استئناف الرحلات الجوية يكسر القطيعة بين شرق ليبيا وغربها

مطار بنينا الدولي يستقبل أول طائرة قادمة من طرابلس بعد توقف دام أكثر من عام.
الجمعة 2020/10/16
نهاية زمن القطيعة

طرابلس – استأنفت حركة الملاحة بين مطاري بنغازي وطرابلس، باستقبال مطار بنينا الدولي، الجمعة، أول طائرة قادمة من طرابلس بعد توقف دام أكثر من عام.

وتحمل عودة الملاحة بين شرق ليبيا وغربها دلالات رمزية عميقة من شأنها أن تعزز الآمال في إمكانية توصل الفرقاء الليبيين لتسوية شاملة، لاسيما مع بروز مؤشرات عن إرادة دولية للدفع باتجاه حل دائم للأزمة.

وأعلن مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، في بيان، الجمعة، انطلاق أولى الرحلات الجوية بين طرابلس وبنغازي، على أن يكون الإستئناف الرسمي للرحلات اعتبارا من 23 أكتوبر بواقع رحلتين أسبوعياً.

ورحّب رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد عمر بعيو، بإقلاع طائرة الخطوط الجوية الأفريقية من مطار معيتيقة باتجاه مطار بنينا الدولي.

وكتب في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "ها هي طائرة الخطوط الأفريقية ترتفع، وها هي جدران الكراهية والقطيعة بين الإخوة الأرحام أهل الوطن الواحد تزول وتقع، وها هم الرجال الأفذاذ أبناء ليبيا الحبيبة يعملون ويفعلون وينجزون".

وتابع: "غادرت...الرحلة التدشينية للرحلات الجوية المنتظمة لشركات الطيران الوطنية خلال الأيام القادمة بإذن الله بين كل مطارات ليبيا".

وأضاف "الحروب ليست خياراً والانقسام ليس قدراً، والأرحام والرحمة والتراحم والتواصل والتلاحم والتوادد والمحبة هي جميعا القدر الخيار والاختيار لأهل ليبيا الحبيبة، طوبى للوطن الحبيب وأهله ولا عزاء للعملاء الذين حاولوا بكل ما استطاعوا إلغاء هذه الرحلة التاريخية".

وأوضحت وسائل إعلام محلية أن “الطائرة على متنها وفد من مصلحتي المطارات والطيران المدني، للوقوف على تجهيزات المطار، والمساهمة في توفير كل مايحتاجه لإعادة تشغيله والتأكد من تطبيق إجراءات الوقاية من انتشار فايروس كورونا”.

ونشرت صفحة أخبار الطيران الليبي صورة للحظة هبوط الطائرة القادمة من غرب ليبيا إلى بنغازي، بعد أن نشرت تدوينات سابقة تحمل تصاريح النقل الجوي.

ويقع مطار بنينا الدولي، شرقي مدينة بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا، وتم إغلاقه بالتزامن مع انطلاق عملية عسكرية قادها الجيش الليبي ضد الميليشيات في طرابلس خلال أبريل 2019.

وجاء استئناف الطيران بين العاصمة وبنغازي (شرق البلاد) بعد أن استأنفت ليبيا تصدير النفط في الشهر الماضي، إثر إبرام اتفاق بين قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر وأحمد معيتيق نائب رئيس حكومة الوفاق، ينص على استئناف إنتاج وتصدير النفط، ورفع حالة القوة القاهرة في ميناء الزويتينة النفطي في شرق البلاد بعد إجراء تقييم أمني للوضع في الميناء والحقول المتصلة.

ويسود البلد العربي الغني بالنفط، منذ 21 أغسطس الماضي، وقف لإطلاق النار. ودخلت الجهات الليبية في مفاوضات ولقاءات برعاية أممية خلال الأسابيع الماضية، في المغرب والقاهرة وسويسرا من أجل التوصل إلى حل سياسي يخرج البلاد من أزمة أنهكتها طيلة تسع سنوات.

وينتظر أن تنطلق في تونس أشغال الملتقى السياسي للحوار بين الفرقاء الليبيين مطلع نوفمبر المقبل.

وتراجعت حدة التوترات بعد الإعلان عن وقف لإطلاق النار الشهر الماضي من قبل رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، في بيانين منفصلين، ما فتح أبوابا لحلّ الأزمة.