استبعاد ذوي الاحتياجات الخاصة من الأنشطة الرياضية يحرمهم من التطور الاجتماعي والصحي

الرياضة تمنح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فوائد فسيولوجية عديدة كالمرونة العضلية واللياقة البدنية، وتحسّن المهارات الحركية والتحكم في الوزن، وتقلّل الإصابة بأمراض القلب والسكري.
الاثنين 2021/12/13
الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة في حاجة إلى رعاية خصوصية

واشنطن – يعتبر الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة في بعض المجتمعات تابعين، ويُنظر إليهم على أنهم عاجزون فيستبعدون بشكل خاص من المشاركة في الأنشطة الرياضية، مما يحرمهم من الفرص الأساسية للتطور الاجتماعي والصحي والترفيهي.

ويؤدي هذا السلوك إلى تعزيز الخمول وتصبح أمراض مثل السمنة ونقص الانتباه والقلق والاكتئاب أكثر شيوعا بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما إثر استبعادهم من ممارسة أي نشاط رياضي.

وفقا لدراسة بعنوان “التقليل من السمنة بين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة” تزداد معدلات السمنة وما يتبعها من أمراض القلب والشرايين بين الأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتقول الدراسة إن السبب الرئيسي لزيادة السمنة بين هؤلاء هو قلة الحركة والنشاط مقارنة بنظرائهم، وإن أحد أهم التحديات هو إيجاد طرق لزيادة النشاط البدني واللياقة البدنية لدى الأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة.

ذلك أن الرياضة تمنح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فوائد فسيولوجية عديدة كالمرونة العضلية واللياقة البدنية، وتحسّن المهارات الحركية والتحكم في الوزن، وتقلّل الإصابة بأمراض القلب والسكري.

إثر استبعادهم من ممارسة أي نشاط رياضي تصبح أمراض مثل السمنة ونقص الانتباه أكثر شيوعا بين هذه الفئة من الأطفال

وقالت ماري كيت مورغان، المختصة في علاج الأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة بشيكاغو، إن “الرياضة بالنسبة إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تمنحهم صحة عاطفية ونفسية أفضل، ولديها القدرة على تحسين المهارات الاجتماعية وتحسين مفهوم الذات، واحترام الذات والقدرة على التواصل مع الأطفال الآخرين وتكوين الصداقات، وكذلك تحسين نوعية حياتهم بشكل عام”.

وأوضحت هيئة الأمم المتحدة في منشور لها أن الرياضة يمكن أن تساعد على الحد من وصمة العار والتمييز المرتبطين بذوي الاحتياجات الخاصة، ويمكن أن تغير موقف المجتمع تجاه هؤلاء الأشخاص من خلال إبراز مهاراتهم وتقليل الميل إلى رؤية الإعاقة بدل رؤية الشخص. وحين يتوفر الوعي لدى الأسرة والمجتمع والدولة يختفي الوصم وتظهر القدرات الحقيقية لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن خلال الرياضة ومنحهم فرصة ممارسة الأنشطة الرياضية تبرز عزيمتهم ويصبحون أبطالا ويجبرون من حولهم على إعادة تشكيل الافتراضات حول ما يمكن للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة فعله وما لا يمكنهم إنجازه. ويمكن تغيير أي رياضة أو نشاط لمنح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مزايا المرونة وتمارين القوة التي تسمح لهم بالبقاء بصحة جيدة.

وبالنسبة إلى الأطفال الذين يستعملون الكراسي المتحركة يمكنهم لعب كرة السلة أو التنس، كما يمكن للأطفال الذين لا يستطيعون استخدام أطرافهم أو الذين يعانون من خلل في الوظائف العقلية الاستمتاع بالفوائد العلاجية لركوب الخيل.

وبحسب المركز الطبي في جامعة روتشستر هناك أنواع محددة من الرياضات والأنشطة التي تناسب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي: السباحة، ركوب الدراجات، كرة القدم، كرة اليد، الرياضة البدنية، رفع الأثقال.

ويشير المركز الطبي إلى أن بعض الألعاب الرياضية لا تحتاج إلى أي تغييرات؛ فمثلا يوفر الطفو الذي يشعر به الطفل -الذي يستخدم الكرسي المتحرك- أثناء السباحة إحساسا بالحرية.

ويمكن تغيير الأنشطة الأخرى لجعلها مناسبة بشكل أفضل، ذلك أنه بمقدور برامج ركوب الخيل العلاجية أن تساعد الأطفال على تعلم ركوب الخيل بالتعليمات الصحيحة، وترشدهم إلى طرق استخدام الأجهزة الخاصة للحفاظ على سلامتهم مهما كانت احتياجاتهم الخاصة.

17