ارتفاع أسعار النفط عقب هجوم إلكتروني على خطوط الأنابيب الأميركية

واشنطن - ارتفعت أسعار الخام اليوم الاثنين بعد هجوم إلكتروني كبير تسبب في إغلاق خطوط أنابيب هامة لإمدادات الوقود في الولايات المتحدة، وسلط الضوء على هشاشة البنية التحتية النفطية بها.
وبحلول الساعة 06:45 بتوقيت غرينتش، ارتفع خام برنت 57 سنتا بما يعادل 0.8 في المئة إلى 68.85 دولار للبرميل، وذلك بعد أن ارتفع 1.5 في المئة الأسبوع الماضي. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 51 سنتا أو 0.8 في المئة إلى 65.41 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت بأكثر من اثنين في المئة الأسبوع الماضي.
وأعلن البيت الأبيض الاثنين حالة الطوارئ في 17 ولاية أميركية، إثر تعرض شركة "كولونيال بايبلاين" المشغلة لأنابيب الوقود في الولايات المتحدة لهجوم إلكتروني.
وشملت حالة الطوارئ ولايات فرجينيا وماريلاند وديلاويرو وأركنساس وفلوريدا وجورجيا وكنتاكي ولويزيانا وميسيسيبي ونيوجيرسي ونيويورك وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وكارولينا الجنوبية وتينيسي وتكساس وآلاباما، حيث سيتم نقل الوقود عن طريق البر إلى العاصمة واشنطن.
وفي إشارة إلى خطورة الوضع، أكد البيت الأبيض أنه يعمل عن كثب مع كولونيال بايبلاين لمساعدتها على التعافي من هجوم بإحدى برمجيات الفدية، والذي أجبر أكبر مشغل لخطوط أنابيب الوقود في الولايات المتحدة على إغلاق شبكة تزود ولايات مكتظة بالسكان في شرق البلاد.
وقال آندرو ليبو رئيس ليبو أويل أسوسيتس "الفكرة الرئيسية هي أن الأشرار بارعون جدا في إيجاد طرق جديدة لاختراق البنية التحتية... لم تطور البنية التحتية دفاعات يمكنها التصدي لجميع الطرق المختلفة التي يمكن للبرمجيات الخبيثة أن تلحق من خلالها الضرر بالمنظومة".
وشبكة كولونيال هي مصدر ما يقرب من نصف إمدادات الوقود للساحل الشرقي للولايات المتحدة، وتنقل 2.5 مليون برميل يوميا من البنزين وأنواع الوقود الأخرى، واضطرت الشركة إلى إغلاق جميع خطوط الأنابيب بعد الهجوم الإلكتروني الجمعة، والذي شمل برمجيات فدية.
وقالت مؤسسة غولدمان ساكس الأميركية إنه يتوقع أن يصل الطلب على النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة بحلول نهاية العام، وتوقع أن يصل سعر خام برنت إلى 80 دولارا للبرميل وأن يبلغ غرب تكساس الوسيط 77 دولارا للبرميل في غضون ستة أشهر.
وقال محللو غولدمان في مذكرة "نرى عجزا في سوق النفط العالمية يبلغ حاليا نحو مليون برميل يوميا وسيزيد بشكل كبير عن هذا".
وأضاف المحللون "ما زلنا نتوقع أن يصل الطلب على النفط إلى 100 مليون برميل يوميا بنهاية هذا العام".
وأكدت وزيرة التجارة جينا ريموندو أن إصلاح خط الأنابيب يمثل أولوية قصوى لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وأن واشنطن تعمل على تجنب المزيد من الانقطاعات الشديدة في إمدادات الوقود من خلال مساعدة كولونيال على إعادة التشغيل بأسرع ما يمكن لشبكة خطوط الأنابيب التي يزيد طولها عن 5500 ميل (8850 كيلومترا) من تكساس إلى نيو جيرسي.
وبينما لا يزال تحقيق الحكومة الأميركية في مراحله المبكرة، قال مسؤول أميركي سابق وثلاثة مصادر، إن المتسللين يشتبه في كونهم مجموعة إجرامية إلكترونية محترفة تسمى DarkSide.
وقال شخص مطلع على الحادث إن المتسللين استولوا على أكثر من 100 جيجا بايت من البيانات.
وأكد السيناتور الأميركي بيل كاسيدي، وهو جمهوري من لويزيانا وعضو في لجنة الطاقة، أن المشرعين مستعدون للعمل أكثر مع شركات البنية التحتية الحيوية المملوكة للقطاع الخاص للحماية من الهجمات الإلكترونية.