"ادفع ما بدفع" تعيد المسرح الأردني إلى الخشبات السورية

دمشق - بعد سنوات من غياب الأعمال المسرحية العربية عن خشبات المسارح السورية، استطاعت مسرحية "ادفع ما بدفع" الأردنية خلال شهر يونيو الجاري أن تكسر الجمود، وتقدم عرضين ناجحين أمام جمهور الفن الرابع في دمشق.
"ادفع ما بدفع" هي واحدة من أعمال مسرح الشمس، مستوحاة من الأدب العالمي للكاتب الإيطالي داريو فو واسمها الأصلي "لا أقدر أن أدفع.. لن أدفع"، من إخراج عبدالسلام قبيلات، وتمثيل أحمد سرور وعدي حجازي وروسن الحلاق وحياة جابر وسعيد المغربي، والموسيقى من تأليف موسى قبيلات، بينما صمم ديكور المسرحية الفنان بهاء سلمان.
وكان مخرج المسرحية عالج النص العالمي ليتناسب مع الواقع الأردني، وحوله إلى عمل أردني خالص يسلط الضوء على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمجتمع الأردني، ولاسيما قضايا الطبقتين الوسطى والفقيرة.
وتروي مسرحية "ادفع ما بدفع" الأصلية حكاية مجموعة من النساء الإيطاليات اللواتي احتججن على غلاء المعيشة لتتداعى بعدها الأحداث في مفارقات، روت فيها الشخصيات ظرفها الاجتماعي والمعيشي بأسلوب كوميدي، اعتمد فيها مخرج العرض الفنان قبيلات على الشخصيات النمطية في رواية أحداث عرضه، الذي امتد لساعة ونصف من الزمن.
واختار قبيلات إسقاط ما يعانيه المجتمع الأردني على العمل الأصلي، مستندا إلى ما تميز به المسرحي الإيطالي الشهير داريو فو من "النكتة" الحاضرة القابلة للتأثير في الثقافات الأخرى، لاعتماده على كوميديا الموقف.
والمسرحية عرضت لأول مرة على خشبة مسرح الشمس العام 2017، وهي ما تزال تعرض في المواسم المختلفة للعام السادس على التوالي. وفاجأ العرض المسرحي الأردني الجمهور السوري على مسرح الحمراء بتجربته الكوميدية الساخرة محققًا قراءة مختلفة لنص الكاتب الإيطالي داريو فو متجاوزًا بذلك القوالب الاعتيادية في فن الضحك.
ورأى مخرج العمل أن “هذا العرض المسرحي يعد حدثًا تاريخيًا وبمثابة بداية لعودة العلاقات الثقافية بين الأردن وسوريا”. وعبر سرور عن سعادته كفنان أردني بتقديم هذا العرض في دمشق، مؤكدًا أن “الإنسان هو ذاته أينما كان، وهذا ما لاحظه من خلال تفاعل الجمهور السوري الذي وصفه بالمحب للمسرح والحياة”.
وبين المغربي أن المسرحية عرضت مشاكل اجتماعية يواجهها الناس بمختلف البلدان العربية بأسلوب مضحك جعل الجمهور يتفاعل معها، في حين أشار الفنان حجازي إلى ما لمسه من وعي الجمهور السوري وحبه للمسرح، موضحًا أن اللهجة الأردنية مفهومة في سوريا وساعدت في إيصال فكرة العرض التي قدمت بطريقة كوميدية قريبة من واقع الجمهور.
من جانبها بيّنت الحلاق أن وجودها في سوريا وعلى المسرح السوري وأمام الجمهور العريق يعني لها الكثير باعتبار هذه الزيارة هي الأولى لها إلى سوريا، أما الفنانة جابر فأوضحت أن وجودها في سوريا امتداد تاريخي لها، لكون جدها من سوريا وهذا يمثل لها الكثير، مبينة أنها على اتصال بالمسرح السوري ومتابعة لأغلب عروضه.