ازدهار أنشطة الحوسبة السحابية يقفز بأرباح أمازون

نيويورك- أعلنت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة أمازون أن أرباحها للربع الأول من 2024 تضاعفت ثلاث مرات، مع ازدهار أعمالها في قطاع الحوسبة السحابية والإعلانات وتجارة التجزئة.
وارتفع سعر أسهم الشركة بنحو واحد في المئة في تعاملات ما بعد الإغلاق إثر نشر النتائج، وسط مراقبة بورصة وول ستريت عن كثب لتأثيرات الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى التكاليف المرتبطة به.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أمازون آندي جاسي في بيان إعلان الأرباح الثلاثاء الماضي، “لقد كانت بداية جيدة لهذا العام في جميع مجالات الأعمال”.
وأعلنت الشركة، ومقرها سياتل، عن أرباح بقيمة 10.4 مليار دولار، من إيرادات إجمالية بلغت 143.3 مليار دولار، مقارنة بأرباح قدرها 3.2 مليار دولار من أصل إجمالي مبيعات بلغ 127.4 مليار دولار بمقارنة سنوية.
وقال المدير الإداري لشركة غلوبال داتا نيل سوندرز في مذكرة للمستثمرين “تفتتح أمازون عامها المالي الجديد بمجموعة قوية من الأرقام التي تظهر أنها تخلصت في الغالب من الضغوط في الاقتصاد الاستهلاكي”.
وسجلت متاجر أمازون الإلكترونية ارتفاعا في مبيعاتها بنسبة سبعة في المئة في هذا الربع، رغم الضغوط الكبيرة من شركات منافسة مثل شي إن وتيمو، وفق سوندرز.
وقال سوندرز “لا تزال بيانات عملائنا تظهر أن أمازون تشكّل نقطة محورية للمستهلكين الباحثين عن القيمة مقابل المال والراحة”. وأضاف “نعتقد أيضا أن المشتركين بخدمة برايم يلجؤون بدرجة أكبر إلى أمازون لتحقيق أقصى قدر من القيمة من اشتراكاتهم”.
ويشير النمو في مبيعات المتاجر عبر الإنترنت إلى أن التحول الذي شهدته أعمال التجارة الإلكترونية في أمازون العام الماضي لا يزال مستمرا، على ما اعتبر كبير محللي إي ماركتر بليك دروش.
واعتبر دروش أنه رغم أن أعمال التجارة الإلكترونية الأساسية لم تعد المحرك الأكبر للنمو، إلا أنها تظل عنصرا أساسيا لدى أمازون، خصوصا في “دفع أعمالها الإعلانية”.
وقال جاسي إن “جاذبية قدرات الذكاء الاصطناعي تدفع الشركات إلى تحديث البنى التحتية بالاعتماد على قسم الحوسبة السحابية (أي.دبليو.أس) في أمازون، والذي يسير على الطريق الصحيح لجلب مئة مليار دولار للمجموعة العملاقة على مدى عام”.
وأوضح في مكالمة هاتفية حول الأرباح “لقد شهدنا زخما كبيرا على جبهة الذكاء الاصطناعي”، مشيرا إلى أن “الشركات تسعى إلى تحقيق هذا الهدف المتاح بسهولة نسبيا والمتمثل في تحديث بنيتها التحتية”.
وأظهرت أرقام الأرباح أن إيرادات أي.دبليو.أس في الربع المنتهي أخيرا بلغت 25 مليار دولار، مقارنة بنحو 21.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأشار جاسي أيضا إلى الأعمال الإعلانية الناشئة في أمازون والتي تكتسب زخما في متجرها الإلكتروني وخدمة أمازون برايم للبث التلفزيوني. وذكرت أمازون أن الإعلانات درّت 11.8 مليار دولار، بزيادة قدرها 24 في المئة عن الربع نفسه من العام السابق. ولفت جاسي إلى أن شركة التكنولوجيا العملاقة تعمل أيضا على خفض التكاليف، ما أدى إلى إلغاء نحو 27 ألف وظيفة العام الماضي.
25
مليار دولار إيرادات أي.دبليو.أس في الربع المنتهي أخيرا، مقارنة بنحو 21.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي
وارتفعت أسهم أمازون بنسبة 75 في المئة تقريبا في الأشهر الـ12 الماضية، وسط إشادة من المستثمرين بتخفيض التكاليف بشكل كبير، وزيادة المبيعات وإمكانات منصة الحوسبة السحابية الخاصة بها في عصر الذكاء الاصطناعي الآتي.
وتجري الشركة التي أسسها جيف بيزوس أيضا اختبارات على روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي يُسمى “روفوس”، ويمكنه تقديم نصائح تسوّق لعملاء تطبيقات الهاتف المحمول في الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، تساعد ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي البائعين في إنشاء قوائم منتجات.
وتخطط الشركة لاستثمار المليارات من الدولارات في مراكز بيانات أي.دبليو.أس في المكسيك والسعودية والولايات المتحدة في السنوات المقبلة، بحسب بيان الأرباح.
وتوقع المدير المالي لشركة أمازون بريان أولسافسكي في مؤتمر الأرباح، أن تزيد نفقات الرأسمال بشكل ملحوظ هذا العام، مدفوعة بالاستثمار في أي.دبليو.أس والذكاء الاصطناعي.
ويأتي تجاوز أمازون لتوقعات السوق بعد أن أعلنت مايكروسوفت الأسبوع الماضي عن أرباح قوية في ظل مواصلة تطوير أنشطتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأدى تعزيز أنشطة الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز مبيعات خدماتها السحابية الرئيسية، بينها أزور، المنافسة لشركة أي.دبليو.أس. وعلى غرار معظم عمالقة التكنولوجيا، تواجه أمازون مراقبة متزايدة من الجهات الناظمة في القطاع.
وتواجه المجموعة العملاقة دعوى قضائية رفعتها ضدها أعلى هيئة تنظيمية لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، والتي تتهم عملاق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت بإدارة احتكار غير قانوني من خلال دعم البائعين المستقلين بقوة على منصتها وخنق المنافسين المحتملين.