ازدهار الرياضات النسائية في كردستان العراق بفضل الدعم الأسري

تميزت النساء والفتيات في إقليم كردستان العراق بفضل البيئة المحفزة التي كانت لهن الداعم الرئيسي في ممارسة الرياضات المختلفة وفي تحقيق طموحاتهن بالتميز فيها. وتلعب الأسر الدور الأهم في دعم الرياضات النسوية في الإقليم بحيث تتيح هامشا من الحرية لبناتها في اختيار الرياضة التي تناسبهن وتدعمهن عائلاتهن كما المجتمع في تحقيق التميز والنجاح على المستويين المحلي والدولي.
أربيل (العراق) – يعوّل المنتخب العراقي النسائي للدراجات الهوائية في تحقيق نتائج جيدة في البطولات العالمية، على لاعبات منحدرات من كردستان بفضل ما يتوافر في هذا الإقليم من تجهيزات ومدربين أصحاب خبرة.
ويضم هذا المنتخب خمس رياضيات من بينهن ثلاث من كردستان.
وسمح توافر أماكن ومسارات ملائمة للتدريب ووجود مدربين من ذوي الخبرة والكفاءة في هذا الإقليم، بازدهار ونمو سريع لهذه الرياضة في صفوف النساء. أما في المحافظات الخمس عشرة الأخرى في البلاد فالرياضة النسائية موجودة، لكنها تواجه صعوبات في إيجاد التمويل والحصول على التجهيزات وفي توفر رياضيات.
وتطورت الرياضات النسائية في الإقليم الشمالي لأسباب عديدة، أبرزها هامش الحرية الواسع وتشجيع الأسر والعائلات بناتها على ممارسة الرياضة، بحسب راندي متي أفرام مدرب نادي “أكاد” في الكرة الطائرة للسيدات في أربيل كبرى مدن كردستان.
ويقول أفرام “هناك انفتاح نسوي كبير على الرياضة في محافظات الإقليم، مقارنة مع مناطق جنوب العراق”، مضيفا أنه شخصيا طالما دعم زوجته ميرنا نجيب (25 عاما) التي عادت إلى النادي قبل شهر مع طفلتهما البالغة من العمر سبعة أشهر.
وتقول ميرنا التي تزور النادي ثلاث مرات أسبوعيا “لم أفكر إطلاقا في أن أترك ممارسة الكرة الطائرة (..) حتى وأنا حامل كنت أمارس اللعبة على الرغم من محاولات منعي من ذلك”.
وتؤكد “كل شيء يتوافر هنا للاعبات، قاعات حديثة للتدريب واهتمام من قبل الأندية، فضلا عن المدربين ذوي الخبرة”.
ونتيجة لذلك تحقق العراقيات من كردستان نتائج جيدة في المسابقات الوطنية والدولية.
وغالبا ما يتم استدعاء لاعبات كرة الطائرة من نادي “أكاد” إلى المنتخب الوطني لتمثيل العراق في مسابقات خارجية. وخلال البطولة العربية للدراجات الهوائية التي نظمت في الجزائر في سبتمبر الماضي حققت العراقيات برونزية سباق البدل بفضل فريق ضم ثلاث رياضيات كرديات من أصل أربع.
وقد حصدت هدير نعمة ميدالية برونزية في سباق ضد الساعة ومزدة رفيق ميدالية فضية في السباق الفردي.
وتقول مزدة رفيق (20 عاما)، التي تأتي من السليمانية لتتدرب في أربيل، “أمنيتي منذ الطفولة أن أصبح متسابقة دراجات” وقد تحقق ذلك بفضل “مساندة المجتمع والأهل”.
ويرى عضو الاتحاد العراقي للكرة الطائرة خالد بشير أن “وجود القاعات الرياضية المتطورة العائدة إلى الأندية في إقليم كردستان، فضلا عن تمتع تلك الأندية بملحقات ومنشآت، يجعلانها أندية متكاملة حتى على الجانب الترفيهي وليس الرياضي فقط، ويجعلانها أماكن تجمع للعائلات”.
وشاركت 11 ناديا من كردستان من أصل 15 في بطولة نسوية للكرة الطائرة أقامتها وزارة الشباب والرياضة.
وتقول وسن حنون عضو الاتحاد العراقي لكرة السلة ومسؤولة اللجنة النسوية فيه “عندما تقام بطولة محلية (..) تشارك سبعة فرق نسوية من كل مدن العراق من بينها ثلاثة فرق من مدن إقليم كردستان. هذا يعكس ازدهار الرياضات النسوية في مدن الإقليم”. ولا تغيب الرياضة النسوية تماما عن المحافظات العراقية الأخرى، لكن العادات والتقاليد تفرض نفسها في مجتمع تسيطر عليه النزعة العشائرية، ما يشكل عقبات أمام النساء.
لكن حتى الثمانينات كانت كل محافظات الجنوب تضم أندية رياضية نسائية. إلا أن أعمال العنف وظهور النزعة المحافظة في المجتمع أثرا سلبا على هذه الفرق.
ويقول رئيس الاتحاد العراقي لكرة السلة حسين العميدي إن “الحالة الاجتماعية المستقرة والاستقرار الأمني في الإقليم يقفان وراء التفوق الرياضي للفرق النسوية”.