استبعاد نجم النشرة الجوية من عمله يثير ضجة في تونس

تونس - أثارت قضية استبعاد المهندس محرز الغنوشي من تقديم النشرة الجوية إثر شهادته في دعوى تحرش تقدمت بها إحدى زميلاته ضد مسؤول في المعهد الوطني للرصد الجوي، جدلا واسعا في تونس، وتحولت إلى قضية رأي عام.
وتضامن رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الغنوشي الذي يقدم النشرة الجوية في القناة الوطنية التونسية، ويلاقي إعجاب الجمهور بخروجه عن الطريقة التقليدية في التقديم، فقد قام بتقديم النشرة من أماكن مختلفة مثلا في المباريات يلبس قميص المنتخب التونسي ويقدم النشرة من أقدم ملعب تونسي أو باللباس التقليدي التونسي وفي مكان سياحي، أو أثناء رصد هلال شهر رمضان من مكان الرصد.
وتم تجميد عمل الغنوشي بذريعة عدم تمكينه من الترخيص الإداري اللازم من قبل الإدارة العامة للمعهد الوطني للرصد الجوي. وأكدت وسائل إعلام محلية أنه تم استبعاد الغنوشي من تقديم النشرة الجوية على القناة الوطنية بسبب شهادته في قضية تحرش تم حفظها لعدم كفاية الأدلة.
محرز الغنوشي منع من تقديم النشرة الجوية على القناة الوطنية بسبب شهادته في قضية تحرش تم حفظها لعدم كفاية الأدلة
ووفق التقارير المحلية فإن فتاة تعمل في المعهد الوطني للرصد الجوي تعرضت للتحرش من قبل أحد المديرين فلجأت إلى محرز الغنوشي الذي أنصفها وشهد لصالحها، وبعد هذا الموقف تم استبعاد محرز الغنوشي من تقديم النشرة الجوية. وأفاد الغنوشي أنه تقدم بشكوى رسمية إلى رئاسة الجمهورية بخصوص ما يتعرض له في مقر عمله بالمعهد الوطني للرصد الجوي من انتهاكات وصلت إلى حد تجميده ومنعه من تقديم النشرة الجوية على شاشة القناة الوطنية الأولى. وأوضح الغنوشي أن المشكلة بدأت منذ تقديمه شهادة للقضاء بخصوص شبهة تعرض زميلته إلى التحرش من قبل مسؤول بمقر عمله، مشيرا إلى أنه قدم أيضا معطيات تتعلق بتعيين أشخاص لهم ولاءات سياسية، متابعا أنه تعرض أيضا إلى شكوى وعريضة اعتبرها كيدية لوزير النقل قصد التضييق عليه.
وتعاطف ناشطون مع الغنوشي على مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب مدون على فيسبوك:
الأخ والصديق محرز الغنوشي عرفناه في تقديم النشرة الجوية التلفزيونية في القناة الوطنية هذا المهندس الشاب قد لا نراه مجددا نظرا لعدم تمكينه من الترخيص الإداري اللازم من طرف الإدارة العامة للمعهد الوطني للرصد الجوي.. اليوم محرز الغنوشي يدفع ثمن شهادته بالحق في دعوى تحرش تقدمت بها إحدى زميلاته.. اليوم يتم استبعاده بعد تواصل الدسائس والهرسلة (التضييق) والاستهداف الإداري.. محرز الغنوشي قال كلمة حق في زمن يتستر فيه أشباه الرجال من أجل تجاوزاتهم الإدارية…
ودوّن الإعلامي سمير الوافي:
صديقنا محرز الغنوشي شخص خلوق ومحبوب ومحترم وكفاءة مهمة في مجاله…ظهر في النشرة الجوية فأحبه المشاهدون وتعودوا عليه ووثقوا به…كاريزما وروح خفيفة وكفاءة… ولكن محبة الناس له وشعبيته الكبيرة في برنامج صغير…جلبت له حقد بعض المسؤولين والزملاء على نجاحه وغيرتهم ونقمتهم…وأصر أحدهم على محاربته بعد أن أدلى محرز بشهادة حق فرضتها أخلاقه رافضا التخلي عن زميلته الضحية في قضية تحرش…فظلوا يكيدون له حتى أزاحوه من النشرة واختفى منها عقابا على نجاحه وشجاعته وشهامته مع زميلته…رغم أنه أحد القلائل الذين نجحوا فيها بعد أن تداول عليها فاشلون كثيرون ظهروا وذهبوا بسرعة.
في القنوات المحترمة في كل العالم يحرص المسؤولون على تثبيت الناجحين في مثل تلك البرامج الخدماتية…لأن الناس يتعودون عليهم ويحبونهم ويثقون بهم وتتكون بينهم عِشرة طويلة تقوي التواصل…لكن عندنا النجاح تهمة وجريمة يجب أن نعتذر على ارتكابها.
سيذهب المسؤولون ويتغيّرون ويتداولون…وتظل أنت ثابتا يا صديقي محرز…وسيكون غيابك أقوى من حضور بعضهم.. لا تحزن ولا تقلق.
وقالت ناشطة:
Rima Abid
#كلنا_محرز_الغنوشي كل الدعم للصديق والله لا يستحق هذا الظلم، إنسان قال كلمة حق يقع له كل هذا.. لماذا القمع كلنا محرز الغنوشي إنسان ذو أخلاق عالية رمز الشهامة والإنسانية.

وأشاد الكثيرون خلال حملة المساندة والتعاطف مع محرز الغنوشي بالنجاح الكبير الذي حققه واعتبروا أنه يعد النجم الأول في هذا المجال في تونس لأكثر من سبع سنوات فاز فيها بمحبة التونسيين بأخلاقه الرفيعة ومستواه المتميز في تقديم النشرة الجوية.
وجاء في تدوينة:
Jlali Noureddine
يبدو أن نجم الرصد الجوي والكفاءة العالية في أحوال الطقس…المهندس أستاذنا “محرز الغنوشي”… والذي كان قد أعطى حركية كبيرة على هذا الركن الأساسي في البرمجة التلفزيونية والإذاعية، وقطع مع الطريقة الكلاسيكية في تقديم النشرات الجوية وأضفى عليها مناهج جديدة ومقاربات جديدة بأساليب نوعية مبتكرة…منذ أن تولى تأثيث هذه الفسحة الإعلامية المختصة، قد وقع استبعاده من تقديم النشرة الجوية على الوطنية الأولى.. كل التضامن أستاذنا…ويا جبل ما بهزك ريح…
وإثر الضجة التي أثيرت حول الموضوع، أصدر المعهد الوطني للرصد الجوي بيانا لوسائل الإعلام قال فيه “تبيّن للإدارة العامة الجديدة للمعهد الوطني للرصد الجوي عند توليها مهامها أن محرز الغنوشي الإطار بالمعهد يتعاطى نشاط تقديم النشرة الجوية لقناة تلفزيونية، في غياب إسناد ترخيص مسبق له من قبل مؤسسته، وتمّت دعوته بضرورة التقيد بالتراتيب الجاري بها العمل، خاصة فيما يتعلق بضبط الشروط والإجراءات الخاصة بإسناد الموظفين العموميين ترخيصا لممارسة نشاط خاص بمقابل له علاقة مباشرة بمهامهم وضبط النشاط المتعلق بالأعمال الاستثنائية. وأضاف البيان “فيما يتعلّق بشبهة التحرش والمضايقة التي تم التطرق لها في البرنامج المذكور، فقد تمت معالجة هذا الموضوع بكل جدية داخل الأطر الإدارية الرسمية”.
وقال المعهد الوطني للرصد الجوي إنه يحتفظ بحقه القانوني في الرد على حملة التشهير التي تطاله في شخصه وفي شخص موظفيه، كما سيتولى اتخاذ التدابير الإدارية والتأديبية اللازمة ضد كل من تأكد ثبوته في الإخلال بواجب التحفظ والسر المهني.
وأشار إلى أنه “فيما يتعلّق بحملة التعاطف مع أحد إطاراته، المدعو محرز الغنوشي، فإنّ المعهد الوطني للرصد الجوي يؤكّد أن كافة مسؤوليه وإطاراته وأعوانه سواسية أمام القانون وأن الجميع مدعوّ للامتثال له، أيا كانت صفته أو شهرته، وأنه من المفترض أن تكون ’الشخصيات المؤثرة‛ قدوة للمجتمع وللرأي العام في احترام القانون وعدم تجاوزه”.