ثباته، وكتب أحدهم:

travelers_gulf@

وتوالت تصريحات السياسيين والمسؤولين الكويتيين بشأن الحرب على غزة، وغزا المغردون الكويتيون موقع إكس لنشر تغريدات متضامنة مع غزة وتخوين من له موقف مغاير من الحرب.

في المقابل قال معلقون إن ما يفعله بعض الكويتيين يندرج في إطار “الهياط”. وطالب بعض المغردين الخليجيين من الكويتيين الذهاب إلى غزة للدفاع عنها إن كانوا جادين.

وغرد الكاتب خالد بن ثاني:

k_b_th@

الآن الكهرباء مقطوعة في غزة وهؤلاء بعد أن هتفوا وهايطوا لمدة نصف ساعة عادوا إلى بيوتهم التي فيها مكيفات وكل سبل الراحة ولن يفيدوا أهل غزة بشيء، لن يحاربوا معهم ولن يعطوهم كهرباء، هي مجرد وقفة للتصوير ووسائل التواصل والترند وليست وقفة جادة، ولكن هل يوجد عاقل يفهم هذا الكلام؟ لا.

وعلق مغرد على صبغ كويتيين لأغطية المجاري في الشوارع بألوان العلم الإسرائيلي تضاما مع الفلسطينيين قائلا:

bo_abdullah_10@

 

وسخر آخر:

r_almulihi@

لو أن دولة الكويت غدا تخصص حافلة نقل لميدان الهياط وتطلب ممن يرغب في التوجه إلى فلسطين ركوب الحافلة فسوف يخلو الميدان من مرتاديه وتراهم على بعد عشرين كيلومترا عن ساحة الهياط.

ورأى معلقون أن تصريحات السياسيين، وغيرها من المواقف التي أطلقها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ليست ذات تأثير بوجود القواعد الأميركية في الكويت، إذ أن الولايات المتحدة منخرطة في الصراع عبر دعمها اللامشروط واللامحدود لإسرائيل، وجاء في تعليق:

abdulelah_b1@

صمود الكويت يبقى الاستثناء العربي! عن أي صمود واستثناء عربي تتحدث وأكبر دعم سياسي وعسكري لإسرائيل من أميركا التي تتواجد قاعدتها العسكرية في أرضكم! وإذا كانت عندكم حرية وديمقراطية فدعنا نر مجلس الأمة يتحدث عن هذه القاعدة بكلمة! دعوا الهياط واعرفوا قدر أنفسكم.

وشن آخر هجوما على بعض أبناء الكويت الذين يحاولون استصغار مكانتها، وساق الدلائل والبراهين على أهمية موقفها وثباتها، وقال:

Jarallah_2@

يذكر أن نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد أعرب عن اعتزازه وفخره بـ”موقف دولة الكويت قيادة وحكومة وشعباً الرافض للاحتلال الصهيوني والداعم للقضية الفلسطينية”.

وتابع “نحن فخورون بالمرسوم الأميري الصادر في سنة 1967 بأن الكويت في حالة حرب مع العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة، والذي مازال سارياً حتى اليوم، ما يعكس الثبات الكويتي في نصرة الحق”.

5