استثمار عُماني واعد لتنظيف قطاع الحديد

الحكومة تبذل جهودا كبيرة تستهدف استخدام مصادر طاقة أنظف لتلبية المتطلبات الصناعية وتحقيق التوجّه الإستراتيجي في استخدام الطاقة البديلة.
الاثنين 2022/12/05
خطوة باتجاه إزالة الكربون

مسقط – تقدمت سلطنة عمان خطوة أخرى باتجاه إزالة الكربون بعدما أطلقت مشروعا واعدا الأحد يتعلق بتنظيف عمليات الإنتاج في قطاع الصلب والحديد.

ووقعت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والحرة مذكرات تفاهم مع مجموعة جندال شديد لاستثمارات تقدر بنحو 3 مليارات دولار من أجل إقامة مصنع إنتاج الحديد الأخضر، وهو باكورة المشاريع في هذا المجال.

وأوضحت في تغريدة على حسابها في تويتر أن المصنع سيقام في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهو يهدف إلى توفير الحديد لقطاع السيارات والسلع الاستهلاكية.

وأشارت في بيان إلى أن مجموعة جندال شديد وقّعت اتفاقيّة حجز الأرض لمصنع إنتاج الحديد الأخضر مع شركة ميناء الدقم بمساحة تقدر بكيلومترين مربعين.

كما وقعت الهيئة مذكرة تفاهم مع شركة الخدمات المركزية مرافق لتوفير عدد من مستلزمات المشروع.

وأكد علي السنيدي رئيس الهيئة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن المشروع يُعد الأول بهذا الحجم ومن المتوقع أن ينتج 5 ملايين طن من الحديد الأخضر عند اكتمال البنية الأساسية.

وأوضح السنيدي أن ما يميّز المشروع استخدامه للطاقة النظيفة، ما يعني أن منتجات البلاد في السنوات القادمة ستكون صديقة للبيئة.

وتبذل الحكومة جهودا كبيرة تستهدف استخدام مصادر طاقة أنظف لتلبية المتطلبات الصناعية وتحقيق التوجّه الإستراتيجي في استخدام الطاقة البديلة والموارد الطبيعية المستدامة.

ويأتي هذا المشروع ضمن أولويات رؤية “عُمان 2040″، وهو يخدم أيضا الإستراتيجية الحكومية الشاملة للاستثمار في خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.

وقال أحمد الذيب نائب رئيس الهيئة إن “إنشاء مشروع جندال شديد لإنتاج الحديد الأخضر يعد قيمة مضافة للصناعات الثقيلة في المنطقة”.

3

مليارات دولار قيمة المشروع الذي ستتم إقامته في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم

وأضاف أن “توقيع الاتفاقية ومذكرات التفاهم يعد دليلاً على أهمية منطقة الدقم كوجهة رائدة وجاذبة للمشاريع الإستراتيجية الكبيرة التي ستستفيد من الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر؛ نظرًا لتوفّر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مدار العام”.

وأكد الذيب أن ذلك الأمر سيشجّع على جذب المزيد من الاستثمارات في الصناعات الخضراء، ومشاريع الطاقة المتجددة إلى سلطنة عُمان بشكل عام والدقم بشكل خاص.

وخلال الفترة الأخيرة كثفت مسقط خطواتها باتجاه تجسيد رؤيتها المستقبلية في مجال تخفيف الانبعاثات الضارة، وذلك بتدشين أول منشأة لتدوير الكربون في المنطقة الحرة بمدينة صحار.

وافتتحت المنطقة في منتصف الشهر الماضي مصنع سانفيرا للكربون، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 600 ألف طن سنويا من الفحم البترولي المكلسن، ونحو 24 ميغاواط من الكهرباء سنويا عبر البخار المنتج.

ويأتي المصنع ضمن شراكة عُمانية – هندية ممثلة بالشركة العُمانية لتنمية الاستثمارات (تنمية)، وشركة المتحدة للأعمال التجارية العمانية، وشركة سانفيرا للصناعات المحدودة الهندية.

وتسعى مسقط لأن تكون ضمن كوكبة الدول التي تعمل على تفعيل رؤيتها للتحول المستدام الذي باتت دول المنطقة تستثمر فيه، مستفيدة من المقومات الرئيسية التي تتمتع بها، بما فيها جذب المزيد من المستثمرين العرب والأجانب.

وتؤكد وزارة الطاقة والمعادن أن المصنع يشكل لبنة لتوفير منتجات ذات قيمة صناعية عالية وتستخدم في صناعات الألومنيوم وعدد من الصناعات التعدينية الأخرى.

11