استئناف الجولة الثانية من ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

اجتماع بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي برئاسة ديل كول لبحث الوضع على الخط الأزرق.
الثلاثاء 2020/10/27
مفاوضات على منطقة متنازع عليها غنية بالغاز والنفط

بيروت - تنطلق غدا الأربعاء الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، على وقع استمرار التوتر على في المنطقة الحدودية البرية بين الطرفين.

وأوضحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، أن الوفد الإسرائيلي سيغادر، صباح الأربعاء، لإجراء الجولة الثانية من المفاوضات في مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" بمنطقة الناقورة جنوبي لبنان.

وأوضحت أن المفاوضات ستجرى بمشاركة الوسيط الأميركي جون ديروشيه، فيما لم يصدر تعليق فوري من السلطات اللبنانية بشأن الأمر.

وكان من المفترض عقد جولة التفاوض الاثنين بيد أنه جرى تأجيلها لأسباب تقنية، حسبما نقلت وسائل إعلام لكلا البلدين.

وشهد مقر "يونيفيل" جنوبي لبنان في 14 أكتوبر الجاري، أولى جولات مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وجاءت المفاوضات بعد وساطة أميركية أجراها وزير الخارجية مايك بومبيو، واستغرقت ثلاث سنوات.

وتناولت المفاوضات المنطقة المتنازع عليها بين الجانبين، وتمتد على مساحة 680 كيلومترا مربعا، وتعرف بـ"البلوك رقم 9" وتحتوي ثروات غنية من الغاز والنفط.

وأطلق لبنان، في يناير 2016، أول جولة تراخيص للتنقيب في هذه المنطقة البحرية.

وفي بداية الشهر الحالي، أعلن لبنان وإسرائيل التوصل إلى تفاهم حول بدء مفاوضات برعاية الأمم المتحدة في مقرها في مدينة الناقورة الحدودية، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها "تاريخية" بين دولتين في حالة حرب.

ورفضت قيادتا "حزب الله" وحركة "أمل" الوفد المفوض من الجانب اللبناني، عبر بيان أصدرتاه قبيل ساعات من انعقاد الجلسة الأولى.

وقبيل انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات، انعقد، الثلاثاء، اجتماع عسكري استثنائي جمع ضباطا لبنانيين وإسرائيليين والقائد العام لبعثة "يونيفيل" اللواء ستيفانو ديل كول لبحث الوضع على الخط الأزرق.

وتركز الاجتماع، بحسب بيان صادر عن اليونيفل، "على الوضع على طول الخط الأزرق والانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تدخل في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701".

وأكد ديل كول خلال الاجتماع على "أهمية المنتدى الثلاثي، باعتباره آلية تهدف إلى الحد من التوتر ومنع أي سوء فهم بين الأطراف وإيجاد الحلول".

وقال "لدينا فرصة فريدة لإحراز تقدم كبير في القضايا الخلافية على طول الخط الأزرق".

وأضاف "أود أن أدعوكم إلى المضي إلى أبعد مما حققناه وإكمال العمل على النقاط العالقة على النحو الذي شجع عليه قرار مجلس الأمن الدولي 2539".

والخط الأزرق هو خط رسمته الأمم المتحدة في العام 2000 بمقتضى القرار 1701، بهدف التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، وهناك خلافات بشأن مناطق يشقها هذا الخط حيث تعتبر الدولة اللبنانية أنها تقع ضمن أراضيها، في مقابل ذلك تنسبها إسرائيل لنفسها.

ويحصر لبنان هذه المناطق في 13 نقطة تمتد من مزارع شبعا إلى بلدة الناقورة في قضاء صور جنوب البلاد.

يذكر أن الاجتماعات الثلاثية تعقد بانتظام تحت رعاية اليونيفيل منذ نهاية حرب عام 2006 في جنوب لبنان، وهي آلية أساسية لإدارة النزاع وبناء الثقة.