استثمارات قطرية تعزز قاعدة العديد وتوجه إماراتي نحو عرش الذكاء الاصطناعي

الدوحة/أبوظبي - كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس عن استثمار قطري ضخم بقيمة عشرة مليارات دولار في الأعوام المقبلة في قاعدة العُدَيد الجوية، وهي أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وذلك في وقت تطمح الإمارات لتبوؤ عرش الذكاء الاصطناعي.
وذكر، في كلمة ألقاها أمام القوات الأميركية في القاعدة خلال جولته في الخليج، أن قيمة المشتريات الدفاعية القطرية من الاتفاقات التي أبرمتها أميركا الأربعاء تبلغ 42 مليار دولار.
وتأتي هذه التصريحات قبل وصول ترامب إلى الإمارات، التي يتطلع قادتها للحصول على دعم أميركي لتحويل الدولة الخليجية الغنية لرائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأطلقت الإمارات استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي 2031، تهدف إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031. وتركز الاستراتيجية على تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية، بما في ذلك النقل والصحة والفضاء والأمن.
وضخت الإمارات استثمارات كبيرة في بناء البنية التحتية اللازمة لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مراكز البيانات المتقدمة والحوسبة السحابية.
وتسعى أيضا بنشاط إلى إقامة شراكات دولية مع الشركات الرائدة والمؤسسات البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي لتبادل الخبرات وتسريع وتيرة التطور.
وأطلقت الحكومة الإماراتية العديد من المبادرات لدعم الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل إنشاء "مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي" و"جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي".
ولا يقتصر اهتمام الإمارات على البحث والتطوير النظري للذكاء الاصطناعي، بل يمتد ليشمل تشجيع وتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة لتحسين الكفاءة وتقديم خدمات أفضل.
وفي هذا السياق، ذكرت رويترز الأربعاء أن هناك اتفاقا مبدئيا بين الولايات المتحدة والإمارات يسمح للدولة الخليجية باستيراد 500 ألف وحدة سنويا من الرقائق الأكثر تقدما من إنتاج إنفيديا اعتبارا من العام الجاري.
ومن شأن هذه الصفقة أن تعزز بناء الدولة لمراكز البيانات الضرورية للغاية لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. إلا أن مصادر قالت إن الاتفاقية أثارت مخاوف تتعلق بالأمن القومي لدى دوائر في الحكومة الأميركية وقد تتغير بنودها.
وشهدت جولة ترامب بالخليج توقيع سلسلة من الاتفاقيات التجارية، تضمنت صفقة مع الخطوط الجوية القطرية لشراء ما يصل إلى 210 طائرات بوينغ عريضة البدن والتزاما بقيمة 600 مليار دولار من السعودية للاستثمار في الولايات المتحدة و142 مليار دولار في مبيعات الأسلحة الأميركية للرياض.
وشهدت الزيارة أيضا زخما دبلوماسيا. وأعلن ترامب بشكل مفاجئ الثلاثاء عزم الولايات المتحدة رفع العقوبات المفروضة منذ فترة طويلة على سوريا، والتقى لاحقا بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع. وحثّ الشرع على تكوين علاقات مع إسرائيل.
والتقي ترامب في أبوظبي برئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعدد من القيادات. ومن المرجح أن يكون الذكاء الاصطناعي محور التركيز في هذه المحادثات.
وجعل ترامب من تحسين العلاقات مع بعض دول الخليج هدفا رئيسيا لإدارته. وإذا اجتمعت جميع الصفقات المقترحة لدول الخليج، والإمارات تحديدا، فإن المنطقة ستصبح مركز القوة الثالث في المنافسة العالمية على الذكاء الاصطناعي بعد الولايات المتحدة والصين.
وكان ترامب قد طرح إمكانية زيارة تركيا للانضمام إلى المحادثات بين روسيا وأوكرانيا قبل العودة إلى واشنطن، لكن مسؤولا أميركيا قال الأربعاء إن الرئيس لن يتوقف هناك.